رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عتبات البهجة| خالد شباط: تدربت كثيرًا لأتقن اللهجة المصرية.. والفن لغة تواصل بين الشعوب

خالد شباط
خالد شباط

ليس من السهل على فنان سورى شاب، جاء مصر منذ ٤ أشهر، أن يحقق نجاحًا كبيرًا مثل الذى حققه النجم خالد شباط، الذى يشارك فى الماراثون الرمضانى، لأول مرة، هذا العام، فى مسلسل «عتبات البهجة»، كحفيد للنجم يحيى الفخرانى، ليقدم ثانى مسلسل فى مصر بعد مسلسل «إنترفيو» الذى سيعرض بعد رمضان.

«خالد» فنان سورى تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية فى دمشق، عام ٢٠١٨، سنه ٣٠ عامًا، موهبته مكنته من المشاركة فى عملين كبيرين فى مصر، الأول أمام الفنانة رنا رئيس، والثانى أمام يحيى الفخرانى، فى المسلسل الذى يعرض عبر شاشة dmc، إحدى شاشات الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

«الدستور» التقت «خالد»، وتحدث عن سعادته بالمشاركة فى مسلسلى «عتبات البهجة» و«إنترفيو»، وكيف حرص على التعلم من «الفخرانى» والمخرج مجدى أبوعميرة، وعن اجتهاده فى التدريب لإجادة اللهجة المصرية، ورأى أن مصر هوليوود الشرق، وأنه حقق حلمه بالقدوم لها.

■ بداية.. لماذا اخترت مسلسل «عتبات البهجة» ليكون ثانى مشاركة لك فى الدراما المصرية؟

- مسلسل «عتبات البهجة» هو ثانى مسلسل أشارك به فى مصر، بعد مشاركتى فى مسلسل «إنترفيو»، الذى سيعرض عبر المنصة الرقمية watch it بعد انتهاء الماراثون الرمضانى، وهو من إخراج أحمد خالد أمين.

وافقت على المشاركة فى مسلسل «عتبات البهجة»، لأن القصة لها طابع سحرى؛ فعندما قرأت السيناريو وجدت شخصية «عمر» مهمة جدًا، ومكتوبة بطريقة مختلفة، وفوجئت بأننى سأظهر كحفيد الفنان الكبير يحيى الفخرانى، فضلًا عن أننى أرحب بالطبع بالتعاون مع شركة كبيرة مثل «العدل جروب».

الفنان الكبير يحيى الفخرانى يجسد الشخصية بإتقان يجعل المشاهد يشعر بأن الرواية أصبحت واقعًا بالفعل.

عندما أنظر للدكتور يحيى الفخرانى وهو يجسد تلك الشخصية، أشعر بأن أحداث الرواية تخرج من الورق وتصبح أمامى.. أراه من أفضل الممثلين الموجودين فى المنطقة العربية؛ فهو نجم له تاريخ، وأنا فخور بالعمل معه. تعاملت مع تلك التجربة بمبدأ «تعالى اتعلم وخد خبرة الرجل صاحب الخبرات العالية».

كما أقدر جدًا التعاون مع مخرج الروائع مجدى أبوعميرة وشركة «العدل جروب».. هذا هو رأيى الشخصى، وأظن أنه رأى جميع العاملين بالسينما والدراما.

■ كيف كان تعاونك مع الفنان يحيى الفخرانى؟

- الفنان يحيى الفخرانى تاريخ كبير، والوقوف أمامه بالتأكيد يكسبنى الكثير من الخبرة، فأى فنان يتمنى التعلم من هذه الموهبة الكبيرة.. هذه تجربة رجل قضى عمرًا طويلًا فى مجال الفن.

أتذكر جيدًا أول مشهد أراه للدكتور يحيى الفخرانى، وهو مشهد استعداده للذهاب للأوبرا فى مسلسل «أوبرا وعايدة»، ومنذ طفولتى وأنا أشاهد جميع أعماله، وهذا الأمر شجعنى لأشارك فى «عتبات البهجة».

