"سوق ناصر" من بيع "الأكفان" للأقمشة ومفروشات العرائس
تشتهر مدينة طنطا بمحافظة الغربية بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني، ويعد "سوق ناصر" من أبرز المعالم التاريخية والثقافية في المدينة، والذي يعد واحدًا من أهم وأقدم الأسواق في المنطقة.
بدأ سوق ناصر كمكان لبيع أقمشة "الأكفان" فقط، لكنه تحول مع مرور الوقت إلى سوق تجاري يضم جميع أنواع الأقمشة والمفروشات.
وتم بناء سوق ناصر عام 1955 خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وفي البداية كان السوق يختص ببيع أقمشة الأكفان فقط، وكان يُعرف بمحلات الكفن وسوق الكساء الشعبي، في بداية الصيف والشتاء، حيث يغمره القماش الموحد المدعم الذي يقصده المواطنين في هذه الحقبة الزمنية، ويقع السوق بالقرب من منطقة مسجد السيد البدوي، وكان يخدم سكان طنطا والمحافظات المجاورة.
مع مرور الوقت، شهد سوق ناصر تطورًا ملحوظًا وتوسعًا في نشاطه التجاري، حتى أصبح السوق وجهة رئيسية للعرائس والمقبلين على الزواج لشراء مستلزماتهم، حيث أصبح يوفر مجموعة متنوعة من الأقمشة والمفروشات بأسعار مناسبة، وتغير شكل وطبيعة السوق بشكل كبير، وأصبح يجذب الزوار من جميع أنحاء المحافظة والمحافظات المجاورة.
وفي هذا السياق، صرح الحاج علي محمود، أحد أهالي المنطقة، بأن السوق كان يُطلق عليه اسم "محلات الكفن وسوق الكساء الشعبي" في الستينات من القرن الماضي، لكن الآن أصبح سوقًا تجاريًا كبيرًا يضم جميع أنواع الأقمشة والمفروشات، ويعد السوق وجهة مفضلة لسكان المحافظة والمحافظات المجاورة لشراء الملابس والأقمشة بأسعار مناسبة وجودة عالية.
من جهتها، قالت الحاجة سامية المليجي، سيدة فوق سن المعاش، إن الناس كانوا يشعرون بالخوف من دخول "سوق ناصر" في الماضي بسبب تخصصه في بيع الأكفان للأموات، ولكن مع تحديث السوق وتوسع نشاطه، أصبح مفتوحًا للجميع، وقد استفادت الحاجة سامية، نفسها من التطورات الحديثة في السوق واشترت مستلزمات أبنائها من داخله، بما في ذلك المفروشات والأقمشة، مشيرة إلى أن سوق ناصر أصبح الآن أكبر وأرخص سوق للأقمشة والمنسوجات في مدينة طنطا.
وتقوم إحدى الجمعيات الخيرية الأهلية في مدينة طنطا والتابعة لوزارة التضامن، بتولي إدارة سوق ناصر حاليًا بعد أن كان يتبع وزارة الأوقاف في الوقت السابق، وقد ساهمت الجمعية في تطوير السوق وتحديثه ليواكب احتياجات الزبائن المتنوعة، وقد تحول سوق ناصر إلى وجهة تجارية رئيسية في المنطقة، حيث يتوافد إليه السكان المحليون والزوار لشراء الأقمشة والمفروشات بأسعار مناسبة وجودة عالية.
