رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. الكنيسة البيزنطية في مصر تحتفل بتذكار البار بندكتوس

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية في مصر بتذكار البار بندكتوس ولد في إيطاليا حول سنة 480. هو أبو رهبان الغرب، ومشترع الحياة الرهبانية الغربيّة. انتقل إلى الله حول سنة 547.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "فجاءَ يطلبُ ثمرًا عليها فلَم يَجِد". كان المعلّم يبحث عن الثمر، ليس لجهله أنّ تلك التينة لم تثمرْ، لكن ليَقولَ بهذا المثل إنّه كان على المَجمَع أن يُعطي ثمارًا. وقال للكرّام: "إنّي آتي منذ ثلاث سنوات إلى هذه التينة أطلبُ ثمرًا عليها فلا أجِدُ". لقد أتى في عهد إبراهيم، وفي عهد وموسى وفي زمن العذراء مريم؛ أي في عهد الختان، وفي عهد الشريعة وفي زمن الجسد الذي أخذه من أحشاء العذراء مريم. نحن نكتشف مجيئه من أعماله الصالحة، أي من الإطّهار من جهة، ومن التقديس من جهة أخرى، ومن التبرير أخيرًا. 

فالختان كان يطهِّر، والشريعة كانت تقدِّس والنعمة كانت تبرِّر. أمّا الشعب اليهوديّ، فهو لم يتمكّن من الحصول على الإطّهار، لأنّه اكتفى بالختان الخارجيّ بدون الوصول إلى الختان الروحيّ؛ ولم يتكمّن من الحصول على التقديس، لأنّه كان يجهل فضيلة الشريعة، وبقي متمسّكًا بالمظاهر الخارجيّة وغافلاً عن المتطلّبات الروحيّة؛ ولم يتمكّن من الحصول على التبرير، لأنّه لم يُكفِّر مطلقًا عن ذنوبه، وبالتالي لم يعرف مطلقًا نعمة الله. لذا، كان من المستحيل إيجاد أيّ ثمار في المَجمَع؛ لذا، طلبَ يسوع المسيح أن يتمّ قطع التينة: "فاقطَعْها! لماذا تُعَطِّل الأرض؟" لكنّ الكرّام الصالح الذي أدرك أنّ آخر سيذهب لتبشير الوثنيّين، في حين سيتمّ إرساله شخصيًّا إلى أهل الختان، تدخّلَ بدافع المحبّة وتوسّلَ كي لا تُقطَع التينة، لأنّه كان يملك الإيمان المطلوب ليثقَ بأنّ الشعب اليهوديّ سينالُ الخلاص بواسطة الكنيسة.