رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلى لمبنى المفاعل بالوحدة الأولى بمحطة الضبعة

جانب من تركيب وعاء
جانب من تركيب وعاء الاحتواء الداخلي بمحطة الضبعة

شهد اليوم، الجمعة، بدء تركيب الجزء الأول من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولى بمشروع المحطة النووية بالضبعة، من قِبَل المختصين والخبراء من شركة "أتوم ستروي إكسبورت" المقاول العام للمشروع.

ويُعد وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل أحد أهم العناصر الهندسية المميزة للوحدات النووية التي يتم إنشاؤها في موقع الضبعة، والذي يعمل على ضمان تحقيق الأمان النووي المنشود، حيث ستتضح معالم الشكل النهائي لوعاء الاحتواء الداخلي عند اكتمال تركيبه، والذي يتمثل في هيكل أسطواني من الخرسانة المسلحة ذات قبة نصف كروية، والذي يضم بداخله المفاعل النووي ومعدات الدائرة الأولية للمحطة النووية. 

ويلعب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل دورًا محوريًا في منع تسرب أي من المواد المشعة إلى البيئة المحيطة.

يُذكر أن الطبقة الأولى من وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل يتكون من 12 شريحة، يتراوح وزن كل منها بين 60 و80 طنًا، ومن المخطط أن يتم تركيب الطبقة الأولى لوعاء الاحتواء الداخلي لمبني المفاعل على 4 مراحل.

تركيب الشرائح الأولى

وبدأ المختصّون والخبراء من شركة "أتوم ستروي إكسبورت"- بإشراف وتعاون المهندسين والمختصين بهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء- اليوم الجمعة، تركيب الشرائح الثلاث الأولى بعد أن تم الانتهاء من كل الأعمال التحضيرية اللازمة.

وصرَّح الدكتور محمد دويدار، مدير مشروع المحطة النووية بالضبعة- هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء: "لقد شهدنا بدء أعمال التركيب لوعاء الاحتواء الداخلي للوحدة النووية الأولى كجزء من التقدم المستمر لأعمال الإنشاء التي يتم تنفيذها في موقع المحطة النووية بالضبعة، وذلك عن طريق التعاون المستمر بين فريقي العمل المصري المتمثل في هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء- الجهة المالكة- والروسي المتمثل في شركة أتوم ستروي إكسبورت".

وأضاف: "نتطلع إلى النجاح في إنجاز الأعمال المتعلقة بالمراحل اللاحقة المقرر تنفيذها في العام الحالي".

أول محطة نووية فى إفريقيا

من جهته، أكد "أليكسي كونونينكو"، نائب رئيس شركة "أتوم ستوري إكسبورت" ومدير مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة، إن "بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمبنى المفاعل يُعد أحد الأحداث الرئيسية لمشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة المخطط إنجازها في عام 2024، ومؤشرًا واضحًا على التقدم فى تنفيذ أعمال الإنشاء في المشروع".

وأضاف كونونينكو: "إن هذا الحدث يعتبر خطوتنا القادمة فيما يخص إنشاء أول محطة نووية في إفريقيا، كما يعكس التقدم المنهجي نحو الريادة العالمية في مجال الطاقة النووية"، مؤكدًا أن تحقيق هذا الحدث المهم يأتي نتيجة العمل الجاد والشاق لفرق العمل من كلا الجانبين، المصري والروسي، في ظل مناخ يسوده التعاون والاستقرار والتفاهم المشترك.

محطة الضبعة النووية

تعد المحطة النووية بالضبعة هي أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية في مصر، ويتم بناؤها في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.

وتتكون المحطة النووية بالضبعة من 4 وحدات للطاقة بقدرة 1200 ميجاوات لكل منها، مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، والتي تعد أحدث التقنيات، ولها بالفعل محطات مرجعية تعمل بنجاح؛ فهناك أربع وحدات للطاقة النووية قيد التشغيل من هذا الجيل، وهي موزعة كالآتي: مفاعلان في محطة نوفوفورونيش للطاقة النووية، ومفاعلان في محطة لينينجراد للطاقة النووية، كما تم تشغيل وحدتي طاقة تابعتين لمحطة الطاقة النووية البيلاروسية خارج روسيا.

ويتم بناء المحطة النووية بالضبعة وفقًا لمجموعة العقود التي دخلت حيز التنفيذ في 11 ديسمبر 2017، والتي بموجبها ووفقًا للالتزامات التعاقدية، لن يقوم الجانب الروسي ببناء المحطة النووية فحسب، بل سيتعين عليه أيضًا توريد الوقود النووي طوال فترة العمر التشغيلي للمحطة النووية بالضبعة.

كما سيُقدم المساعدة للشركاء المصريين في تدريب الموظفين ودعمهم أثناء مرحلة التشغيل والصيانة خلال السنوات العشر الأولى من تشغيل المحطة، فضلًا عن قيام الجانب الروسي- بموجب اتفاقية منفصلة- ببناء مرافق تخزين خاصة، وكذلك سيوفر حاويات لتخزين الوقود النووي المستنفد.