رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المجاعة تفتك بسكان غزة.. الاحتلال يمارس انتهاكات وحشية بحق الفلسطينيين فى رمضان

المجاعة في قطاع غزة
المجاعة في قطاع غزة

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنه بعد خمسة أشهر من الحرب في قطاع غزة، يعاني القطاع الفلسطيني من كارثة إنسانية، خاصة مع دخول شهر رمضان وفقًا لمنظمات الإغاثة الدولية.

وأكدت صحيفة "فايننشال تايمز" أن شمال قطاع غزة أصبح على حافة المجاعة، حيث يموت الأطفال من الجوع، بينما تأكل الأسر الأعشاب وعلف الحيوانات، مما أثار قلقًا دوليًا.

إجراءات الاحتلال تجاه المساعدات تخلق مجاعة في غزة

وأوضحت صحيفة "فايننشال تايمز" أن عمليات التفتيش التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بشكل صارم تؤدي إلى إبطاء تقدم المساعدات عبر المعابر البرية، فيما تخطط الولايات المتحدة وآخرون لإرسال مساعدات إنسانية عن طريق السفن إلى غزة، بجانب إسقاط المساعدات من الجو، لكن جماعات الإغاثة تتساءل عما إذا كان ذلك يمكن أن يعكس اتجاه الجوع المتزايد؛ ووصفت منظمة أطباء بلا حدود الجهود البحرية بأنها مجرد "إلهاء صارخ"، وحثت إسرائيل على دعم تدفق الشاحنات إلى القطاع.

ومنذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي فرض الاحتلال الإسرائيلي "حصار كامل" على غزة، لكن تحت ضغط الولايات المتحدة، تغيرت تلك السياسة؛ وبدأت شاحنات المساعدات الدولية بالسفر من مصر إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي، وفي ديسمبر فتحت إسرائيل معبر كرم أبوسالم الحدودي مع غزة.

وفي كلا المعبرين، تفرض إسرائيل نظام تفتيش صارم أدى إلى تأخير نقل الإمدادات الإنسانية إلى غزة، حيث أدى الهجوم الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 30 ألف شخص، وتشريد 80% من سكان القطاع.

كما اعترض المتظاهرون القوميون المتطرفون على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبوسالم، الذين يعارضون تقديم أي مساعدات لغزة، طريق الشاحنات.

وقال مسئولون دوليون إن أكبر عقبة أمام تقديم المساعدات خلال الشهرين الماضيين تمثلت في انهيار الأمن والقانون الأساسي والنظام داخل غزة، فقد تعرضت قوافل المساعدات الإنسانية لإطلاق النار من قبل القوات الإسرائيلية، في حين قام السكان المحليون اليائسون والعصابات الإجرامية بنهب الشاحنات.

الاحتلال يدمر ر المخابز والمصانع والمزارع

وقالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن إنتاج الغذاء في غزة تعرض إلى تقليص حاد بسبب تدمير المخابز والمصانع والمزارع أو جعلها محظورة بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية، فيما يواصل المسئولون العسكريون الإسرائيليون إصرارهم على وجود ما يكفي من الغذاء في غزة، وعلى ضرورة قيام الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى بتحسين قدراتها اللوجستية داخل القطاع.

 

الاحتلال يمنع دخول المساعدات لغزة

وقبل الحرب، كان يدخل قطاع غزة حوالي 500 شاحنة محملة بالمساعدات والوقود يوميًا، خمسة أيام في الأسبوع، عبر معبر رفح، وذلك لصالح سكان القطاع الذين يعتمدون بشكل كبير على المساعدات، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، لكن انخفض هذا الرقم بشكل حاد فقد بلغ أعلى عدد يومي للشاحنات التي تمكنت من دخول غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية 300 شاحنة، وهو رقم تم الوصول إليه مرة واحدة فقط، وفي أغلب الأحيان كان العدد أقل بكثير من 200 يوميًا، وفقًا لأرقام الأمم المتحدة.

