رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسات علمية تثبت بالأرقام صحة أرقام ضحايا العدوان على غزة

شهداء غزة
شهداء غزة

أكد ليه روبرتس عالم الأوبئة والأستاذ الفخري في كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا، أن عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي بلغ أكثر من 31 ألف شخص، من غير المرجح أن يكون به تلفيق أو تلاعب من قبل وزارة الصحة في غزة حيث يشكك البعض في مصداقيتها.

وقد زعم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة والنقاد على الإنترنت أن الأرقام مبالغ فيها، أو أنها ببساطة مزيفة، كما زعم مقال حديث في مجلة " Tablet".

تحليل بيانات يثبت صحة عدد ضحايا حرب غزة

وردًا على ذلك، قال روبرتس في تحليل نشر بمجلة "تايم" الأمريكية بعنوان: "العلم واضح..أكثر من 30 الف شخص ماتوا في غزة"، إن في ديسمبر نشرت المجلة الطبية "The Lancet " نقدين لعملية مراقبة الوفيات التي أجراها علماء ذو خبرة كبيرة في جامعة "جونز هوبكنز" وكلية لندن لحفظ الصحة والطب الاستوائي. وخلص كلاهما إلى أن أرقام ضحايا غزة كانت معقولة وذات مصداقية، وإن كان ذلك بتقنيات ومنطق مختلفين بعض الشيء.

وأوضح أن تحليل "هوبكنز" نظر إلى الجوانب الداخلية للبيانات مثل مقارنة تقارير اتجاهات المستشفيات بالأرقام الإجمالية، ومقارنة معدلات الوفيات بين موظفي الأمم المتحدة مع تقارير وزارة الصحة الشاملة من حيث اتجاهات وآليات الوفاة، ووجد أن هناك ارتباطات وثيقة للغاية بين معدلات وفاة موظفي الأمم المتحدة وإجمالي السكان، وفيما يتعلق بالجزء الذي يموت تحت القنابل في منازلهم.

كما أوضح، أن التحليل الذي أجرته كلية لندن، نظر في بعض القضايا نفسها، ووجد ارتباطًا شبه مثالي بين تقارير القصف الحكومي وصور الأقمار الصناعية، لكنه ركز على 7000 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها من خلال المرافق الصحية والمشارح خلال شهر أكتوبر الماضي. 

وأشار إلى أنه في غزة، يوجد نظام "هوية مقيم"، يتضمن رقمًا مخصصًا للأطفال الصغار، وقد ارتفعت الأرقام المخصصة تباعًا على مدار أكثر من نصف قرن مع بعض الاستثناءات وفي وقتين مختلفين يفصل بينهما 20 عامًا، كانت هناك حملات "استدراكية" حيث يمكن للأشخاص من أي عمر الذين فاتتهم أو هاجروا إلى غزة الحصول على رقم هوية. 

ووفقا له، فقد جاءت البيانات التي حللتها مجموعة لندن مباشرة من العديد من المرافق الصحية والمشارح، وشكلت معظم الأرقام الموجزة التي نشرتها وزارة الصحة لاحقًا. في البيانات، عندما تم رسم أرقام هوية الأشخاص مقابل عمر المتوفى، كان هناك نطاقان عريضان من العمر مرتبطان تمامًا بأرقام الهوية التي تم تقديمها في تلك الحملات الاستدراكية. وبالنظر إلى أن هذه البيانات كانت تتدفق من العديد من المرافق الطبية والمشرحة المختلفة، فقد خلص المؤلفون إلى أنه "من غير المرجح أن يكون هناك تلفيق للبيانات ذات معنى".

وقال: "لكن الأدلة الداعمة لمصداقية عدد الوفيات الذي أعلنته وزارة الصحة في غزة تتجاوز هذين التقييمين".

