رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هقدر أطول السماء.. "نورهان" معلمة محو أمية من قصار القامة بالمنوفية: الإعاقة دفعتني لتحقيق أحلامي

نورهان مع محررة الدستور
نورهان مع محررة الدستور

لم تستسلم "نورهان" ابنة مدينة قويسنا بالمنوفية، لإعاقتها بل قررت أن تتحدى كل الصعاب لتحقيق أحلامها.

نورهان محمد البرادعي، 24 عامًا، معلمة محو أمية، من قصار القامة، كانت الأخت الوحيدة لأربعة من الأشقاء البنين، حصلت على تقدير جيد جدًا في ليسانس الآداب قسم علم النفس.


وأكدت "نورهان" في حديثها لـ"الدستور"، أنها لم تكن تشعر بأي شىء مختلف حتى عندما دخلت الجامعة وبعدها بدأت تتعرض للتنمر لكن كان لها العديد من الأصدقاء الذين كانوا دومًا متصدرين للدفاع عنها وإعطائها الثقة وكل الحب والاحترام.

وقالت إنها عاشت معاناة طوال حياتها، لكن تلك المعاناة كانت تتحطم مع كل خطوة نجاح تخطوها في طريقها العلمي والمهني وأصبحت مجرد ذكريات. 

وأضافت أن والدها ووالدتها كانا جيشها الوحيد في مواجهة العالم القاسي بالخارج وهم من أعاناها على التصدي ومواجهة جميع المضايقات التي تعرضت لها، وخاصة الأم التي كانت أب وأم لفترات طويلة نظرًا لعمل والدها بالخارج.

حصلت نورهان على ليسانس الآداب بتقدير جيد جدًا، وفي حفل التخرج حضرت والدتها وشقيقها الأكبر وتم تكريمها وسط جمع كبير من زملائها وأسرهم، وأكدت أن ذلك اليوم تتذكره جيدًا، كل تفصيلة صغيرة حدثت في ذاكرتها حتى الآن، مشيرة إلى أن ذلك اليوم أجمل يوم في حياتها.

وأكدت أنها بعد ما أنهت دراستها قررت التوجه للقوى العاملة والذين بدورهم قاموا بتوفير عمل لها في أحد المصانع، وتفاجأت وقتها بمعاملة صاحب المصنع الذي تنمر عليها، وكانت طبيعة عملها فرز الملابس، فتركت المصنع.


وعلى الفور توجهت "نورهان" إلى تأدية الخدمة العامة في التضامن الاجتماعي، وبالفعل جرى اختيارها بعد ذلك لتكون معلمة محو الأمية، وكان عمل محترم وهادف بالنسبه لطموحها وابتدت في تعليم كبار السن ووجدت فيه متعة كبيرة، ومن خلاله تقدم لوطنها جزء من رد الجميل، وتحول شخصًا من أمي إلى قارئ متنور يستطيع أن يكتب ويقرأ، وقامت نورهان بمحور أمية أكثر من 13 شخصًا من أهالي بلدتها. 

وأكدت "نورهان" أنها تتطلع لطموحات كبيرة لنفسها ووطنها، ولديها طاقة تريد أن تستغلها، مشددة على أن ذوي الهمم لا ينقصهم غير الدعم المعنوي والفرصة، ووجهت التحية لوزارة التضامن الاجتماعي متمثلة في مديرية التضامن بالمنوفية سوزي صبحي المشرفة على مشروع "لا أمية مع تكافل وكرامة"، الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، لدعمها.