رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زينب الكفراوي وفتحية الأخرس.. قصة «أيقونة» خلال معركة بورسعيد 1956

زينب الكفراوي
زينب الكفراوي

"زينب الكفراوي وفتحية الأخرس"، مثالًا يحتذى به لسيدتين مصريتان، أصبحن رمزًا للكفاح والوطنية في محافظة بورسعيد الباسلة خلال موقعة الإسماعليلة 1956، بجانب الرجال المخلصين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحربة لبلادهم.

كشف فيلم تسجيلي، خلال  احتفاليبة عيد الشرطة الـ 72، بإكاديمية الشرطة اليوم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، دور الشرطة على امتداد مراحل النضال الوطني المصري وكيف كان أبناء رجال الشرطة دوما في طليعة المخلصين تسبق أرواحهم أجسادهم في كل موجة وطنية تكافح من أجل سيادة الوطن ورفعته.

وأشار الفيلم إلى أن الشرطة ظلت جزءا أصيلا من هذا الشعب العظيم تقدم في كل مرحلة ومعركة خاضها عبر التاريخ العديد من البطولات تجسيدا لحقيقة أن مصر محفوظة بوعد ربها وتضحيات أبنائها وهم لها فداء، موضحًا أن حكايات أبطال الشرطة وحكايات الشعب المصري منذ 70 عاما وأكثر.

واستعرض الفيلم،  دور المرأة المصرية في هذه المعركة وأعطى أمثلة للفدائيات وبطولاتهن مثل زينب الكفراوى والسيدة فتحية الأخرس.

"زينب الكفراوي" أيقونة الكفاح في بورسعيد

بنت بورسعيد والتي تعد أيقونة واحدة من رموز المقاومة الشعبية النسائية في المحافظة، فخلال العدوان الثلاثى على المدينة الباسلة عام 1956، أقحمت اسمها وسط أعلى قائمة المقاومة، ضد العدوان الثلاثى على مصر، عندما سُجلت فى قوائم الفدائيين كأول سيدة تنضم إلى المقاومة الشعبية فى حرب العدوان الثلاثى، في عمر الـ15 عامًا.

بدأ نضالها بتوزيع المنشورات لحث المواطنين على مقاومة الاحتلال، وشاركت فى عدد من البطولات فى مواجهة العدوان الثلاثى والاحتلال البريطانى الفرنسى للمدينة الباسلة، أبرزها المساعدة فى إخفاء الضابط البريطانى "مير هاوس"، ابن عمة ملكة بريطانيا، حيث لعبت دورًا هامًا فى عملية إخفائه.

قامت بأخطر عملية لنقل أسلحة وقنابل من مخبأ سرى إلى القوات المصرية، وساعدت والدها الذي كان يعمل بقسم شرطة العرب ببورسعيد، بإخفاء مستندات هامة تخص قسم الشرطة حتى لا يتمكن الإنجليز من الوصول إليها.

ونجحت بنت بورسعيد فى إيصال الأسلحة للفدائيين ليواصلوا مقاومتهم، وشاركت فى حملة لجمع التبرعات من المواطنين، لتسليح الجيش المصرى، لحماية الوطن من الاحتلال، تحت شعار "سلح جيش أوطانك واتبرع لسلاحه علشانى وعلشانك"، كما تدربت على حمل السلاح قبل الحرب والعدوان، هى وزملائها الطالبات فى مدرسة المعلمين.

فتحية الأخرس الشهيرة بـ"أم على"

قررت فتحية الأخرس، أن استغل عملها كممرضة فى عيادة الجراح المشهور كانت تقع فى مكان متميز وسط بورسعيد بجانب بجوار مسجد الرحمة ليكون مآوى آمن للفدائيين، حيث قامت بالتنسيق مع قائد المقاومة الشعبية مصطفى كمال الصياد  بإيواء الفدائيين وأسلحتهم داخل العيادة ليختفوا فيها نهارًا وينتشروا فى المساء، وأثناء حظر التجوال.

وفي إحدي الليالي وأثناء تواجدها فى العيادة مع الفدائيين سمعت طرقا على الباب الخارجى الخاص بعيادة الدكتور، ومن ثم استشعرت أن هناك تفتيشا من قبل القوات المعتدية على منازل المدينة، وعلى الفور قامت بتنبيه الفدائيين الذين قام كل منهم بإرتداء ملابس المرضى البيضاء واتخذوا أماكنهم على الأسرة وتظاهروا بمعاناة الألم.

وعلى الفور تدخلت "أم على" بفتح الباب وتظاهرت أمام الضباط الإنجليز بمنتهى الثبات والشجاعة، وأخذت تصرخ بصوت عال بأن أحد المرضى توفى وعليه إبلاغ الجهات المصرية، حتى نتمكن من إتخاذ الإجراءات اللازمة بمراسم الدفن، حتى نجحت فى إقناع الضابط الإنجليزي والذى أمر جنوده بالانسحاب دون  استكمال إجراءات التفتيش، وعند خروج قوات الاحتلال التف الفدائيون حولها يقدمون لها التحية والتقدير لشجاعتها على ماقدمته.