رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاثوليكية تحتفي بذكرى الطوباوي سيبريان نيكا الكاهن الفرنسيسكاني الشهيد

الكاثوليكية
الكاثوليكية

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى الطوباوي سيبريان (ديدي) نيكا الكاهن الفرنسيسكاني الشهيد، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إن نيكا ولد في 19 يوليو عام 1900م في  سكوتاري، ألبانيا، تيتم وهو في الخامسة من عمره. ثم التحق بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الإخوة الأصاغر (الفرنسيسكانية) في مدينته.

وارتدى الثوب الرهباني الفرنسيسكاني، وانضم لمرحلة الابتداء، وبعد عام نذر نذوره الأولى، ثم سافر لدراسة اللاهوت والفلسفة في النمسا. وبعد انتهاءه من جميع الدراسات نذر نذوره الرهبانية الاحتفالية. وبعد ذلك نال الدراجات الكهنوتية الصغري، وبعد أن رأى المسئولين عليه أنه مؤهل لنوال سر الكهنوت المقدس، سيم كاهنًا في روما عام 1924م، واختار اسم سيبريان. وكان يعيش دعوته الرهبانية ورسالته الكهنوتية بكل محبة وتقوى وخشوع. ونال محبة الجميع من الرهبان والعلمانيين المترددين على الدير لسماع عظاته وإرشاداته الروحية

وفى عام 1937م اختير ليصبح خادمًا إقليميًا لمقاطعة الفرنسيسكانية في ألبانيا. وفى عام 1943ن تولى منصب رئيس دير سكوتاري. في تلك الفترة بالتحديد، بدأت الاضطهادات ضد المؤمنين من جميع الأديان، التي نفذها الحزب الشيوعي: وكان الاضطهاد موجه بشكل كبير للرهبانيات الفرنسيسكانية واليسوعية.  بسبب عملهم التعليمي والحفاظ على التقاليد الشعبية القديمة للألبان. حدثت حالة ملفتة للنظر عندما اكتشفت الشرطة السرية للنظام، سيجوريمي، مخبأ للأسلحة خلف مذبح القديس أنطونيوس البدواني في كنيسة القديس فرانسيس في جيوداهول، إحدى مناطق سكوتاري.

الحقيقة، التي وثقها فيلم صوره التلفزيون الحكومي اليوغوسلافي على الهواء مباشرة، تحت قيادة الدكتاتور تيتو، كانت في الواقع حادثة مخططة خصيصًا لاعتقال الرهبان. فتم القبض على الأب قبريانوس وتعرض للتعذيب عدة مرات، يروي أحد زملائه السجناء، إلير بالي: "عندما كان الأب سيبريان غارقًا في الصلاة، فتح الجندي باب زنزانتنا، وصرخ على الكاهن ليقوم وينهض، ولكنه سيبريان المستغرق في الصلاة لم يسمعه ولم يراه. فقام الجندي بركله بقدميه بوحشية، وقام بسبه وإهاناته عدة مرات، بينما كان الجنديان الآخران اللذان كانا ينتظران على عتبة الباب يضحكان بشكل هستيري.

نهض الراهب واتجه ببطء نحو غرفة التعذيب. وبعد عدة ساعات من التعذيب تم إلقاءه مرة أخرى في زنزانته، فقام زميله إلير بالي الاعتناء به من خلال غسل جروحه، ثم سأله عن حاله: «أنا بخير. فأجاب بصوت خافت: «أنا بخير جدًا، لقد أدليت لهم شهادة بإيماني المسيحي القوي. أخذ رشفة من الماء، ثم أوضح: «أخبرني المسؤولون السيجوريمي أنهم يريدون مناقشة وجود الله معي بشكل علمي، وكان هناك أربعة منهم، فقلت لنفسي: ة"هذه فرصة لكسب محبة الله تعالى ورحمته". مستندًا في حجته إلى لاهوت القديس توما الأكويني، أعلن أيضًا عن إيمانه: «كإنسان مفكر، أعتقد أن هناك «شيئًا ما» بعد هذه الحياة القصيرة على الأرض، حيث سيجد الخير والشر الثواب والعقاب. شيء يتجاوز حدود الطبيعة البشرية؛ شيء خارق للطبيعة، لا مكان فيه للشر والظلم". لكنه توقف عن الكلام بسبب التعذيب المستمر له. لقد نفد صبر الجنود

وبينما كان الراهب يصلي: «لتكن مشيئتك»، سمع أحد الجنود المضطهدين يقول: «إلهي أنر عيون  خوجا الرئيس والديكتاتور الألباني. فأجابه أحد السجناء الذين معه، بأن الجنود يحاولون الاستهزاء به، فعليه بأن يسكت ويصمت لكيلا يقابل الاستهزاء. رد الأب سيبريان: «يا بني، هذا صحيح، ولكن لدي أيضًا رسالة، أكثر من الآخرين في هذا العالم: يجب أن أبقي المصباح مضاءً في كل مرة وفي أي مكان يتم إطفاؤه".

 

تم إطلاق النار على الأب سيبريان في 11 مارس 1948 في سكوتاري، في خندق بالقرب من مزرعة عنب: معه وشقيقه ماتي برينوشي والأسقف رئيس دير سانت أليساندرو أوروش، المونسنيور فرانو جيني. وكانت كلماته الأخيرة الواردة في تقرير المحاكمة: «يحيا المسيح الملك! نحن نغفر لأعدائنا. ألبانيا لا تموت معنا! تم تطويبه في 5 نوفمبر 2016 في سكوتاري، ترأس أنجيلو أماتو، عميد مجمع قضايا القديسين، ممثلًا البابا فرنسيس، قداس التطويب بحضور عشرة آلاف مؤمن، العديد منهم قادمون من الخارج.

 

وكان من بين المشاركين رئيس الدولة بوجار نيتشاني ورئيس البرلمان وعدد من الوزراء وممثلي الديانات الأخرى. قد قدمت رهبنة الإخوة الأصاغر شهداء آخرين للكنيسة في ألبانيا. تم إدراج العديد منهم في قائمة الـ 38 المطوّبين في سكوتاري في 5 نوفمبر 2016. بالإضافة إلى الأب سيبريان، هم أسقف دورازو المونسنيور فينسينك برينوشي والآباء جيون شلاكو وسيرافين كودا وبرناردين بالاج وجاسبير سوما وكارل سيريكي.