رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما سر استخدام الأقباط لأكلة القلقاس في عيد الغطاس؟

القلقاس
القلقاس

تمر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بفترة احتفالات عيد الغطاس المجيد، والذي يعتبر ثالث الأعياد السيدية في عام 2024، بعد احتفالات الكنيسة بعيدي الختان المجيد في 15 يناير، والميلاد المجيد يوم 7 من نفس الشهر، إذ تضع الكنيسة الميلاد والغطاس في قائمة الأعياد السيدية الكبرى، بينما الختان في قائمة الأعياد السيدية الصغرى.

أندرو بهيج، الباحث الكنسي، وخريج معهد الدراسيات القبطية، قال في تصريح خاص لـ"الدستور" إن الأقباط اعتادوا على تناول اكله القلقاس في عيد الغطاس، وهو ما يعد طبعا للمصريين ان يكون لهم بصمة فلكلورية في جميع الأعياد.

ويشير القلقاس في احتفالات الغطاس إلى رأس رأس القديس يوحنا المعمدان الذي ضحى بقطع رأسه ولم يرضخ للوالي الادومي هيرودس الذي سجن اخيه وتزوج بامراته، فصاح يوحنا في الشوراع قائلا ان ذلك امرا لايجوز، وبعد فترة طلبت سالومي ابنة هيروديا التي تزوجها هيرودس من اخيه من زوج والدتها وعمها في الوقت نفسه ان يحضر لها رأس يوحنا المعمدان على طبق وهو ما حدث ارضاء لها، ولاستذكار الواقعة يتناول الاقباط اكلة القلقاس في عيد الغطاس.

انفتاح السموات وقت عماد المسيح

ومن جانبه، تناول المتريبوليت إيروثيوس فلاخوس مطران كنيسة الروم الارثوذكس في نافباكتوس، في تصريح له على خلفية الاحتفالات بعيد الغطاس، جوئية انفتاح السموات في اثناء معمودية المسيح قائلا: يقول الإنجيلي متى: "َإِذَا السَّمَاوَاتُ قَدِ انْفَتَحَتْ لَهُ" والإنجيلي مرقس: "رَأَى السَّمَاوَاتِ قَدِ انْشَقَّتْ" إذاً، السماوات انفتحت وانشقّت. ليس استعمال هذين الفعلين مصادفة بل هو للتعبير عن حقيقتين مختلفتين تتعلّقان بتجسّد ابن الله وبلطف الثالوث نحو الجنس البشري، بحسب ما نرى في تفسير القديس غريغوريوس بالاماس.

انفتاح السماوات يعني أنّها قد أُغلقَت بعصيان آدم وخسر الإنسان شركته مع الله. الآن بطاعة المسيح الكاملة، وهو آدم الجديد، تنفتح السماوات مجدداً ويصير الإنسان قادراً على بلوغ الشركة مع الله. إذاً المسيح هو المؤسس الجديد للجنس البشري. نحن ننحدر من آدم بالجسد لكن روحياً نحن ننحدر من المسيح، آدم الجديد.