رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ياسمين فؤاد: وضعنا استراتيجية للاقتصاد الحيوى تشجع الاستثمار فى استخدام زيوت الطعام المستعملة

جانب من الاجتماع
جانب من الاجتماع

عقد وزراء البيئة والبترول والثروة المعدنية والطيران المدنى والتجارة والصناعة والزراعة واستصلاح الأراضي وقطاع الأعمال العام اجتماعًا بمقر وزارة البترول والثروة المعدنية بالعاصمة الإدارية، بحضور مسئولي الوزارات لبحث التنسيق وآليات التعاون فيما بينها، للعمل على إنتاج وقود الطيران المستدام SAF في ضوء مبادرة قطاع البترول الرامية لتنفيذ أول مشروع من نوعه في هذا المجال.

وقد أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، فى بداية الاجتماع، على استعداد الوزارة للتعاون مع وزارتى البترول والطيران المدنى فى إنتاج وقود مستدام للطائرات سواء من استخدام زيوت طعام مستعملة أو من زراعات يستنبط منها، مشيرة إلى قيام الوزارة منذ أكثر من عام باتخاذ خطوات نحو فكرة الاستثمار البيئي والمناخي، حيث تم إعداد استراتيجية الاقتصاد الحيوي، والعمل على منتج الوقود الحيوي في مصر بوصفه منتجًا مستدامًا، حيث أن هناك دولًا اقتصادها قائم على زراعات معينة لإنتاج الوقود الحيوي.

وأشارت وزيرة البيئة إلى عدد من الإجراءات التى تم اتخاذها فيما يخص زيوت الطعام المستعملة ويمكن المساهمة بها فى هذا المشروع، ومنها اتخاذ عدد من الإجراءات للعاملين فى مجال الزيوت المستعملة من قبل القطاع غير الرسمي، حيث تم العمل على إصدار تراخيص من جهاز تنظيم وإدارة المخلفات للعاملين فى هذا المجال، من خلال تشكيل مجموعة عمل ضمت عددًا من الوزارات كالتموين والتجارة والصناعة تمهيدًا لاستصدار قرار من دولة رئيس مجلس الوزراء، كما تم العمل على الحملة التوعوية (أنتِ البداية) لتوعية السيدات فى المنازل لاستبدال الزيوت المستعملة بأخرى جديدة بالتعاون مع إحدى شركات الزيوت، مؤكدة أن قانون المخلفات إطار تشريعي ملزم ينظم عملية تداول زيوت الطعام المستعملة واستخداماتها.

مجال إنتاج وقود الطيران المستدام

من جانبه، أوضح المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، أن قطاع البترول اتخذ مبادرات وقطع خطوات تنفيذية خلال الفترة الأخيرة، لدخول مجال إنتاج وقود الطيران المستدام SAF لأول مرة، وبدأ إعداد الدراسات الخاصة بأول مشروع لإنتاجه اعتمادًا على زيت الطعام المستعمل كمادة تغذية، وقام بوضع تصور واستراتيجية مقترحة لتنفيذه من خلال الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، مع الاستعانة بمؤسسات دولية لإعداد الدراسات وإنجاز المراحل الأولية الخاصة بالإعداد للمشروع وتدبير التمويل، مؤكدًا أهمية هذا الاجتماع في دعم التنسيق المشترك بين الوزارات والقطاعات المعنية بهذا المجال الجديد، من أجل استغلال كل القوى والإمكانات للإسراع بتنفيذ المشروع، الذى يأتي تنفيذًا لتوجه الدولة المصرية لتحقيق التنمية المستدامة والخضراء ومواكبة التوجهات العالمية في هذا الشأن.

وأضاف الملا أنه سيتم تشكيل لجنة تنفيذية من فرق العمل في الوزارات للعمل على الإجراءات والآليات الخاصة بالتعاون لإعطاء دفعات للإسراع بالعمل على مشروع إنتاج وقود الطيران المستدام والتعاون مع المستهلك النهائي لهذا النوع من الوقود، متمثلًا في قطاع الطيران المدنى، كما تتم مراجعة والنظر لكل الجهود التي تقوم بها الوزارات المعنية بما يدعم إنجاح المشروع والإسراع بخطواته وإحكام آليات تنفيذه، على أن يقوم الوزراء بمتابعة ما قامت به اللجنة التنفيذية بشكل دورى.

وخلال الاجتماع تم تقديم عرض توضيحى عن مبادرة وزارة البترول والثروة المعدنية، لدراسة وتنفيذ أول مشروع لإنتاج وقود الطيران المستدام والخطوات التي تم إنجازها لاستكمال الدراسات بالتعاون مع المؤسسات الدولية والإعداد لتنفيذه والاستراتيجية المقترحة للمشروع وتوقيع اتفاقية مبادئ لتأمين المادة الخام له.

