5 أنواع لا غنى عنها.. قراءة في كتاب "فن الحب" لإريك فروم
هل سبق لك أن تساءلت عن نوع الحب الذي نشعر به عندما نختبر أكثر من نوع في وقت واحد؟ يقدم لنا الفيلسوف والمحلل النفسي إريك فروم نظرة ثاقبة حول أشكال الحب المتعددة، من خلال عمله ونظرياته حول التواصل بين الأشخاص والسلوك البشري، بالإضافة إلى استكشاف دوافع الآخرين للعيش.
في كتابه "فن الحب" يقدم فروم مجموعة من المعايير ذات المغزى التي يمكن أن تفسر أنواع مختلفة من الحب الذي نقع فيه.
ما هو الحب وفقًا لنظرية إريك فروم؟
الحب عاطفة معقدة وقوية، لكنها غامضة جدًا فما هو الحب؟ فدعونا نستكشف أعماق هذا الشعور الجميل، فيرى فروم أن الحب الحقيقي ينطوي على أكثر من مجرد التركيز على شخص آخر؛ بل إن توجه الفرد نحو العالم ككل يتغير، عندما يعثر على هذا الشعور داخل نفسه.
يشير فروم إلى أن امتلاك "الذكاء العاطفي" أمرًا أساسيًا إذا أردنا علاقات هادفة مع الآخرين، والتي يمكن أن تصمد أمام اختبار الزمن، كما يجب أن نحرص على ألا نصبح أنانيين من خلال توقع الكثير من شريكنا بينما ننسى عيوبنا، وعلينا التركيز على أن أفعال "المحبة الحقيقية" تبدأ في داخلنا قبل أن تمتد إلى الخارج.
ويؤكد فروم أن الوقوع في الحب يأتي بسهولة ولكنه لا يدوم لفترة كافية لإحداث تغيير عميق فينا، ولكن الحب والمودة الدائمة تشكل روابط أقوى على مدى فترات أطول والتي تشكل علاقة كلا الشخصين المعنيين بشكل إيجابي.
فيجب تنمية الحب باستمرار من خلال وعي بين شخصين يعملان على تحسين علاقة بعضهما البعض كل يوم.
5 أنواع من الحب
على مدى آلاف السنين، حاول العلماء من جميع أنحاء العالم فهم الحب وتحديد أنواعه المتعددة، سواء كنت تبحث عن الحب في العلاقات، أو الصداقات، أو مزيج منها، فإن الإطار النظري لفروم، هو أنه قسم الحب إبى خمسة أنواع، مقدمًا تحليلًا شاملًا للعديد من أشكال الحب المختلفة التي يمكننا تجربتها، وهم:
محبة الله: يرتبط هذا النوع من الحب بالتواضع والاحترام تجاه جميع الكائنات الحية مع التركيز على النمو الشخصي والروحي والحفاظ على التعاطف تجاه الإنسانية ككل.
الحب الأخوي: وهو يشمل العمل المتفاني من الحب الذي يشمل أعمال الرحمة ومساعدة الآخرين بغض النظر عن ظروفهم.
حب الأم: والذي يتمثل في الرعاية العميقة والقبول غير المشروط من الأم تجاه طفلها.
الحب المثير أو العاطفي: هو الانجذاب الجسدي الشديد بين شخصين، وغالبًا ما يتطور إلى روابط عاطفية عميقة.
حب الذات أو القبول: وهو يمثل احترام الذات، وتحسين الشخصية وكذلك الاعتراف بنقاط القوة داخل الذات.
وتمثل هذه الأنواع من الحب طريقة فريدة للتعبير عن المشاعر ومشاركتها، على الرغم من أن كل منها له خصائصه المميزة، إلا أن لدي هذه الأنواع الخمسة جميعًا هدفًا مشتركًا وهو خلق علاقات جيدة لتحقيق السلام والفرح والتفاهم.
ووفقًا لموقع thecollector، فإنه يلعب كل نوع من الحب المقترح في نظرية فروم دورًا مهمًا في تشكيل الشخصيات الفردية والمجتمعات حول العالم ككل.
وكأفراد، نحن بحاجة إلى رعاية هذه الأشكال من الحب بشكل فعال وتطويرها، عن طريق أن نكون منفتحين وحقيقيين، أن نستكشف جوانب الحب المختلفة، وأن نكون صادقين بشأن نقاط القوة والضعف لدينا، والعمل بنشاط على تطوير تلك المهارات.
وبعبارة أخرى، لا يوجد شكل من أشكال المودة يقلل من قيمة الآخر، وإن مفتاح النمو الشخصي والتفاعلات الإيجابية هو تحقيق التوازن من خلال التنمية الفردية، والتي تمتد بعد ذلك إلى الخارج لتعزيز التفاهم والإيجابية في جميع التفاعلات.
إن تضمين أنواع مختلفة من الحب في حياتنا يمكن أن يعزز نوعية علاقاتنا على جميع المستويات، مما يمنحنا شعورًا بالرضا والقدرة على النمو الشخصي والمهني، على الرغم من اختلاف الظروف والممارسات المحيطة بهذه المشاعر.
