رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السودان.. الحرب تصل غرب كردفان ومستمرة فى الخرطوم وشمال دارفور

الحرب السودانية
الحرب السودانية

وصل القتال العنيف بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الأيام الماضية، إلى إقليم كردفان، حيث شنت القوات المتمردة هجومًا عنيفًا على ولاية غرب كردفان النفطية الواقعة في الجزء الجنوبي الغربي للإقليم؛ ما أوقع قتلى وجرحى بالعشرات وسط المدنيين وتدمير عدد من المنازل ومنشآت حكومية جراء استخدام الأسلحة الثقيلة، وسط استمرار الاشتباكات في العاصمة الخرطوم، وأنباء عن اندلاع قتال جديد في الفاشر، شمال دارفور.

وقالت وسائل الإعلام السودانية إن قوات الدعم السريع شنت، الخميس، هجومًا على مقر الفرقة 22 مشاة للقوات المسلحة السودانية في بابنوسة بولاية غرب كردفان، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة على أطراف المدينة وداخل الأحياء.

وأفادت مجموعة "محامو الطوارئ" السودانية بمقتل ما يزيد عن 23 شخصًا من المدنيين وأكثر من 30 مصابًا، فضلا عن اعتقال 6 من المدنيين، ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين إلى مناطق أخرى أكثر أمنًا جراء المعارك التي تشهدها مدينة بابنوسة.

وأدانت مجموعة "محامو الطوارئ" مواصلة قوات الدعم السريع توسيع نطاق الحرب في المدن الآمنة وترويع الآمنين، والانتهاكات الجسيمة التي يرتكبها، ونوهت إلى أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وترتقي للمساءلة الجنائية وفق القانون الدولي الإنساني والنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وتضاربت التقارير التي تداولتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على وسائل التواصل الاجتماعي حول مصير الفرقة 22 مشاة ببابنوسة.

وحسب منصة "سودان وور مونيتور" المستقلة، تسيطر قوات الدعم السريع حاليًا على أجزاء كبيرة من بابنوسة "بما في ذلك مقر المحلية ومركز الشرطة وأجزاء من السوق".

تدمير كامل

في 14 يناير، أرسل زعيم قبيلة المسيرية، الأمير مختار بابو، و22 من زعماء المسيرية، رسالة إلى قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد "حميدتي" دقلو، أعلنوا فيها رفضهم تصعيد الحرب إلى مناطق نفوذهم في غرب كردفان.

وأكدوا أنه في حالة سقوط الفرقة 22 مشاة بالقوات المسلحة السودانية في بابنوسة في أيدي قوات الدعم السريع، فإن ذلك سيترتب عليه التدمير الكامل لحقول النفط في المنطقة. 

وجاء في الرسالة: "سيؤدي ذلك إلى مخاطر التلوث البيئي للمياه والنباتات والأراضي، كما حدث بعد قصف المطار وحقل بليلة النفطي".

وتعتبر ولاية غرب كردفان الولاية النفطية الأولى في السودان، حيث تضم معظم حقول النفط المنتجة في البلاد مثل هجليج ودفرة وكنار والنيم والبراساية وبليلة.

وفي أواخر أكتوبر 2023، شنت قوات الدعم السريع هجومًا على حقل بليلة النفطي، وكذلك مطار بليلة في غرب كردفان. وخلال الهجوم، دمرت لواء وذبحت أسرى حرب، وقتلت نائب قائد الفرقة 22 العميد خالد الفاضل، ما أدى إلى إضعاف فرقة القوات المسلحة السودانية بشدة، وفقًا لموقع "سودان وور مونيتور".

وفي الشهر التالي، أدت الجهود المدنية للتوسط بين قوات الدعم السريع وفرقة المشاة 22 التابعة للقوات المسلحة السودانية في بابنوسة لمنع المواجهات إلى التوصل إلى "هدنة ثلاثية"، تم انتهاكها في اليوم التالي.

استهداف قواعد عسكرية فى الخرطوم

وفي جنوب الخرطوم قتل شخصان بعد سقوط عدة قذائف على حي النهضة (الإنقاذ سابقا) صباح الخميس، ووفق ما تم تداوله فإن قوات الدعم السريع استهدفت عددًا من القواعد العسكرية فجرًا، بينها القيادة العامة للقوات المسلحة وسط الخرطوم، ومجمع الشجرة العسكري جنوب غرب المدينة، وفيلق الإشارة شمال الخرطوم.

وسمع دوي انفجارات عنيفة في محيط القيادة العامة وبالقرب من القصر الجمهوري وسط الخرطوم.

وفي الوقت نفسه، أفادت تقارير محلية بأن القوات المسلحة السودانية شنت هجمات بطائرات دون طيار على قواعد قوات الدعم السريع في بري والطائف والمعمورة وأركويت في الخرطوم.

تجدد الاشتباكات فى الفاشر

وقالت لجان مقاومة الفاشر، بعاصمة شمال دارفور، إن أربعة أشخاص أصيبوا صباح الأربعاء، نتيجة اشتباكات بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ببوابة مليت شمال الفاشر وبالقرب من معسكري أبوشوك وأبوجا للنازحين.

وقال سكان معسكر نيفاشا، بالقرب من طويلة بولاية شمال دارفور، إن القصف في محيط المعسكر "استمر لمدة ساعتين وشل حركة المدنيين في المنطقة بشكل كامل".

وكانت الفاشر قد شهدت هدوءا نسبيا خلال الأسبوعين الماضيين، قبل أن تتجدد الاشتباكات صباح اليوم.

وفي ديسمبر 2023، اندلع قتال عنيف بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في الأجزاء الشمالية من الفاشر، ما أسفر عن مقتل شخصين في معسكر أبوشوك.

وأودت غارة جوية الأسبوع الماضي على الزروق بولاية شمال دارفور، وهي المنطقة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، بحياة 12 شخصا.