■ ما رأيك فى شخصية «عمر» التى تجسدها؟

- هى شخصية جديدة بالنسبة لى، وأحببتها بسبب تفاصيلها، وعلاقة الحفيد بالجد وخلافاتهما.. هو شاب سنه ٢٥ عامًا، وحساس للغاية.

الشخصية فى هذه السن تحمل مشاعر معينة؛ شاب يريد أن يقول «أنا رجل ولدىّ وجهة نظر»، وهذا دائمًا يخلق صراعًا بين الأجيال، سواء كان الأب أو الجد.

وبسبب موت الأب والأم أصبح الجد هو المسئول عن العائلة، لذا يحدث الصدام، لأن «عمر» يريد طوال الوقت إثبات رجولته وعدم فشله.

يعانى «عمر» طوال الوقت لأن جده يراه فاشلًا، وهذا جعله لا يريد سماع أى شىء من جده.. الجمهور يشعر بأن هناك شرارة كهربية ستحدث بينهما دائمًا.

قابلت مثل هذه الشخصية فى حياتى، وأنا أتفهم جيدًا أن هناك بعض الناس لا يستطيعون مواكبة الجيل الحالى، ولا أدرى عندما أكون فى مثل سنهم هل سأواكب الجيل الجديد أم لا.

■ هل ترى أن القيم التى تربى عليها الجيل القديم اختفت حاليًا؟

- نعم.. وأعتقد أن السبب هو التكنولوجيا؛ فالسوشيال ميديا تسببت فى «اندثار القيم والأخلاق»، وهذا جعلنا نشعر بأن القيم والعادات والتقاليد التى كانت موجودة قديمًا لم تعد موجودة الآن.

■ كيف كان تعاونك مع المخرج الكبير مجدى أبوعميرة؟

- أراه مخرجًا عملاقًا، ويتعامل دائمًا بمبدأ «خير الكلام ما قل ودل».. بتعامل مع شخص هايدينى الزبد.. بيقول المهم وبس». مجدى أبوعميرة صاحب خبرة طويلة، ويتعامل مع الممثل بشكل لطيف ومريح، ويعطى له مساحة للتعبير، وهذا بالنسبة لى ممتع فى العمل.. هو مخرج أمين على الفنان الذى يعمل معه، وخبرته تجعلنا نشعر بالأمان.

■ كيف تمكنت من إتقان اللهجة المصرية؟

- حرصت على التدريب، وأرى أن علاقة العرب باللهجة المصرية جيدة، فتلك اللهجة يستخدمها أى شخص يريد أن يلقى دعابة، كما أن الشعب المصرى قريب من سوريا جدًا «شبهنا»، ويتميز بخفة الدم بشكل استثنائى.

إيقاع اللهجة المصرية «إيقاع إيفيهات»، وإيقاع اللهجة السورية شاعرى وعاطفى أكثر، وهذا جعلنى أشعر بالألفة بمجرد دخولى مصر، وشعرت بأننى أعرف الشوارع والعمارات، وهذا بسبب الأدب والسينما المصرية.

الفن لغة تواصل بين الشعوب «الفن هو الحلو فى الشعب»، حتى فى المزيكا، تربيت على صوت عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب.. الإنتاج الفنى المصرى نتاج أصيل يعبر عن تاريخ وعراقة.

■ مَن مِن الفنانين المصريين الأقرب لقلبك؟ 

- أحب الكثير من النجوم، على رأسهم النجم الكبير الزعيم عادل إمام، والراحل العظيم محمود عبدالعزيز والدكتور يحيى الفخرانى والنجم نور الشريف والنجم سعيد صالح، وطبعًا الفنان أحمد زكى. وأعتبر أن الفنان محمود المليجى مدرسة فى زمن كان خاليًا من وجود مرجع لأى شىء.

وفى السيدات، أحب الفنانات: شادية وسعاد حسنى وهند رستم، صديق لى رسم صورة لهند رستم، وقال لى: «لو لفيت العالم مش هاتلاقى الجمال ده».

وفى الجيل الأصغر يسرا ولبلبة وليلى علوى ونبيلة عبيد، وفى الشعر أحب الشاعر العظيم الأبنودى وأحمد فؤاد نجم، وعلى مستوى الأدب طه حسين ونجيب محفوظ ودائمًا، أحب الفنانين والأدباء الذين يتحدثون عن الشارع.