وأضاف: "في عام 2021، وجد تقييم لنظام مراقبة الوفيات التابع لوزارة الصحة أن النظام لم يتم الإبلاغ عنه بنسبة 13٪. وفي الأزمات الماضية، كانت تقارير منظمة أطباء بلا حدود والأمم المتحدة متسقة بشكل وثيق مع تقارير وزارة الصحة على الرغم من الرفض الإسرائيلي".

وبَين، أن معظم دول العالم تسجل أقل بكثير من 87% من الوفيات، لكن غزة تتمتع بالعديد من الخصائص التي تجعل المراقبة تعمل بشكل جيد.

وأوضح في السياق أنه على الرغم من معدلات الفقر المرتفعة نسبيًا في غزة، إلا أن هؤلاء السكان يتمتعون بمستوى تعليم عالٍ ويشاركون في النظام الصحي، مستشهدًا بتقييم ممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عام 2014 وجد أن 99% من الولادات تمت تحت إشراف أخصائي صحي مدرب مقارنة بحوالي 80% على مستوى العالم. 

وقال: "إن غزة صغيرة جغرافيًا، والمسافة بين الناس قصيرة نسبيًا للوصول إلى المرافق الصحية. وبالتالي، لا ينبغي لأي شيء يتعلق بالمستوى العالي لوظيفة وزارة الصحة في غزة أن يثير هذه الشكوك".

وحول تساؤل هل تجمع أرقام وزارة الصحة في غزة بين المقاتلين والمدنيين؟ قال عالم الأوبئة: "نعم، ولكن هذا لا يعني التلاعب. في بعض الأحيان، لا يكون التمييز مطلوبًا ويكون من الصعب على النظام الصحي القيام به من الناحية الوظيفية. هناك شيء غير مثالي في كل إجراء حكومي، ولكن هذا لا يعني أنه ينبغي تجاهله".

ولفت إلى أنه خلال عمله في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، سمع مرات عديدة عن كيف كانت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أول مؤسسة تقوم بقياس عدد القتلى من الناحية الوبائية في الوقت الحقيقي أثناء الحرب، منوهًا بأنه في نهاية حرب بيافرا (اقليم بيافرا المتمرد في جنوب شرق نيجيريا) في عام 1970، استعار عالم أوبئة شاب تقنية من بيولوجيا الحياة البرية تسمى الالتقاط-الاستعادة، وقدر أن نصف السكان داخل جيب بيافرا قد ماتوا في المجاعة (مجاعة بيافران).

وأضاف: "ما اكتشفته مؤخرًا هو أن عدد القتلى هذا لم يتم الإعلان عنه مطلقًا في مكان عام"، مشيرًا إلى أنه بعد عامين من تولي ريتشارد نيكسون لمنصب الرئاسة كان الكشف عن أن ما بين مليون ومليوني شخص قد ماتوا، معظمهم في عهد نيكسون، وكان أمرًا محرجًا سياسيًا".

إسرائيل تسييس عدد ضحاي حرب غزة

في إطار ما سبق، رأى عالم الأوبئة، أن أن عدد القتلى في الحروب يبدو كان دائما سياسيا، سواء كان ذلك غرق السفينة ماين ومقتل أكثر من 200 بحار في عام 1898، على الأرجح بسبب حريق غير متعمد، والذي تم استخدامه كذريعة لبدء الحرب الإسبانية الأمريكية، أو الجنرال ويسلي كلارك في عام 1999 الذي أشار إلى أعداد مبالغ فيها من القتلى في عام 1999"، أو "المقابر الجماعية" في كوسوفو لتبرير تلك الحرب. 

وقال: "إنه مع مرور الوقت، عادة ما يكون للواقع والعلم طريقة لكسب القبول، حتى في بعض الأحيان حتى أثناء الصراع، كما هو الحال في سوريا".

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر، إلى 31 ألفًا و490 شهيدًا، و73 ألفًا و439 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى فقدان الآلاف تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة، مساء أمس الجمعة.