رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متخصصون وكتاب: التنوع الثقافى من عناصر قوة الدولة

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

استهلت الناقدة دكتورة ناهد عبدالحميد مدير ومؤسس ملتقى الهناجر الثقافي، حديثها خلال أمسية التنوع الثقافي والعيش المشترك، وقالت إن مصر تتمتع بمخزون ثقافي كبير ومفردات ثقافية متنوعة أسهمت فيما هو موجود لدينا الآن من تنوع في اللهجات والعادات والتقاليد.

التنوع الثقافي عنصر من عناصر قوة الدولة

واستدركت عبدالحميد: لكن كل ذلك متشابك في نسيج واحد هو النسيج الوطني، ومصر لديها القدرة على التعامل مع هذا التنوع الثقافي وهو ما يميزها بالوطن العربي وجعلها دولة رائدة، كما أن مصر هي أول دولة وقعت على اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التنوع الثقافي عام 2005، مشيرة إلى أهمية المبادرات التي تعمل عليها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في هذا الشأن.

من جانبه، تحدث دكتور أنور مغيث أستاذ علم الاجتماع جامعة حلوان ورئيس المركز القومي للترجمة السابق خلال لقاء التنوع الثقافي مشيرا إلى أن مصطلح التنوع الثقافي ينضم إلى كوكبة من المصطلحات جاءت مؤخرا، وبدأ أن يصبح مشكلة مع بداية الدولة القومية التي اتجهت إلى خلق ثقافة قومية من خلال التعليم والإعلام، لافتًا إلى أن اتفاقية حماية وتعزيز التنوع الثقافي، تطالب الدولة والشعب بحماية وتعزيز التنوع الثقافي، والحماية هي أن تحرص عليه وتحفظه من الضياع، أما التعزيز هو أن تقويه وتسمح له بالتعبير عن نفسه، هنا يتحول التنوع الثقافي إلى عنصر من عناصر قوة الدولة ويحدث ازدهار في مختلف المجالات ويخلق سلاما اجتماعيا، فإذا أحسن التعامل مع التنوع الثقافي يؤدى ذلك إلى التقدم والإبداع والتنمية.

وخلال أمسية التنوع الثقافي، تحدثت أيضا إيمان ممدوح، مدير برامج الحوار المحلي بالهيئة القبطية الإنجيلية، وقدمت نبذة سريعة عن الهيئة التي تأسست عام 1950 ومقرها القاهرة ولها فروع في عدة محافظات، وقالت إننا في الحوار نهتم بمختلف الفئات بهدف تحقيق السلام والتسامح في المجتمع وقبول الاختلاف، والعمل على إيجاد جسور سلام بين الأفراد وإقامة حوار سلمي بينهم، مشيرة إلى عدة برامج ومبادرات للهيئة في مجال التنوع الثقافي وكيفية التعامل معه، ويشارك فيها وُعَظَات من وزارة الأوقاف وخادمات من الكنائس وأكاديميون وشيوخ وقساوسة، وقدمت كوكبة من المشاركين في تلك المبادرات، الذين تحدثوا عن النجاحات التي حققتها المبادرات في تغيير الأفكار السلبية لدى الأفراد وتحولها إلى محبة وسلام وقبول الآخر.

بدورها قالت دكتورة سهير قنديل عميدة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة في لقاء التنوع الثقافي، أن شباب اليوم هم مستقبل البلد ويجب الاهتمام بهم وإثراء قدراتهم، وقالت إن التعدد موجود فى كافة المجالات وهو سمة المجتمع، ويجب الاهتمام بالفرد منذ الصغر وتعليمه إدراك أهمية وفائدة التنوع والاختلاف، والأديان كلها تحث على السلام واحترام التنوع الثقافى الذى يؤدى إلى تكامل أفراد المجتمع بعضهم مع بعض، وبناء المجتمع يحتاج للوحدة الوطنية واحترام رأى الآخر، وذلك من خلال زيادة الوعى بأهمية احترام الآخرين فى اختلافهم، هذا الوعى الذى يقع مسئوليته على المؤسسات، وفى مقدمتها المؤسسات التعليمية والمراكز القومية المتخصصة. 

وعن إدارة التنوع الثقافي، تحدث الدكتور سامح فوزي كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، وقال إن إدارة التنوع منه ماهو إيجابى ومنه ما هو سلبى، وهناك أسس للإدارة الإيجابية للتنوع أولها الفهم المشترك، والثاني القانون الذى تبنى به الدول ويحفظ حقوق المواطنين، ثم التربية المدنية للفرد من خلال المدرسة، وتعليمه قيم التنوع والحفاظ على المجتمع، مشيرا إلى أن هناك قوارض للتنوع مثل التعصب واستدعاء الذاكرة السلبية والأحداث السلبية وكأنها هى التاريخ فقط، من أجل نشر الكراهية والفتن، مؤكدا أهمية دور الإعلام فى توثيق ونشر الأحداث الإيجابية واستدعاء كل ماهو إيجابى فى المجتمع، وأن العيش المشترك هو مقدمة للتنمية المستدامة التى تتعلق بالأجيال القادمة، وذلك من خلال أن نجعل العيش المشترك جزء من ثقافة الجيل الجديد وتنمية الوطن.