وفى دراستنا، حين كنا نتحدث عن الأدب العربى كنا نراه فى مصر وسوريا والعراق، ونقول هذا أدب عربى بشكل عام، وللأسف لم يعد أهم شىء حاليًا.

■ كيف ترى دور مصر فى الفن؟

- مصر هى هوليوود الشرق، وهذه حقيقة لا يمكن أن نغفلها، وهناك درر فى السينما المصرية، جعلتها تصل لتلك المكانة الكبيرة، مثل فيلم «باب الحديد» ليوسف شاهين؛ أراه فيلمًا بديعًا، كما أحب فيلم «الكيت كات»، وهناك أعمال كثيرة لا يتسع الوقت لذكرها.. والآن هناك من يراها نخبوية.

كل العرب حتى الآن فى المنطقة ينتظرون ما سيعرض فى مصر، وأتذكر خلال العام الماضى أننى كنت أصوّر مسلسل «الخائن»، وفى رمضان شاهدت مسلسلين فقط، هما مسلسل سورى «الزند»، للفنان تيم حسن، ومسلسل «تحت الوصاية» للفنانة منى زكى. هذا يوضح أن الإنتاج المصرى حاضر دائمًا بالنسبة لنا، والمجىء إلى مصر بالنسبة لى كان حلمًا وطموحًا وهدفًا، ولم أكن أتوقع أنى فى هذا العمر سأكون فى مصر، وهذا أسعدنى كثيرًا، وأتمنى أقدر أفهم أكثر عن المجتمع، لأن هذا أساسى فى التمثيل.

■ ما أوجه الشبه بين الدراما فى مصر وسوريا؟

- الدراما السورية والدراما المصرية الشبه بينهما كبير، وهو الحديث عن الناس والقضايا المجتمعية والعائلة والفن.. هناك ضرورة أن يبحث عن المشكلة وليس عن الحل.

وأعتقد أن من أهم الأمثلة مسلسل «تحت الوصاية» ومسلسل «فاتن أمل حربى»، وهناك أعمال تُغير فى القوانين، وأحب أن أشارك فى تلك الأعمال بالطبع.

■ كيف كانت تجربتك فى «كريستال» و«الخائن»؟

- مسلسل «كريستال» بالنسبة لى دراما لا نشتغلها فى رمضان، فهو مسلسل «٩٠ حلقة» مأخوذ عن مسلسلات تركية وجرى تعريبه، وهذا مود مختلف؛ الحدوتة يكون بها استغراق أكثر فى الحب والعواطف، وأنا كنت من المحظوظين بالشخصيتين اللتين جسدتهما. الشخصية الأولى «فيها الاضطراب النفسى الصعب»، هو «باسل» فى مسلسل «كريستال»، ولكى أجسد هذه الشخصية دخلت فى معسكر لمدة ٣ أسابيع، وشاهدت نحو ١٣ فيلمًا عن متلازمة أسبرجر.. ما جعلنى أفهم طبيعة الحالة.

ومع التجريب والمحاولة والفهم، بدأت الشخصية تتبلور، وأصبحت أدواتها واضحة بالنسبة لى، وخرجت منها بالشغل.

أما فى شخصية «سامر»، بمسلسل «الخائن»، فركزت على لغة الجسد الخاصة به، لأنه شخص ارتبطت تربيته بالشارع، وكان هو الدليل فى التخلص من شخصية باسل فى «كريستال».

■ ما الشخصيات الذى تتمنى تقديمها؟

- هذا السؤال لا أستطيع الإجابة عنه، لأننى دائمًا أحب أن أفاجأ بالشخصية التى سأقدمها، ودائمًا تكون الشخصية الجديدة بالنسبة لى هى رحلة بحث، «يعنى تعالى نروح الرحلة ونشوف هانقدر نكتشف إيه» وهذا ما أفعله، فأنا لا يجب أن أتواجد فى المنزل وأقول «أنا أريد أن أقدم شخصية ما».. لكن وقت الدراسة فكرت فى تقديم شخصية مثل شخصية «باسل»، التى قدمتها بالفعل.