من جانبه، استعرض الفريق محمد عباس حلمى، وزير الطيران المدنى، رؤية الوزارة الرامية لاستخدام وقود الطيران المستدام  SAF  في قطاع الطيران المدنى وفقًا لما تم إقراره من منظمة الطيران المدنى الدولى "الإيكاو"، لافتًا إلى مشاركة مصر ضمن المجموعة الإفريقية فى مؤتمر الإيكاو الثالث حول وقود الطيران المستدام بدبى، حيث وافقت المجموعة على الدخول فى منظومة إنتاج ونشر وقود الطيران المستدام تحت مظلة الإيكاو، مع التأكيد على نقل التكنولوجيا وبناء القدرات وتوفير التمويل لمرحلة الإنتاج والتشغيل طبقًا لرؤية كل دولة، وأضاف أن دول الإيكاو تعمل سويًا نحو الوصول إلى نسبة 5% على الأقل من تزويد الطائرات بهذا الوقود بحلول عام 2030.

مصادر مختلفة لإنتاج وقود الطيران المستدام 

فيما أشار السيد القصير، وزير الزراعة، إلى أن هناك مصادر مختلفة لإنتاج وقود الطيران المستدام سواء زيوت الطعام المستعملة أو الزيوت المنتجة من نباتات الجاتروفا وغيرها، وأن أهم خطوة هى تحديد أماكن تواجد هذه المدخلات وآلية استخدامها ودراسة اقتصاديات استخدام هذه المدخلات، وأن أنظمة الزراعة التعاقدية تعد أحد أهم سبل توفير المواد الخام لأى صناعة، والتى على أساسها يتم إنتاج المواد الخام وتوفيرها كمدخلات للصناعة، مؤكدًا ضرورة وضع استراتيجية طويلة المدى لسبل الاستفادة من النباتات مثل الجاتروفا والجوجوبا فى إنتاج الزيوت المستخدمة لإنتاج وقود الطيران.


من جانبه، أكد المهندس أحمد سمير، وزير التجارة والصناعة، أهمية النظر في تنفيذ آلية عملية قابلة للتطبيق من أجل إيجاد منظومة ناجحة لجمع وتوريد زيت الطعام المستعمل وتأمينه كأحد مدخلات إنتاج وقود الطيران المستدام، وأنه تبرز في هذا المجال أهمية التعاون مع وزارة التموين والشركات الموردة للزيوت بالسوق للمحلية وكبار المستخدمين في الأنشطة التجارية والصناعية، وضرورة إعطاء حوافز للمستهلكين في الأنشطة التجارية والمنزلية لحثهم على إرجاع الزيوت المستعملة.

وأشار المهندس محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام، إلى أهمية الدراسة الجيدة لنشاط إنتاج وقود الطيران المستدام من حيث الجوانب الاقتصادية وأنسب النماذج وآليات التنفيذ، للوصول في النهاية إلى أنسب نموذج عمل يمكن تطبيقه في المشروعات الخاصة بهذا النشاط الجديد.

من جانبه، أشار الدكتور طارق العربي، رئيس جهاز تنظيم وإدارة المخلفات بوزارة البيئة، إلى التعاون الوثيق بين الجهاز والشركة القابضة للبتروكيماويات خلال العام الماضى، مؤكدًا على أن التحدى الأكبر يتمثل فى تجميع المخلف نفسه، لافتًا إلى حرص وزارة البيئة على تطبيق منظومة الإدارة المتكاملة للزيوت المستعملة، وذلك للحد من آثارها السلبية على منظومة المخلفات، والحد من المخاطر التي تهدد صحة المواطن نتيجة تجميع الزيوت المستعملة وإعادة استخدامها بطريقة غير آمنة، حيث إنه يمكن للشركات العاملة في مجال جمع ونقل هذه الزيوت التقدم إلى جهاز تنظيم إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة، للحصول على تراخيص مزاولة نشاط جمع ونقل هذه الزيوت، وذلك طبقًا لقانون تنظيم إدارة المخلفات رقم 202 لسنة 2020 ولائحته التنفيذية، مشيرًا إلى ضرورة تطبيق مبدأ المسئولية الممتدة للمنتج، لافتًا إلى تطبيق هذا المبدأ فى الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام.

وأشار الدكتور علي أبوسنة، رئيس جهاز شئون البيئة، إلى ضرورة الارتباط بعقود طويلة مع الشركات التي يمكن أن تكون موردًا مستدامًا للزيت المستعمل، لاستخدامه في إنتاج وقود الطائرات، بالتوازي مع التركيز على الموردين الصغار، وهنا تظهر أهمية استراتيجية الاقتصاد الحيوي التي أعدتها وزارة البيئة، وتساعد على الاستفادة من النباتات في إنتاج الزيوت مثل نبات الجاتروفا.