رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياتك والنجاح.. لماذا الدافع يتبع عملك وليس العكس؟

الدافع والإنتاجية
الدافع والإنتاجية

فكر في آخر مرة أردت فيها إجراء تغيير في حياتك؟ وكم منا يبحث عن شرارة التحفيز.. يجلس وينتظر أن تشعل قوة خارجية فجأة النار في داخلنا لتحفزنا على العمل.

ووفقًا لموقع lifehack، نستعرض في السطور التالية، لماذا يأتي الدافع بعد البدء في العمل.. وليس العكس؟

من السهل أن تقول: "أريد حقًا أن أستعيد لياقتي، لكن اليوم ليس المناسب" أو "لدي فكرة العمل هذه، لكنني لا أشعر بأنه يمكنني تنفيذها اليوم"، وغيرها.

كلنا كنا هناك..  تلك المهمة أو الحلم الذي يلوح في الأفق يظل  يلوح في الأفق، لماذا؟ لأن الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا أمر غير مريح.

هذا التردد، وهذا الانجذاب لتجنب ما يمثل تحديًا، ليس مجرد كسل أو عدم الانضباط، إنه علم كبير.

صراعًا كبيرًا يدور داخل أدمغتنا، ما  بين الجهاز الحوفي العاطفي اللاواعي وقشرة الفص الجبهي العقلانية الواعية، وعندما تبدو المهمة التي تنتظرنا شاقة، يتدخل الجهاز الحوفي العاطفي، لتوجيهنا بعيدًا عن الانزعاج الملحوظ، ويدفعنا مرة أخرى إلى المنطقة المألوفة والمريحة.

وإذا كنا ننتظر باستمرار "الشعور" باللحظة المناسبة و"الاستعداد" قبل اتخاذ أي إجراء، فإننا نهيئ أنفسنا لحلقة لا تنتهي أبدًا من عدم النشاط، والكسل، إن انتظار هذا الشعور يجعلنا دائمًا نؤجل النجاح.

واكتشاف الحقيقة المثيرة للاهتمام: إن التحفيز لا يسبق العمل، فالأمر على العكس.

العمل يؤدي إلى الدافع

إليك فكرة قد تبدو غير بديهية: لا تنتظر حتى "تشعر" بالتحفيز. فعليك أن تبدأ حتى لو لم يكن قلبك منخرطًا في العمل بالكامل، لماذا؟ لأن الفعل ذاته، يمكن أن يكون هو الشيء نفسه الذي يثير الدافع الذي كنت تتوق إليه.

غالبا ما يأتي الدافع من العمل، وليس العكس، تخيل أنك أمام دراجة ثابتة، من الصعب تحريكها في البداية، ولكن بمجرد أن تبدأ في استخدام الدواسات، ولو ببطء، ستجد أنه من الأسهل الاستمرار في القيادة وحتى الإسراع. 

وهذه هي قوة "الزخم"، في اتخاذ الخطوة الأولى، مهما كانت صغيرة.

كل انتصار صغير، رغم أنه يبدو غير مهم في حد ذاته، يصبح جزءًا من نمط أكبر من النجاح، فهو يخلق مسارًا لا يتم ملاحظته، ولكنه يبني أيضًا مرونة داخلية، لديك مما يسهل عليك التغلب على التحديات.

روتين ثابت 

عندما نكشف حياة الفنانين والمفكرين الأكثر إنتاجًا في العالم، فإننا غالبًا لا نكشف عن دفعات من العبقرية المتفرقة، بل عن روتين ثابت لديهم، هذه هي إيقاعات الحياة اليومية المجهولة التي تعزز إبداعهم وإنتاجهم الهائل.

يتعمق ميسون كوري في كتابه "الطقوس اليومية"، على حد تعبيره: إن الروتين القوي يعزز الأخدود البالي للطاقات العقلية للمرء ويساعد على تعديل الحالة المزاجية.

وبالحديث عن التفاني، فإن المؤلف هاروكي موراكامي، لا يعتمد على أهواء الإبداع، فهو يستيقظ في الساعة الرابعة صباحًا كل يوم، ويتخذ قرارًا واعيًا بالكتابة.

إن إنشاء إيقاع حياة يحفز الإبداع والإنتاجية أمر بسيط للغاية، لكنه عميق: خطط أسبوعيًا وقم بعمل يومي.

التخطيط الأسبوعي

الحياة اليومية يمكن أن تكون غير متوقعة، ما تخطط له يوم الاثنين قد لا يكون ممكنًا بحلول يوم الأربعاء، فبدلًا من التخطيط الصارم لكل يوم، امنح نفسك مساحة للتنفس لمدة أسبوع.

التركيز

فكر في هذه الأمور على أنها فترات زمنية مخصصة تركز فيها على مهمة واحدة معينة، دون انقطاع، تسمح هذه الكتل بالتركيز المكثف وتضمن إنجاز المزيد من العمل.

المرونة 

عندما تبدا التخطيط أسبوعيًا، ستتاح لك رفاهية ترتيب ساعات العمل بمزيد من التنوع، لنفترض أن هناك موعدًا مفاجئًا يوم الثلاثاء؟ وهنا تكمن المرونة، حيث يوفر التبديل العشوائي خلال أسبوع انتقالًا أكثر سلاسة من محاولة إعادة تكوين يوم مزدحم.