رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خريطة إرهاب داعش.. دول يعشش فيها السفاحون لنشر القتل والدمار

تنظيم داعش الإرهابي
تنظيم داعش الإرهابي

تبنى تنظيم "داعش" الإرهابي الهجوم الذي استهدف، أمس، مركز "كروكس سيتي" في العاصمة الروسية موسكو، ما أسفر عن مقتل أكثر من 90 شخصا وإصابة أكثر من 100 آخرين، ليكشف هذا الهجوم عن استمرار قوة تنظيم "داعش" ليس فقط في دول الشرق الأوسط وإفريقيا ولكن الوصول إلى أوروبا.

فاجأ تنظيم "داعش" الإرهابي العالم في عام 2014 حينما أعلن عن قيام خلافته المزعومة في العراق وسوريا، وسيطر خلال أشهر معدودة على مدن ومساحات ضخمة في البلدين، بخلاف سرعة مبايعة التنظيمات له عبر العالم، وظهور ما يعرف بالخلايا النائمة، وظاهرة الذهاب المنفردة التي شنت هجمات عبر العالم ما أوقع آلاف القتلى والمصابين.

مناطق انتشار "داعش" فى الشرق الأوسط وإفريقيا

إلا أن العالم انتفض للقضاء على قلب التنظيم وخلافته المزعومة بتشكيل التحالف الدولي ضد "داعش"، والذي نجح في إعلان هزيمة التنظيم بالعراق عام 2017، رغم وجود بعض الجيوب للتنظيم ونقل مراكزه لدول أخرى خاصة في إفريقيا بعد ضعف وجوده في الشرق الأوسط.

إلا أن هجوم "كروكس سيتي"، أمس، أعاد الضوء على مناطق انتشار "داعش" حول العالم، فقد أكدت مؤشرات الإرهاب الصادرة عام 2023 تراجع نشاط "داعش" في الشرق الأوسط وإفريقيا، لكن زاد نشاطه في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية على وقع الاضطرابات السياسية التي تعيشها هذه المنطقة، بجانب قوة نشاطه في بعض الدول الآسيوية مثل باكستان وأفغانستان.

ويواجه التنظيم بشكل عام ضعفا شديدا بعد مقتل معظم قيادته، وآخرهم مقتل زعيم التنظيم الرابع أبوالحسين الحسيني القرشي، في أغسطس 2023، خلال اشتباكات في سوريا، فيما خلفه أبوحفص الهاشمي القرشي في قيادة التنظيم ليكون الزعيم الخامس لداعش منذ إعلان قيام دولة الخلافة المزعومة في 2014.

ومقابل ضعف التنظيم الواضح في الشرق الأوسط قوي نفوذه في منطقة غرب إفريقيا وكذلك الساحل والصحراء؛ بسبب الاضطرابات السياسية والأمنية هناك، فقد قوي فرعه تنظيم "داعش الصحراء الكبرى"، وقد نجح في تعزيز وجود في المناطق الحدودية الرخوة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، إلا أن التنظيم الممثل في "حركة الشباب" الإرهابية التي بايعته تتعرض لخسائر قوية في الصومال رغم الهجمات القوية التي تشنها من وقت لآخر.

خريطة وجود "داعش" فى آسيا

وفي آسيا استغل "داعش" الاضطرابات في أفغانستان وضعف الدولة، من خلال فرعه "داعش خراسان" الذي نفذ العديد من الهجمات الإرهابية العام الماضي، خاصة ضد المناطق الشيعية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وكذلك في باكستان شن عدة هجمات ولكن تركزت ضد القوات الأمنية والجيش.

وفي جنوب شرق آسيا ما زال "داعش" يحظى ببعض الانتشار، فقد تبنى في ديسمبر 2023 شن هجوم إرهابي في الفلبين استهدف قداسا للروم الكاثوليك في مدينة ماراوي، أدى لمقتل 4 وإصابة أكثر من 50 آخرين؛ ردا على عمليات الجيش ضد مراكزه في جنوب البلاد.

الذئاب المنفردة.. خطة داعش للبقاء فى أوروبا

وفي أوروبا وصلت هجمات التنظيم لها هذا العام، ففي نهاية يناير 2024 أعلن تنظيم "داعش" مسئوليته عن هجوم على كنيسة بإسطنبول أسفر عن مقتل شخص، وعلى إثر ملاحقة عناصر التنظيم ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية، في فبراير الماضي، القبض على 30 من عناصر "داعش"، في حملات أمنية شملت إسطنبول وهطاي وعددا من الولايات الأخرى.

لكن بشكل عام تركزت هجمات "داعش" في أوروبا السنوات الماضية على "الذئاب المنفردة" وقتل عدد محدود جدا من الأفراد من خلال عمليات الطعن، ففي ديسمبر 2023 نفذ شخص بايع "داعش" هجوما بالسكين قرب برج إيفل بباريس، أسفر عن مقتل سائح ألماني وإصابة اثنين، أحدهما بريطاني.