رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة لـ"المرصد المصري" تحلل تطور العلاقات المصرية التركية خلال السنوات الثلاث الأخيرة

تطور العلاقات التركية
تطور العلاقات التركية المصرية

قال المرصد المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن تطور العلاقات التركية المصرية خلال السنوات الثلاثة الماضية، أخذ منحنى تصاعديا إيجابيا، وحاليا تنتهج الدولتان اللتان تجمعهما روابط عديدة سياسة جديدة في التعاون فيما بينهما تقوم على التركيز على “الملفات المشتركة الاتفاقية”، وربما تسعى الدولتان في الوقت الحالي إلى بناء أسس قوية للعلاقات بينهما قائمة على الرؤى المشتركة والمجالات غير السياسية المهمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ورغبة الطرفين في بذل كافة المساعي والجهود من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وأيضا التركيز على توقيع مذكرات مشتركة في ملفات اقتصادية وزيادة الاستثمار بين البلدين، وتبادل الخبرات في مجالات تطوير الرعاية الصحية بين الدولتين، بالإضافة إلى التعاون العسكري.

 

وأوضح المرصد، فى دراسه له، أنه من المرتقب أن يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القاهرة وفقا لدعوته من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن المتوقع أن تشمل الزيارة التباحث في العديد من الملفات المهمة والملحة للغاية حاليا خاصة الإقليمية منها، وعلى رأسها الحرب الجارية على قطاع غزة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن القضية الفلسطينية تمثل إحدى القضايا المحورية لكلا البلدين. ومن المخطط كذلك أن يجرى النقاش فيها حول الوضع في ليبيا وشرق المتوسط.

 

ورصدت الدراسة أهم محطات التعاون والتقارب خلال السنوات الماضية، وذلك بعد أن توترت العلاقات بين البلدين منذ 2013، مباحثات “استكشافية” كبادرة للوصول إلى رؤى مشتركة في الملفات الخلافية الثلاثة، فتم عقد جولات من المباحثات الاستكشافية بين كل من مصر وتركيا في عام 2021، وسميت بالاستكشافية كتعبير على أن المحادثات لا تزال في مرحلة بناء الثقة والتعرف على أهداف كل دولة من المحادثات.

 

كما أشارت الدراسة إلى أحد أبرز التعاون والتقارب بين البلدين ومنها عودة التمثيل على مستوى السفراء بين البلدين كمؤشر لتصاعد العلاقات، فأعلنت أنقرة تعيين صالح موتلو شن سفيرا لها في مصر، والقاهرة عينت عمرو الحمامي سفيرا لها في تركيا في يوليو 2023، بهدف تأسيس علاقات طبيعية بين البلدين من جديد.

 

وتأتي تلك الخطوة بعد لقاءات عديدة على مستوى الرئيسين وبين وزراء خارجية بلادهما، وعدت تلك اللقاءات والزيارات عاملا مهمًا أسهم في إذابة الجليد والجمود بين البلدين والترفع عن بعض القضايا الخلافية بينهما والنظر إلى مستقبل الدولتين والمصالح المشتركة بينهم.

 

كما جاء تعاون في مجالات اقتصادية واجتماعية وعسكرية، فخلال عام 2023 وبالتوازي مع رفع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مرة أخرى على مستوى السفراء، جرى العديد من اللقاءات المهمة على مستويات أخرى غير سياسية، والتي تشير إلى أن العلاقات بين البلدين لم تتطور فقط على الجانب السياسي، ولكن أيضًا على جوانب أخرى مهمة خلال السنوات الماضية. وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من سحب السفراء لكن استمر التعاون في المجالات الاقتصادية حتى وأن كانت بشكل محدود.