■ وكيف ترى رحلة البحث تلك فى السينما؟

- هناك رحلة بحث أيضًا فى السينما، وهى رحلة ممتعة، تسمح بالغوص فى عوالم شخصية وإخراج المشاعر وإظهارها وبلورتها والتعبير عنها.. هذا أمتع شىء. السينما تتيح هذا، وأتمنى تقديم أدوار سينمائية جديدة تفاجئنى، لأننى لدى شعور بأن هناك عوالم بداخلى كثيرة لم تخرج.

■ كيف تتعامل مع النقد؟

- هذا أمر طبيعى، لا أقلق منه، وما يشعرنى بقلق هو الإيجابية المطلقة، دائمًا لا بد من وجود نقد، لا يوجد شىء كامل، مثل الإنسان تمامًا لم يخلق كاملًا، وشخصيتى مرنة وأقبل النقد لأننى مؤمن باختلاف وجهات النظر.

النقد بالنسبة لى حالة صحية، وجزء من التمثيل هو المحبة والقبول، وهذا صحى جدًا، ونحن نقدم أعمالًا قد يحبها الجمهور أو لا يحبها وجزء من العمل قبول أو عدم قبول أو نقد وهذا صحى للغاية.

■ هل كوّنت صداقات فى مصر؟ 

- نعم.. بالطبع، وأرى أن الشعب المصرى «سلس»، وأول مكان زرته فى مصر هو «الأهرامات» ثم الحسين والسيدة، وركبت فلوكة وشربت شاى على النيل، وأكلت ممبار حبيته جدًا.

■ كيف تتعامل مع السوشيال ميديا؟

- لست نشطًا بشكل كبير.. أستخدم «إنستجرام» قليلًا، وأشارك بصورة من عمل أو كواليس ما فقط، وأنا من أديرها وأرد على الجمهور فى إطار ما يجب أن أرد عليه.

■ هذا رمضانك الأول فى مصر.. فماذا عن طقوسك فى الشهر الكريم؟

- بالطبع هذه هى المرة الأولى التى أتواجد فيها بمصر فى شهر رمضان، وهذا الشهر بالنسبة لى هو العائلة وطعام أمى، كما أن والدى شيف، ويوجد تحد بينهما باستمرار.

هو شهر سلام مطلق، وعائلتى دائمًا مرتبطة، ويا رب نظل كذلك، ويارب أن يعم السلام على منطقتنا كلها.

■ ما هواياتك؟

- الطبخ، أنا شاطر فى الطبخ، وأحب طبخ الفراخ مع الكريم والمشروم وشوربة البروكلى، وبعمل فول حلو، والباستا.

■ هل تأخذ رأى أحد فى الأعمال التى تعرض عليك؟

- أنا أقبل المشاركة فى العمل الذى أحبه، وأشارك عائلتى بالطبع، لأننى شخص متردد وقلق جدًا.. كنت قلقًا قبل «عتبات البهجة»، لكن الأسرة طمأنتنى.

■ هل تحب مشاهدة أعمالك؟

- بالطبع، أشاهد أعمالى، لأن هذا يساعد على تطوير نفسى، وأنتقد نفسى كثيرًا، وفى حالة مقارنة كثيرًا، وقليلة هى اللحظات التى أحب فيها ما أعمل، وهذا يعطى مساحة للتطور أكثر.

■ ما الأعمال التى ستتابعها فى الماراثون الرمضانى؟

- فى مصر سأتابع «الحشاشين» للفنان كريم عبدالعزيز، و«عتبات البهجة»، وسأتابع مسلسلين سوريين، «تاج» لـ«تيم حسن»، ومسلسل «بديعة» لسولافة معمار.. وسأتابع مسلسل «أغمض عينيك ترانى».

■ ما أمنياتك؟

- أتمنى أن يحقق «عتبات البهجة» نجاحًا كبيرة، وأدعو الشعب المصرى لمشاهدة العمل والاستمتاع بتمثيل النجم الدكتور يحيى الفخرانى.. وأقول للمصريين شكرًا على حبكم ودعمكم وقبولكم.