رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطريق 749.. خطة الاحتلال الإسرائيلى لتقسيم غزة ومنع عودة السكان للشمال

 الاحتلال الإسرائيلي
الاحتلال الإسرائيلي

أنهى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بناء طريق جديد يمر عبر شمال قطاع غزة من الشرق إلى الغرب، وفقًا لصور أظهرتها الأقمار الصناعية.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" (BBC) عن جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله إنهم كانوا يحاولون الحصول على "موطئ قدم عملياتي"، وتسهيل حركة القوات والمعدات.

تفاصيل خطة الاحتلال لبناء طريق عازل في غزة

وكشفت "بي بي سي" عن أن الخبراء يخشون من استخدام هذا الطريق العازل كحاجز يمنع الفلسطينيين من العودة إلى منازلهم في الشمال، فيما قال آخرون إن ذلك يبدو جزءًا من خطة إسرائيلية للبقاء في غزة بعد انتهاء الأعمال القتالية الحالية.

وفي فبراير الماضي كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رؤية لما بعد الحرب، حيث ستسيطر إسرائيل على الأمن في غزة إلى أجل غير مسمى، رغم تحذير زعماء دوليين إسرائيل من تهجير الفلسطينيين بشكل دائم أو تقليص مساحة غزة.

ويمر هذا الطريق العازل عبر شمال غزة، وتقع تحته المناطق الوسطى والجنوبية، حيث يبدأ عند السياج الحدودي لغزة مع إسرائيل بالقرب من كيبوتز ناحال عوز، وينتهي بالقرب من ساحل البحر المتوسط، كما يتقاطع مع طريقي صلاح الدين والرشيد، وهما الشريانان الرئيسيان اللذان يمران بقطاع غزة.

ورغم وجود شبكة طرق التي تربط بين الشرق والغرب في غزة، إلا أن الطريق الجديد للجيش الإسرائيلي هو الطريق الوحيد الذي يمتد دون انقطاع في جميع أنحاء غزة.

ويكشف تحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بنى أكثر من 5 كيلومترات من أقسام الطرق الجديدة لربط الطرق التي لم تكن متصلة سابقًا.

ووفق الصور تم إنشاء الجزء الأولي من الطريق شرق غزة بالقرب من الحدود الإسرائيلية في الفترة ما بين أواخر أكتوبر الماضي وأوائل نوفمبر الماضي، لكن تم بناء معظم الأقسام الجديدة خلال شهر فبراير وأوائل شهر مارس.

ويعتبر المسار الجديد الذي أقامه جيش الاحتلال أوسع من أي طريق آخر في غزة، باستثناء شارع صلاح الدين.

كما يُظهر تحليل الصور أن المباني الواقعة على طول الطريق، تم هدمها منذ نهاية ديسمبر 2023 وحتى أواخر يناير 2024، كما أنها تقع أسفل طريق مؤقت ومتعرج كان جيش الاحتلال الإسرائيلي يستخدمه للانتقال من الشرق إلى الغرب.

وسبق وقالت القناة التليفزيونية الإسرائيلية الـ14 في فبراير الماضي إن هذا الطريق يحمل الاسم الرمزي "الطريق السريع 749".  

أسباب إقامة إسرائيل طريقًا عازلًا في غزة

فيما قال محللون في شركة  "Janes"، وهي شركة استخبارات دفاعية، إن نوع سطح الطريق غير الممهد الذي شوهد في لقطات القناة 14، كان مناسبًا للمركبات المدرعة المجنزرة.

وقال العميد المتقاعد جاكوب ناجل، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي والمستشار الأمني السابق لنتنياهو، لـ"بي بي سي" إن الهدف من الطريق الجديد توفير وصول سريع لقوات الأمن عند التعامل مع التهديدات الجديدة، كما سيساعد ذلك إسرائيل على الدخول والخروج، لأن إسرائيل سيكون لديها دفاع كامل وأمن ومسئولية عن غزة.

وقال جاستن كرامب، وهو ضابط سابق في الجيش البريطاني يدير شركة  Sibylline، وهي شركة استخبارات المخاطر، إن الطريق الجديد مهم موضحًا "يبدو أن هذا جزء من استراتيجية طويلة المدى تتمثل في الحصول على الأقل على شكل من أشكال التدخل الأمني والسيطرة في قطاع غزة".

وأضاف أن "هذه المنطقة تفصل مدينة غزة عن جنوب القطاع، ما يجعلها خط مراقبة فعالًا لرصد الحركة أو الحد منها، كما أن بها مجالات مفتوحة نسبيًا للنيران".

ويعتقد خالد الجندي، أحد كبار زملاء معهد الشرق الأوسط ومقره الولايات المتحدة، أن الطريق هو مشروع طويل الأمد، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيبقى في غزة إلى أجل غير مسمى.

وتابع "من خلال تقسيم غزة إلى نصفين، لن تسيطر إسرائيل على ما يدخل إلى غزة ويخرج منها فحسب، بل ستسيطر أيضًا على الحركة داخل غزة، ويشمل ذلك منع 1.5 مليون فلسطيني نازح في الجنوب من العودة إلى منازلهم في الشمال".