رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقاد في مناقشة "مقامات الغضب": تعتمد على أسلوب "السرد المنولوجي"

ندوة عن رواية مقامات
ندوة عن رواية مقامات الغضب

أقام موقع صدى ذاكرة القصة القصيرة بالتعاون مع منتدى سيا الثقافي، ندوة لمناقشة رواية "مقامات الغضب" للدكتورة صفاء النجار، وشارك في المناقشة مجموعة متميزة من الكتاب والنقاد وهم الدكتور منير فوزي، الدكتور طارق مختار، الكاتب الأردني حسين دعسه، الكاتب شريف صالح، الشاعر عمر شهريار، وأدار الندوة الكاتب سيد الوكيل والكاتبة ميرفت ياسين. 

 

وأوضح الدكتور منير فوزي، أن رواية "مقامات الغضب" هي أول رواية تتحدث عن ثورة 25 يناير من منظور أرستقراطي، واعتمدت الرواية على أسلوب "السرد المنولوجي" وبرعت الدكتورة صفاء النجار في رسم شخصيات الرواية وهو ما قام به كاتبنا الكبير نجيب محفوظ في رواية ميرمار، أفراح القبة، كما أنه ليس هناك بطل واحدة للرواية، فالرواية متعددة الأبطال ونهايتها مفتوحة مما يطلق العنان لخيال القارئ لتصور ما يمكن أن يحدث.

 

رواية مقامات الغضب بها خمس شخصيات رئيسية ومجموعة من الشخصيات الثانوية

 

أروى فتاة من أسرة مترفة متمردة على كل شيء حولها، تائهة، روحها مدمرة وتسعى إلى ابتزار ما حولها 

 

سلوى أمها تعاني اضطرابًا كبيرًا في علاقتها مع ابنتها أروى ومع ابنها شريف وتعاني من جراح كثيرة تحاول أن تلملم شتات نفسها

 

اللواء يسري صالح رجل أمن وسليل عائلة عريقة رغم إحالته للتقاعد لكنه يحتفظ بوجاهته وكأنه لا زال في المهنة ويحاول أن يساعد من حوله وهو الأقرب إلى قلب أرو

الشيخ على قنديل من أصول أزهرية فقيرة وهو الأكثر جرأة وصراحة ويجعلك تكتسب تعاطفه، ينجذب لأروى رغم الفارق الاجتماعي والثقافي الكبير بينهما ولا يستطيع الإخوان ضمه لجانبهم وهو يعرف كيف يسطع نجمه وما يقال وما لا يقال وكيف يحقق مصلحته؟

فادى زوج أروى الذي يتخلى عن ديانته ليتزوج من أروى ليحميها ولكن أروى لا تقدر تضحيته 

 

ويرى الدكتور منير فوزي، أن اختيار أسماء أبطال الرواية والشخصيات الثانوية تم بحرفية شديدة فكل اسم له دلالته سواء أروى، سلوى، نجاة، فادي، يسرى صالح، صباح، على قنديل. 

وأوضح الكاتب سيد الوكيل، أن رواية مقامات الغضب هي رواية معرفية حيث تطرح العديد من التساؤلات وترصد أوضاع المجتمع المصري حالًيا وتقدم تحليلًا سياسيًا وثقافيًا وسيكولوجيًا لآثار ثورة 25 يناير دون الدخول في تفاصيل وثائقية، كما أن رواية مقامات الغضب تقوم على التداعي الحر وبدون تدخل الراوي. 

 

كما تحدث الدكتور  طارق مختار، عن الأبعاد الثقافية والتاريخية والاجتماعية لرواية مقامات الغضب وأوضح أن مقامات الغضب تربط بينها فكرة سببية وأن الغضب دفين وشخصيات القصة واقعية جدا وفيها تناقضات مقبولة كما أن العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة متقطعة لأن لكل منهم فلسفته ويشتركون جميعًا في أنهم يعانون من الغضب والحيرة والقلق والخوف، كل شخصية لها رؤيتها للعالم ففكر الداعية علي قنديل الذى يركز في كيفية سطوع نجمه يختلف عن شريف ابن سلوى الذي يفكر كرجال الأعمال 

 

  • أروى تمثل قطاع كبير من المجتمع حاليا وتوضح أثر التكنولوجيا على الشباب وعلى المعلومات والصورة وتأويلاتها
  • لا يوجد غضب مباشر في الرواية لكنه غضب مستتر ناتج عن ضغط داخلى على شخوص الرواية
  • رصدت رواية مقامات الغضب التغيرات التي لحقت بحى المنيل بعد ثورة يناير ومنها دخول التوك توك وتغير الذوق وفيه إشارة للتغيرات العديدة التي طرأت على المجتمع
  • أثارت رواية مقامات الغضب العديد من القضايا مثل قضية التعليم المفتوح، الطلاق، المتاجرة أو التلاعب بالدين ولكن بحنو شديد

