رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرنسيس متحدثا عن الجشع: مرض القلب وليس المحفظة

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: نواصل التعاليم حول الرذائل والفضائل ونتحدث اليوم عن الجشع، أي عن ذلك التعلُّق بالمال الذي يمنع الإنسان من أن يكون سخيًّا، إنها ليست خطيئة تتعلق فقط بالأشخاص الذين لديهم أموال كبيرة، لكنها خطيئة عرضيّة، غالبا ما لا يكون لديها علاقة برصيد الحساب الجاري. إنها مرض القلب، وليس المحفظة.

 

تابع البابا فرنسيس يقول لقد سلطت التحليلات التي أجراها آباء الصحراء حول هذا الشر الضوء على كيف يمكن للجشع أن يسيطر أيضًا على الرهبان الذين، بعد أن تخلوا عن إرث هائل، تعلّقوا في عزلة قلايتهم بأشياء قليلة القيمة: فلم يقرضوها، ولم يشاركوها، ولم يكونوا حتى مستعدّين لإهدائها. وأصبحت تلك الأشياء بالنسبة لهم نوعًا من الأصنام التي كان من المستحيل بالنسبة لهم أن ينفصلوا عنها. نوع من التراجع إلى مرحلة الأطفال الذين يتمسّكون باللعبة 

وتابع: وفي هذا الادعاء تكمن علاقة مريضة بالواقع، يمكنها أن تؤدي إلى أشكال من التخزين القهري أو التكديس المرَضي. وللشفاء من هذا المرض، كان الرهبان يقترحون طريقة جذرية وإنما فعالة: التأمل في الموت. بغض النظر عن مقدار الخيور التي قد يكدّسها شخص ما في هذا العالم.

 

وأضاف الأب الأقدس يقول هذه الاعتبارات البسيطة تجعلنا نفهم جنون الجشع، وإنما أيضًا سببه الخفيّ. إنها محاولة لطرد الخوف من الموت: فهو يبحث عن ضمانات تنهار في الواقع في اللحظة التي نمسكها فيها. تذكَّروا مثل ذلك الرجل الأحمق، الذي أَخصَبَت أَرضُه، فبدأ يفكّر حول كيفية توسيع أهرائه لكي يضع فيها الحصاد بأكمله. لقد حسب ذلك الرجل كل شيء، وخطط للمستقبل. ولكنّه لم يأخذ في عين الاعتبار المتغير الأكثر يقينًا في الحياة: الموت. 

 

وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي: يمكن أن نكون أسيادًا على الخيور التي نملكها، ولكن غالبًا ما يحدث العكس: تكون هي التي تملكنا في نهاية المطاف. إنَّ بعض الأثرياء لم يعودوا أحرارا، ولم يعد لديهم حتى الوقت للراحة، وعليهم أن ينظروا فوق أكتافهم لأن تكديس الخيور يتطلب أيضا حراستها. أشعر بالقلق دائمًا لأن الإرث يُبنى بالكثير من الجهد والتعب، ولكن يمكنه أن يختفي في لحظة. وينسون الوعظ الإنجيلي الذي لا يقول إنَّ الغنى في حد ذاته هو خطيئة، ولكنه بالتأكيد مسؤولية. إنَّ الله ليس فقيرًا: بل هو سيد كل شيء، ولكنه – كما يكتب القديس بولس – "افتقر لأجلكم وهو الغني لتغتنوا بفقره". وهذا ما لا يفهمه البخيل. كان بإمكانه أن يكون مصدر بركة لكثيرين، لكنه انسلَّ في طريق التعاسة المسدود.