وبسبب إجراءات الاحتلال تفاقمت آثار انخفاض مستويات تقديم المساعدات، حيث فشلت الشحنات اليومية في تعويض النقص السابق والأضرار المتراكمة للحرب، لكن الأكثر تضررًا هم سكان شمال غزة الذين يقدر عددهم بنحو 300.000 نسمة، حيث تحمل هذا الجزء العبء الأكبر من الهجوم البري الإسرائيلي الأولي.

وفي الأشهر الأخيرة، اضطر الناس في الشمال إلى تناول أعلاف الماشية والأعشاب والصبار، وقد حذر جيمي ماكغولدريك، منسق الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الأسبوع الماضي من أن "الأطفال يموتون من الجوع" مؤكدًا أن شمال غزة وحده يحتاج إلى 300 شاحنة مساعدات يوميًا.

وقال مسئولون من الأمم المتحدة والولايات المتحدة إن الحل الحقيقي يتطلب "إغراق" غزة بالمساعدات، ليس فقط لمساعدة سكان غزة الذين يعانون، بل لتقويض السوق السوداء، ومن شأن ذلك الأمر أن يحسن أمن قوافل المساعدات عن ومنع عمليات النهب.

شكوك في فاعلية المساعدات الجوية والبحرية لقطاع غزة

ووفق الصحيفة تم تنفيذ أكثر من 30 عملية إسقاط جوي للمساعدات فوق غزة خلال الحرب، من قبل دول من بينها الولايات المتحدة والأردن ومصر وفرنسا وبلجيكا وهولندا والإمارات العربية المتحدة، حيث تتجنب عمليات الإنزال الجوي الاختناقات التي تؤثر على الطرق البرية، لكنها غير فعالة فقد سقطت بعض الطرود في البحر أو سقطت داخل مناطق إسرائيلية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المشكلة الأكثر إلحاحًا في إرسال الإمدادات عن طريق الجو هي الكميات الصغيرة من المساعدات التي تقدمها، فوفقًا للأمم المتحدة، يمكن لشاحنة واحدة أن تنقل ما بين 20 و30 طنًا من المساعدات، أي 10 أضعاف الكمية التي تحملها طائرة واحدة.

وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، الأسبوع الماضي إن الإنزال الجوي هو الملاذ الأخير ولن يمنع المجاعة.

وأوضحت الصحيفة أنه تم الاعلان عن مبادرتين لإدخال المساعدات بحريًا إلى غزة من خلال شحن المساعدات من قبرص، على بعد حوالي 200 كيلومتر من غزة في شرق البحر الأبيض المتوسط، والمبادرة الأولى هو طريق متعدد الجنسيات للسفن التجارية بين لارنكا في قبرص وغزة، وقال مسئولون قبارصة إن سفينة تديرها منظمة وورلد سنترال كيتشن الإنسانية كان من المقرر أن تبحر في نهاية هذا الأسبوع محملة بـ500 طن متري من المساعدات "رمزية" أي ما يعادل حوالي 25 شاحنة.

أما المبادرة البحرية الثانية فيقودها الجيش الأمريكي، الذي يخطط لبناء رصيف عائم قبالة غزة لاستقبال شحنات أكبر بكثير، فقد أبحرت سفينة دعم لوجستي تابعة للبحرية الأمريكية من فيرجينيا مع المعدات الأولى في نهاية الأسبوع، ويشارك أيضًا الاتحاد الأوروبي والإمارات العربية المتحدة والأمم المتحدة وقبرص في هذه المبادرة التي قال مسئولون أمريكيون إن إعدادها سيستغرق عدة أسابيع.

وستحتفظ إسرائيل بآلية تفتيش صارمة في قبرص للمساعدات المتجهة إلى غزة، لكن لا يزال من غير الواضح من سيتولى تأمين وتوزيع المساعدات المنقولة بحرًا بمجرد وصولها.

ومع هذا أكد تور وينيسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط أن الطريقة الأكثر فعالية لإيصال المساعدات إلى غزة هي عن طريق الشاحنات بريًا.