رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطة جديدة.. نتنياهو يصارع للبقاء فى السلطة والحفاظ على تماسك حكومته المتطرفة

نتنياهو
نتنياهو

أكدت تقارير عبرية تراجع ثقة الشارع الإسرائيلي في حكومة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ظل الإخفاق بحرب غزة  واستعادة باقي المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير لها، أن وسائل الإعلام العبرية تركز بشكل كبير على إخفاق نتنياهو منذ السابع من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى مقال في صحيفة هآرتس العبرية تحت عنوان "كم عدد الوفيات والكوارث ستتحملها إسرائيل تحت حكم نتنياهو؟"، ليظهر هذا الأمر الغضب المتصاعد ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.

أزمة جبل ميرون وحرب غزة تهدد مستقبل نتنياهو

وتأتي موجة الغضب في أعقاب تقرير حمّل نتنياهو وشخصيات بارزة أخرى في حكومته المسئولية الشخصية عن الإخفاقات في التدافع الذي أدى إلى مقتل 45 شخصًا في مهرجان ديني يهودي (جبل ميرون) في عام 2021.

وأشارت هآرتس، التي كثيرًا ما تنتقد رئيس الوزراء، إلى أن نتنياهو لم يرد بشكل مباشر على التقرير، وبدلًا من ذلك، أشار حزبه، الليكود، إلى أن اللجنة التي تحقق في الكارثة كانت في حد ذاتها ذات دوافع سياسية.

ورأى المعلقون من مختلف الانقسامات السياسية وجود تشابه بين كارثة جبل ميرون وعملية طوفان الأقصى التي قادتها حركة حماس في 7 أكتوبر، وتحديدًا رفض نتنياهو تحمله المسئولية عما حدث.

تراجع الثقة في حكومة نتنياهو

وأصر نتنياهو على أن "النصر المطلق" هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب في غزة، ومع هذا أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي الشهر الماضي أن أغلبية اليهود (51%) والعرب الإسرائيليين (77.5%) قالوا إن احتمال تحقيق هدفه بالقضاء على حماس ضعيف.

كما تشير إحدى الدراسات الاستقصائية التي أجرتها جامعة بار إيلان في نوفمبر الماضي إلى أن أقل من 4% من الإسرائيليين يثقون في عملية صنع القرار التي يتخذها نتنياهو بشأن الحرب في غزة، ورغم أن الثقة في نتنياهو منخفضة، لكن معظم الإسرائيليين يؤيدون الحرب على غزة.

وقالت تامار هيرمان، من معهد إسرائيل للديمقراطية، إنه لا يوجد أي تناقض في هذا فمعظم الإسرائيليين يؤيدون الحرب ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، لكنهم لا يثقون في نتنياهو، مشيرة إلى أنه قاد إصلاحات قضائية لم تحظ بشعبية قبل عملية حماس ثم فقد أوراق شرعيته الأمنية بعد 7 أكتوبر، كما يشكل عدم إحراز تقدم في إطلاق سراح المحتجزين المتبقين مصدرًا للانتقاد أيضًا.

وقال يائير موزيس، الذي احتجز والده غادي البالغ من العمر 79 عامًا من كيبوتس نير عوز: "على حكومتنا ضمان عودتهم إلى ديارهم. هذا هو الشيء الإنساني الوحيد الذي يمكن أن يحدث".

وأوضحت "بي بي سي" أن قرار نتنياهو عدم إرسال وفد إلى محادثات وقف إطلاق النار في القاهرة الأسبوع الماضي قوبل بالسخرية في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، بل إنه أكد مجددًا أن جيش الاحتلال سيشن في نهاية المطاف هجومًا على مدينة رفح الجنوبية، حيث يقيم ما يقدر بنحو 1.4 مليون فلسطيني نازح. 

ومع ظهور المزيد من علامات المجاعة في الأفق، تزايدت الضغوط الدولية.

وقال نتنياهو إن هناك ضغوطًا دولية، وهي تتزايد، ولكن عندما تزداد الضغوط الدولية على وجه التحديد، يجب علينا أن نوحد الصفوف فيما بيننا.

وكشفت "بي بي سي" عن غضب نتنياهو الشديد بسبب زيارة بيني جانتس، منافسه السياسي اللدود وعضو حكومة الحرب، إلى واشنطن ولندن دون موافقة الحكومة، مشيرة إلى أن نتنياهو سيفعل أي شيء للبقاء في السلطة والحفاظ على تماسك حكومته الهزيل الذي يعتمد على الوزراء المتطرفين المثيرين للجدل والأحزاب الدينية للبقاء على قدميه.

كما أثارت قضية عدم تجنيد الحريديم (طلاب المدارس الدينية) في الجيش الإسرائيلي خلافًا عميقًا، فقد أكد وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي يُنظر إليه أيضًا على أنه بديل محتمل لنتنياهو، أنه يسعى جاهدًا لإلغاء هذه السياسة رغم رفض نتنياهو.