رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتبات وناقدات يناقشن واقع الرواية النسوية بمعرض الكتاب

معرض الكتاب
معرض الكتاب

شهد الصالون الثقافي اليوم ندوة بعنوان "الرواية النسوية العربية"، تحدثت فيها كل من الباحثة المصرية إكرام بدوي، والروائية سلوى بكر، والكاتبة التونسية أميرة غنيم، والروائية اللبنانية علوية صبح، والكاتبة سامية قدري، وأدارت الندوة فاطمة لحسيني. 


حقوق النساء


في كلمتها، قالت الكاتبة التونسية أميرة غنيم: لا أضع نصب عيني القارئ، وإنما أضع القضايا التي أريد الكتابة عنها، فقد أتيت من بلد فرادته فيما يتعلق بحقوق النساء أمر لا نزاع فيه بسبب ترسانة من القوانين لا مجال للنزاع فيها، من هذا المنطلق فالتمييز بين ما هو رجالي وما هو نسائي ضعفت في تونس بسبب هذا الأمر. 


وتابعت: الأدب يتفاضل بحسب مزاجه الفني والقضايا التي يطرحها لا من حيث جنس كاتبه، مع ملاحظة أن الأدب الجيد يلمح أكثر مما يصرح، وكلما علت النبرة النضالية فيه فسد، فعلى الكاتب  أن يسرب ما يريد تناوله من قضايا دون تصريح باعتماد الحيلة في نسج النص بما يسمح بمرور الأفكار.


وأشارت غنيم إلى أن الأدب النسوي يحمل قضايا نسوية في إطار إبداعي لا يزري بقيمة النص الفنية، موضحة: أقصد أحيانا أن أضع في رواياتي أفكار رجالية من أجل تفكيكها وتصوير التجارب الانسانية المختلفة بأن نضع القارئ أمام تناقض مجتمعه بفضح العقلية المتحكمة بالمجتمع.


منظومة قيمية قديمة


من جانبها، قالت الروائية سلوى بكر: في هذا العصر نحن لدينا إشكالية أذ أننا نحاكم المرأة بمنظومة قيمية قديمة مهما كانت المرأة بارزة في مجال من المجالات لكنها تحاكم بتلك المنظومة، فالأدب الذي تكتبه المرأة حتى تبرز هذه المشكلات لا أعتبره أدبا نسائيا بأي شكل من الأشكال. 


وتابعت: عندما يكتب الرجل عن المرأة يصفها دائما بأوصاف حسية، فقلما يكتب الرجل عن المرأة ويصفها بأوصاف معنوية أو أخلاقية، كما أن التمثيل النسائي في الرواية التي يكتبها الرجل هو تمثيل نفعي، وصورة الأخت دائما سلبية في أدب الرجل كما أنه قلما تكون هناك امرأة غير جميلة في كتابة الرجل. 


واستطردت بكر: من موقعي كامرأة كاتبة أرى الأمور بعين مختلفة، ففي روايتي "العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء" كتبت عن السجينات العاديات وبينت أنهن ضحايا منظومة قيمية تمس الرجال والنساء معا ويجب إعادة النظر فيها وأن تستدعى لساحة الأدب وتوضع تحت دائرة الضوء كي يتقدم المجتمع. 


النسوية والنسائية


تحدثت سامية قدري، أستاذة علم الاجتماع، عن الفارق ما بين مصطلحي نسائي ونسوي، مشيرة إلى أن مصطلح نسوي سيء السمعة ومثير للجدل مثل كل مصطلح أجنبي.


وتابعت: الأدب النسوي هو الذي يكتب عن المرأة، وقد تكتبه المرأة أو يكتبه الرجل، وليس الذي كتبته المرأة بالضرورة، وهو يرجع إلى الحركة النسوية التي ناصلت من أجل حقوق المرأة مشيرة إلى أن النسوية مصطلخ متعدد الحقول المعرفية يركز على القهر الذي تتعرض له النساء.


بنية العقل العربي 


قالت الناقدة إكرام البدوي في كلمتها إن ثمة مشكلة في بنية العقل العربي فيما يخص النظر للمرأة فهي الحريم أي الحرام الممنوع، وهذا الفكر مغروس في اللا وعي ويعتمد على النظر إلى المرأة على أنها إنسان ناقص. 


ونوهت بدوي بأهمية التكاتف من أجل مناقشة تلك الأفكار وحل مشكلات لا تزال المرأة العربية تتعرض لها رغم المميزات التي نالتها. 


نسوية بدون أيدولوجيا


قالت الروائية اللبنانية: ربما أكون كاتبة نسوية لكن دون أيدولوجيا، فمن المؤكد أن الكتابة النسوية هي التي تواجه الكتابة الذكورية، وأن تكتب المرأة كما تجيد أن تعبر عن ذاتها وليس أن تتبع نظرة الرجل لها. 


وتابعت: معظم الكتابات النسائية فيما يمضى كانت تعيد إنتاج العقلية الذكورية، ففي كتاباتي أحاول أن أفهم نفسي وشخصياتي،  فقد حاولت أن أعلي من أصوات النساء كي يعبرن عن أنفسهن وعن حيواتهن في مختلف الميادين، فأنا لا أحاول أن أدافع عن المرأة وإنمت أحاول أن أفهمها بالرواية.