رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد الانبا انطونيوس.. الكنيسة المارونية: من مواليد الصعيد المصري وتحديدا مدينة كوما

الكنيسة المارونية
الكنيسة المارونية

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى القديس المصري العظيم انطونيوس الكبير، مؤسس الحركة الرهبانية في المسيحية ومصدرها من مصر الى العالم، ووفق سيرته في الكنيسة فوُلد أنطونيوس في مدينة كوما (صعيد مصر) نحو سنة 251م. مات والداه وهو صغير تاركين له أختًا مع ثروة كبيرة. سمع نصّ الإنجيل: «إن شئتَ أن تكون كاملاً، إذهب وبِعْ مقتناك، ووزِّعه على الفقراء وتعالَ اتبعني». وزّع نصف ثروته على الفقراء. وأعطى أخته النصفَ الآخَر وأَودَعها في بيت للمتعبّدات. ثمّ بنى له كوخًا قرب الكنيسة، وراح يتتلمذ على أيدي نسّاك يعيشون بجواره. ولمّا رأى الناس تفدُ إليه، أقام قرب نهر النيل، ثمّ توغّل في الصحراء وأقام في مكان منزوٍ، يعيش في التقشّف والصلاة والصوم ومحاربة الشياطين. إِنتصر عليها بإشارة الصليب وإماتة الحواسّ والزيادة في الصوم. عمل في الحياكة لئلاّ يُعدّ بطّالاً. سمع به الكثيرون، وتتلمذوا له. 

وأقام لهم مناسك ووضع لهم قانونًا. حارب بدعة الآريوسيّين الذين لا يؤمنون بالمسيح إلهًا، فمضى إلى الإسكندريّة، بطلبٍ من أسقفها القدّيس أثناسيوس، لمحاربة هذه البدعة.


منحه اللّه شفاء الأمراض وطرد الشياطين، زار القدّيسَ بَولا في منسكه ودفنه بعد مماته. مات سنة 356. إنّه أبو الرهبان وشفيع الحياة النسكيّة شرقًا وغربًا.

 

العظة الاحتفالية 

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها انه: لنرفع جميعًا أعيننا نحو الله الجالس في السموات، صارخين على مثال النبيّ: "وبعد ذلك رُئِيَت على الأرض وعاشَت بين البشر"... ذاك الذي أظهر نفسه للأنبياء بأشكال مختلفة، ذاك الذي تأمّله حزقيال بصورة إنسان في عربة من نار، ذاك الذي رآه دانيال كابن الإنسان وكسابق الزّمان، كبير السنّ وشاب في آن، معلنًا ذاته إلهًا واحدًا، هو مَن ظهر وأنار كلّ شيء.

لقد أزاح عتمة الليل؛ وبفضله أصبح كلّ شيء نهار. لقد أشرق على العالم نور بدون ظلام، الرّب يسوع مخلّصنا. أرض زبولون تعيش في رغد تامّ على مثال الجنّة لأنّه "من نهر نعيمك تسقيهم" فينبوع الحياة عندك... وها نحن في الجليل نتأمّل "ينبوع الحياة"... ذلك الذي ظهر وأنار كلّ شيء.

وأنا أيضًا سأراك يا ربّي يسوع حين تضيء روحي وتكلّم أفكاري قائلاً: "إن عطش أحدٌ فليُقبل إليّ" . اِسقِ يا ربّ قلبيَ المكسور بسبب ضياعي. لقد أنهكه الجوع والعطش: لا جوع المأكل ولا عطش الماء، بل إنّه التوق إلى سماع كلمة الروح.. لذلك هو يئنّ منتظرًا حكمك، أنت الذي ظهر وأنار كلّ شيء...

أعطني علامة واضحة، نقّني من خطايايَ المخبّأة، فجراحي الخفيّة تتآكلني... إنّي أرتمي أمام قدميك يا مخلّصي، كما ارتمت المرأة المنزوفة. إنّي ألمس رداءك وأقول: "إن لمست ولو ثيابه بَرِئْت" (مر 5: 28). لا تدع إيماني يذهب سُدى، أنت يا طبيب النفوس...؛ سوف أجدك لأنال خلاصي، أنت الذي ظهر وأنار كلّ شيء.