رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"البيزنطية" تحتفل بحلول ذكرى القديس قذراتوس الكورنثي ورفاقه

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية بحلول ذكرى القدّيس الشهيد قذراتوس الكورنثي ورفاقه، وأصلهم من كورنث في اليونان، عاشوا في عهد الإمبراطورين داكيوس وفاليريانوس. وكلّلوا حياتهم بإكليل الشهادة للمسيح.

وألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أن الفضيلة التي يكافئ  الرّب من يقوم بها، والفضيلة التي يُثني عليها، هي الإيمان في أغلب الأحيان. أحيانًا يشيد بالمحبّة، كما يَرِد ذلك في نص المجدلية إذ قال الرّب لسمعان الفريسيّ: "إِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً"؛ وأحيانا بالتواضع، لكن تلك الأمثلة نادرة؛ الإيمان هو الذي يتلقّى منه تقريبًا دائمًا المكافأة والمديح. لماذا؟ ربّما لأنّ الإيمان هو الفضيلة التي إن لم تكن الأرفع (حيث أنّ المحبة تتقدّمها) هي على الأقلّ الأهمّ، لأنّها أساس كلّ الفضائل الأخرى، بما فيها المحبّة، وأيضًا لأنّها أكثرها ندرة. 

علينا التَّمتُّع بإيمانٍ حقيقي، ذلك الإيمان الذي يُلهم كل الأفعال: إيمانٌ بعنصره الخارق للطبيعة الذي يجرّد العالم من قناعه والذي يُظهر الله في كل شيء؛ إيمانٌ يُزيل كل استحالة، والّذي يعمل على أن يبدد معنى كلمات القلق والخطر والخوف؛ إيمانٌ يجعلنا نسير في الحياة بهدوء وسلام وفرح عميق، على غرار طفل ممسك بيد أمّه؛ إيمانٌ يُثَبِّت النّفس في تخلٍّ مُطلق عن كل الأشياء الحسّيّة فترى عدمها وطفوليّتها بوضوح؛ إيمانٌ يُعطي ثقة كبيرة في الصّلاة، ثقة الولد الذي يطلب شيئا مُحقًّا من أبيه؛ إيمانٌ يُظهر لنا أنّه "باستثناء القيام بما هو مُستحبّ من الله، كل شيء كاذب"؛ إيمانٌ يجعلنا نرى كل شيء بمنظار مختلف -حيث يرينا الإنسان كصورة عن الله يجب أن نكنّ له المحبة والإجلال، كما لو كنا ننظر إلى صورة محبوبنا، ونفعل له كل ما أمكننا من خير؛ كما يرينا المخلوقات الأخرى كأشياء يجب أن تساعدنا، من دون استثناء، على بلوغ السّماء، مسبّحين الله من أجلها، من خلال استخدامنا لها أو امتناعنا عنها –. إيمانٌ يجعلنا نرى صغرنا، ويُبيّن لنا عظمة الله؛ إيمانٌ يجعلنا نقوم من دون تردد ولا خجل ولا خوف ولا انكفاء بكل ما هو مستحبّ من الله: آه، كم هو نادر هذا الإيمان! يا إلهي، أعطني إيّاه! يا إلهي، إنني أؤمن، لكن زدّ إيماني! يا إلهي، اجعلني أؤمن وأحبّ.