رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عاجل| واشنطن بوست: المسجد الأقصى تحول لبرميل بارود

المسجد الأقصى
المسجد الأقصى

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم السبت، إن المسجد الأقصى سيتحول إلى برميل بارود خلال شهر رمضان في ظل الإجراءات التي تتخذها دولة الاحتلال الإسرائيلي في القدس بالتزامن مع استمرار الحرب على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وأوضحت واشنطن بوست في تقرير لها أنه قبل أيام قليلة من بداية شهر رمضان  قد يتحول المسجد الأقصى إلى برميل بارود، حيث يأتي مئات الآلاف من الفلسطينيين للعبادة في هذا المسجد المقدس لدى المسلمين وتديره الأردن، لكن الوصول إليه يخضع لسيطرة الأمن الإسرائيلي.

واشنطن بوست: الاشتباكات فى الأقصى سبب لمعظم الحروب

كذلك يقدس اليهود موقع المسجد الأقصى والذي يسمونه جبل الهيكل لذا فهو أقدس موقع في اليهودية وثالث أقدس موقع في الإسلام فهو ثالث الحرمين، لذا تعد المطالبات المتنافسة أحد العناصر الأكثر تحديًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود.

وقالت "واشنطن بوست" إن الاشتباكات التي جرت في الأقصى السنوات الماضية، كانت بمثابة نقطة اشتعال متكررة للحرب، ففي عام 2021، أثار القتال بين شرطة الاحتلال والفلسطينيين خلال شهر رمضان تصعيدًا لمدة أسبوعين مع حماس على بعد 50 ميلًا في غزة، كما أدت مداهمة الشرطة الإسرائيلية الربيع الماضي لإخلاء المتظاهرين إلى إشعال جولة ثانية من القتال.

وأوضح التقرير أن حماس تؤكد بانتظام أن حماية المسجد الأقصى مبرر لعملياتها ضد الاحتلال وآخرها عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي ضد المستوطنات الإسرائيلية، والآن، في أعقاب تلك الهجمات، تحتدم حرب أكثر تدميرًا في غزة. 

ومع اقتراب شهر رمضان بعد أيام فقط، تتصاعد التوترات حول الأقصى ويسعى المتشددون في الحكومة الإسرائيلية إلى الحد من عدد وأعمار وجنس الفلسطينيين المسموح لهم بالدخول إلى الأقصى ما أثار تحذيرات من الجانبين من أن القيود قد تؤدي إلى أعمال عنف.

وقالت الصحيفة إنه خلال هذا الأسبوع، لم يكن لدى عشرات العمال الذين كانوا يتسابقون لإعداد المسجد أي فكرة عما يمكن توقعه، مشيرة إلى تصريحات عزام الخطيب، رئيس المنظمة الإسلامية المعينة من قبل الأردن والتي تدير المسجد الأقصى، أنه سيتم السماح فقط بما يتراوح بين 10000 و15000 طوال الشهر بأكمله سيدخلون إلى المسجد.

وحذرت الصحيفة من أنه إذا ثبتت صحة هذا التصريحات، فسيكون ذلك جزءًا صغيرًا من حشد رمضان العادي، الذي بلغ إجماليه العام الماضي حوالي 1.4 مليون، وفي إحدى أيام الجمعة، استضاف المجمع أكثر من 300 ألف من المصلين.

وفاجأت هذه التصريحات الجميع، رغم إعلان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل قررت عدم تقييد الوصول إلى المسجد بشكل كبير.

وقال العاملون في المسجد الأقصى إن جزءا من المشكلة هو أن المسئولين الإسرائيليين لا يتحدثون معهم مباشرة، مما يتركهم تحت سيطرة التقارير الإعلامية المتناقضة.

من جهته، قال مسئولو الشرطة بدولة الاحتلال إنهم سيحتفظون بحوالي 1000 ضابط منتشرين حول المدينة القديمة بالقدس خلال أيام الأسبوع و2500 أو أكثر في أيام الجمعة، فقد كان الوجود المكثف واضحا خارج باب العامود في البلدة القديمة، حيث كثيرا ما تشتبك الشرطة مع الفلسطينيين الشباب في أمسيات رمضان.

انقسام فى حكومة الاحتلال بسبب وضع الأقصى

وكشفت الفترة التي سبقت شهر رمضان في زمن الحرب عن الانقسامات في الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية، حيث يريد الأعضاء الأكثر تحفظا في الحكومة منع الوصول إلى المسجد الأقصى بالنسبة لمعظم الفلسطينيين طالما أن أكثر من 100 إسرائيلي ما زالوا محتجزين في غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الشهر الماضي أن إيتامار بن جفير، وزير الأمن القومي المتطرف الذي يسيطر على الشرطة الإسرائيلية، دفع خطط لمنع المصلين من دخول الأقصى إلى حد كبير، مشيرًا إلى المخاطر الأمنية والمحتجزين، لذا ووفقا للتقارير الأخيرة سيتم السماح للفلسطينيين المسنين بالدخول، ولكن سيتم منع السكان الأصغر سنا في الضفة الغربية وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى بن جفير، الذي بدأ حياته المهنية في حركة الاستيطان المتطرفة التي تسعى لمزيد من السيطرة على الحرم القدسي، قام بثلاث زيارات على الأقل إلى ساحة الأقصى منذ توليه مسئولية الشرطة رغم مخالفة ذلك لوضع الأقصى واتهمه بعض المسئولين الإسرائيليين باتباع خطاب “متهور” يمكن أن يزيد من تأجيج مشاعر الفلسطينيين والعالم العربي في وقت خطير تمر به إسرائيل.

وقال مسئول عسكري سابق مطلع على المناقشات داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي: "يقول الجيش ومتخصصو المخابرات إنه ليس من المفيد لنا صب الزيت على النار الآن، لأن النار مشتعلة بالفعل".

ورفض نتنياهو لعدة أسابيع اتخاذ موقف بشأن مقترحات بن جفير ولكن يوم الثلاثاء، في أعقاب اجتماع مجلس الوزراء الأمني، أعلن مكتب رئيس الوزراء أن إسرائيل لن تفرض أي قيود في بداية شهر رمضان ولكنها ستقوم بتقييم الأوضاع على أساس أسبوعي.

وأشارت الصحيفة إلى أنه مهما حدث بشأن وضع الأقصى، فإن رمضان هذا العام جاء حزينًا على غير العادة فقد كانت المنطقة المحيطة بساحة الأقصى مليئة بالأضواء، وكانت الممرات الضيقة مكتظة بالعائلات التي تشتري الملابس والطعام لكن يوم الجمعة، ظلت البلدة القديمة هادئة وغير مزخرفة، وتدهورت الحالة المزاجية بسبب المأساة المستمرة في غزة.