رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في مصر تحتفل بذكرى مار يوحنّا المعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى مار يوحنّا الكوخي المعترف، وهو روماني الاصِلِ في عَهدِ البابا لاوُن الأوَل. تَنَسَّكَ زاهِداً إشْتَهَرَ بِمُطالَعَتِهِ الدائِمَةِ للانجِيلِ الذي لَم يُفارِقَهُ لَيلاً نَهاراً. ألْهَمَهُ الروحُ القُدُسِ أن يُغادِرَ مَنسَكَهُ وَيَبني عَلى بابِ قَصرِ والِدَيهِ لِيُعطي المَثَل الصالِحَ في البِرِّ والتَواضُعِ. عاشَ ثَلاثَ سَنوات في كوخِهِ وَلُقِّبَ بالكوخي. رحل سَنة 470.

العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أتريد أن أريك أي صيام عليك أن تمارس؟ صُم عن جميع الخطايا، لا تتناول أيّ طعامِ شرّ، لا تقبل أيّ وجبة شهوانيّة، ولا تفرح بنبيذ الفسق. صُمْ عن الأعمال السّيّئة، امتنع عن الكلمات البغيضة، وابتعد عن الأفكار الشرّيرة. لا تتناول خبز العقيدة الفاسقة. لا تشته الطعام المخادع للفلسفة التي تبعدك عن الحقيقة. فصيام كهذا يرضي الله...

مع ذلك، نحن لا نقول ذلك لنشجّع على الابتعاد عن التقشّف المسيحي. إذ لدينا أيام الصيام المخصّصة للامتناع عن الطعام، ولدينا اليوم الرابع واليوم السادس من الأسبوع حيث نصوم بحسب المتعارف عليه. وتعطى الحرّيّة للمسيحي للصيام في كلّ الأوقات، لا بدافع الخوف للمحافظة على التقاليد، إنّما بدافع فضيلة كبح الشهوات.

إذًا كيف نحافظ على عفّة كاملة إن لم تكن معزّزة بالتقشف؟ كيف نتفرّغ للكتاب المقدّس، وكيف نجتهد للعلم والحكمة؟ أليس من خلال كبح ملذّات المَعِدةِ والحلق؟... هذا هو دافع الصيام للمسيحيّين. وهناك بعد أمر آخر، ديني بدوره، وتمدحه كتابات بعض الرسل. فنقرأ بالفعل في إحدى الرسائل، هذه الكلمات للرسل: "طوبى للذي يصوم أيضًا لِيُطعِم الفقير". فصيامه هذا مرضيّ عند الله ومستحقّ بالفعل، لأنّه يتمثّل بالذي أعطى حياته لإخوته.