كما أوضح الناقد والشاعر عمر شهريار، أن رواية مقامات الغضب تقوم على تعدد الأصوات وكل شخصية لها أزمة رغم أن معظمهم عاش حياة مترفة فاللواء يسرى صالح رغم أنه أحب زوجته لكنه كان يشعر دومًا أنها تحمل في داخلها سرًا وقد صدمه في النهاية موتها بشكل غامض، أما سلوى ابنته التي عاشت مع أب مشغول بمهامه الأمنية وأم ماتت فجأة دون أن تدري كيف ماتت وأزمتها مع زوجها سامر واستغلاله لها وعلاقتها المرتبكة مع ابنها شريف وابنتها أروى وهناك أزمة أروى وأزمة فادي وأزمة على قنديل وعجزه عن علاج أخته صباح التي أصابها الشلل.

 

وأضاف الكاتب شريف صالح، أن مقامات الغضب قد يكون المقصود بالمقام هو مقام الموسيقى وقد يكون مقال التصوف ولكنه يعتقد أن المقامات في الأغلب تشير إلى المقامات الموسيقية، توجد في الرواية ثلاثة مسارات، مسار الصعود العالي وسرديات الثورة والتحولات الفكرية، رواية مقامات الغضب رواية تأملات ولم تتعامل مع حدث الثورة باعتباره تابوه كما أن الرواية منحت أصوات لأشخاص مركزية لكنها مهمة في الحديث عن الثورة.

 

ترى الكاتبة ميرفت ياسين، أن لدى سلوى طاقة رفض تبحث من خلالها عن ذاتها، هل لها مردود مسيحي خاصة وأن الجد وافق على زواج حفيدته أروى من فادي بعد أن رأى الشبه الشديد بين جدة فادي وزوجته الراحلة نجاة، وتعتقد أن ما تعانيه أروى من تمرد وعناد ورغبة في السيطرة قد يكون انعكاسًا لتأثرها بوالدتها الخانعة للزوج والحماة كما أن صمت نجاة الشديد ربما قد تسرب لابنتها سلوى وترى أن شخصية نجاة ثرية إلى حد كبير وفيها غموض وإبهار وكانت تأمل لو أفسحت لها مساحة أكبر بينما يرى  أحمد المريخي، أن نجاة تعبر عن الروح المصرية المتوزعة فهي موجودة في كل مكان حتى وإن كان تواجدها في النص ليس كبيرًا لكن روحها تؤثر على أبطال الرواية وأحداثها بشكل واضح سواء سلوى أو شريف صالح، أما الكاتبة أسما عواد فقد أبدت إعجابها الشديد بسلاسة السرد في رواية مقامات الغضب بالإضافة إلى دلالات الأسماء. 

 

وأضاف الكاتب الأردني "حسين دعسه" أن اللغة السردية لرواية مقامات الغضب تحتوي على نوع من الشهادات الاجتماعية يقدمها الشاهد دون خوف تجلى ذلك في صراع الأجيال، لم تقدم الدكتورة صفاء النجار أي وثيقة بل هناك لمسة شاعرية في تحليلها لنفوس شخصيات الرواية يجعلك تتعاطف معهم، فنحن نتعاطف مع أروى رغم أنها تبدو شريرة أحيانا وفادي بكل هدوئه وحتى يسري رجل الأمن. 

 

وتعقيبًا على ما قاله الحضور فقد أوضحت الدكتورة صفاء النجار في نهاية الندوة، أن أروى تمثل الجيل الجديد الذي يتمرد بدون سبب وتراه في حيرة وقلق وترقب وانتظار بلا منطق وعشوائية، نجاة تمثل روح أو طيف تتأثر بها شخصيات الرواية وخاصة علاقتها مع يسرى صالح أما سلوى فهي من طبقة ارستقراطية لكنها كانت تخاف من بيت والدها منذ ماتت أمها ولا تعرف تحديدًا كيف ماتت وعاشت مع أب مشغول بالنظام الأمني فعانت في طفولتها من غربة شديدة وكانت تبحث عن مرآة ترى فيها نفسها ـ أما فادي فهو حالم رومانسي ولا يصلح كزوج لأروى المضطربة لكنه قد يكون صديق مثالي لها.

 

وفي الختام ترى الدكتورة صفاء النجار، أنه لا بد أن تكون لدى المبدعين من الكتاب الشجاعة في تناول حياتنا المعاصرة وقضاياها بحيث يلامس ما يكتبوه روح الناس وهذا دور مهم لإحياء الثقافة وأمر تحتاجه الأجيال القادمة.