كمال كرار لـ"الدستور": الأطراف السودانية لن تلتزم بقرار مجلس الأمن في رمضان
قال الكاتب والسياسي السوداني كمال كرار، إن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن وقف الأعمال العدائية في السودان طوال شهر رمضان لن تلتزم به الأطراف.
وأعلن مجلس الأمن الدولي أمس تبنى قرارا بالأغلبية يدعو لوقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان، كما دعا إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية "دون عوائق" عبر الحدود وخطوط القتال.
كمال كرار: قرار مجلس الأمن بشأن السودان مجرد تحصيل حاصل
وأوضح كمال كرار في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه بعد قرابة العام على اندلاع الحرب في السودان، يخرج مجلس الأمن بقرار وبيان خجول يدعو لوقف الأعمال العدائية خلال شهر رمضان وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن القرار مجرد "تحصيل حاصل" فمن واقع التجربة فإن الطرفين لن يلتزما به.
وتابع: "القرار نفسه يدعو اطراف القتال لتنفيذ التزاماتهما السابقة في منبر جدة، وهي التزامات نكص عنها الطرفان، ومجلس الامن نفسه لم يحمل طرفي النزاع تبعات ما يجري، واكتفي بتقارير المبعوث الدولي، وفي تقديري ان المناشدات الخجولة لانهاء الحرب لن تسفر عن وقفها لان الحرب الان اصبحت حربا بالوكالة وتصفية حسابات دول أخرى علي الارض السودانية".
وقال كرار إن ما يسمي بالعملية السياسية في السودان والتي يجري الترتيب لها بواسطة الآلية الافريقية الرفيعة والتي يشجعها قرار مجلس الامن قد لا تضيف جديدا كونها تضع الحصان خلف العربة حين اجتمعت مع حزب الرئس المخلوع عمر البشير فهي تدرك أن التطورات السياسية بعد الثورة وما ارتكبه حزب المؤتمر الوطني من جرائم ابان حكمه تستلزم عزله ومحاكمة رموزه وليس إعادتهم للمشهد السياسي.
وأضاف: "مجرد الحديث عن الحوار مع حزب المؤتمر الوطني يستفز مشاعر الشعب وقواه الثورية، ولهذا بدون آليات حقيقية لوقف الحرب يفرضها المجتمع الدولي قسرا علي طرفي القتال فلن يكون للمناشدات معني والشعب السوداني في نهاية الأمر سيقرر بشأن كيف ستدار الفترة الانتقالية بعد انتهاء الحرب".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعا خلال جلسة مجلس الأمن جميع الأطراف في السودان إلى احترام قيم شهر رمضان عبر وقف الأعمال القتالية مع العمل على إسكات الأسلحة بشكل نهائي في جميع أنحاء السودان ورسم طريقًا ثابتًا نحو السلام الدائم للشعب السوداني.
