رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أفكار مذهلة".. قراءة في كتاب "بروس لي" الفنان القتالي الأكثر تأثيرًا في القرن العشرين

كتاب بروس لي
كتاب بروس لي

يعرف الكثيرون "بروس لي" أنه اللاعب المحترف في الفنون القتالية والدفاع عن النفس والممثل والمخرج المشهور، ونجم هوليود، لكن القليلون يعرفون الفيلسوف والباحث الدائم وراء إنجازاته، وفي كتابه "الأفكار المذهلة"، يكشف لنا بروس لي أكثر من 800 من ملاحظاته وأقواله وحكمته الخاص في الحياة.

وعكف على جمع أمثال وتجارب النجم اللامع، الكاتب جون ليتل، حيث يتناول كتاب "الأفكار المذهلة" Striking Thoughts، أكثر من 70 موضوعًا مختلفًا حول الفنون القتالية، والشهرة، والثروة، والزواج، والتعلم، والسعادة، وغيرها.

فعلي الرغم أن بروس لي عاش حتى سن 32 عامًا فقط، لكنه تعلم الكثير، وكان له الكثير من التجارب الناجحة في عدة مجاالات، وأصبح منذ ذلك الحين مصدر إلهام للملايين.

ووفقًا لـ Striking Thoughts، نقدم لكم قراءة في هذا الكتاب الملهم، وأهم الدروس المستفادة من تجربته وأفكار بورس لي، حتى تتمكن أنت أيضًا من عيش حياة مُرضية وسعيدة.

ابحث عن وجهة نظرك المستقلة 

طور بروس التفكر المستقل لديه، ورفض أي عقيدة من أي نوع في الفنون القتالية، فهو صاحب نظام وأسلوب "جيت كون دو"، فلسفته الخاصة في الفنون القتالية، ولم يضفي عليها طابعًا رسميًا حتى يفسرها كل طالب بطريقته الخاصة.

كان يقول بروس لي لطلابه: "تذكروا أنني لا أطلب استحسانكم ولا التأثير فيكم، لذلك لا تتخذ قرارًا حرفيًا مثل "هذا هو هذا"، سأكون أكثر من راضٍ إذا بدأت في تعلم التحقق من كل شيء بنفسك.

ويرى بروس أن الطريقة الوحيدة للعثور على الحقيقة هي العثور على حقيقتك أنت، مشيرًا إلى أن "هناك حاجة إلى تحقيق مستقل في بحثك عن الحقيقة، وليس الاعتماد على وجهة نظر أي شخص آخر أو مجرد كتاب".

كما  يجب عليك "التكييف مع ما هو مفيد، ورفض ما هو عديم الفائدة، وإضافة ما هو خاص بك على وجه التحديد،" سواء كان ذلك في عملك أو فنك أو مساهماتك في الحياة العائلية.

تطوير "التفكير بنفسك"هو العمود الفقري للذكاء والإبداع والثقة، فقد خالف بروس كل الاتجاهات السائدة في عصره، بدءًا من تقنيات الكونج فو التقليدية وحتى اقتحام هوليوود كممثل آسيوي، فلم يكن بإمكانه فعل ذلك أبدًا إذا لم يثق بعقله أمما كل الأبطال والنجوم الآخرين.

وقال بروس: "إننا في كثير من الأحيان "لدينا إيمان أكبر لما نقلده أكثر من إيماننا بما نبتكره "، ولكن إذا كنت تريد إجابات حقيقية لأكبر أسئلة الحياة، فإن البحث المستقل هو طريقتك الوحيدة.

إذا كنت تريد أن تفكر بنفسك.. عليك أولًا "إفراغ كوبك"

عندما افتتح أول مدرسة للفنون القتالية في الستينيات، كان بروس يأمل في تعليم طلابه أكثر من مجرد فنون الدفاع عن النفس، تمامًا كما فعل معلمه له، ولتحقيق هذه الغاية، غالبًا ما كان يروي الطلاب الوافدين الجدد القصة التالية:

ذهب رجل متعلم ذات مرة لزيارة مدرس متخصص في فلسفة "زن" وهي فلسفة نابعة من بلاد الهند، وقد انتشرت في البلدان المجاورة مثل اليابان، وبينما كان المعلم يتحدث، كان الرجل المتعلم يقاطع في كثير من الأحيان للتعبير عن رأيه حول هذا أو ذاك. 

وأخيرًا، توقف معلم الزن عن الكلام وبدأ في تقديم الشاي للرجل المتعلم،  والكوب ممتلئًا، ثم استمر في الصب حتى فاض الكوب.

فقال الرجل المتعلم: "توقف" لأن "الكأس مملوء، لا يمكن سكب المزيد منه." حينها أجاب معلم الزن: "مثل هذا الكأس، أنت مليء بآرائك الخاصة" مضيفًا "إذا لم تفرغ كوبك أولًا، فكيف يمكنك تذوق كوب الشاي الخاص بي؟"

ويتفق بروس لي مع الفيلسوف الرواقي إبكتيتوس على أنه "من المستحيل على الإنسان أن يتعلم حول ما يرى أنه يعرفه بالفعل"، فالأمر الأكثر أهمية هو أن "تتوقف عن إصدار الأحكام وأن تتعامل مع كل موقف جديد بسجل نظيف".

وإذا كانت الطريقة الوحيدة للعثور على الحقيقة هي العثور على حقيقتك، فمن الضروري أيضًا أن تظل متفتحًا في جميع الأوقات، وإذا كان رأسك مليئًا بالفعل بالأفكار المسبقة، فلن يكون لديك أي مساحة للوصول إلى رؤيتك الخاصة، وهننا عليك أن تحتفظ بما يسميه بوذيو الزن "عقل المبتدئ"، وتذكر دائمًا إفراغ كوبك.

كن كالماء يا صديقي

اشتهر بروس لي، بمقولته "كن كالماء يا صديقي"، فعندما تكون "مثل الماء"، فيكشف بروس لي، ما يقصده من هذه المقولة في خطابه الشهير، في عرض بيير بيرتون في عام 1971:

"ارح عقلك. كن بلا شكل معين، مثل الماء، عندما تضع الماء في كوب، يصبح هو الكوب، عندما تضع الماء في زجاجة، تصبح الزجاجة، إذا وضعته في إبريق الشاي، يصبح إبريق الشاي، المياه يمكن أن تتدفق.. كن الماء يا صديقي."

ويكتب بروس، عن حياة "التكيف" أنه "للماء شكل، لكنه ليس له شكل معين" إنه أنعم عنصر على وجه الأرض، ومع ذلك فهو يخترق أصعب الصخور".

اقرأ أيضًا..

زكى.. ابن ليلى مراد.. المسجون داخل عائلة الأساطير