رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلغاء مساعدات الصحة العالمية لغزة بسبب الظروف الأمنية يزيد "الطين بلّه"

إلغاء مساعدات منظمة
إلغاء مساعدات منظمة الصحة العالمية

ربما ما يزيد الطين بلّة ما أعلنته منظمة الصحة العالمية مؤخرًا عن إلغائها مهمة المساعدات الطبية المقررة لقطاع غزة، وذلك في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها القطاع بعد مرور 100 يوم على حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضده.

 

وهذه هي المهمة السادسة التي تعلن المنظمة إلغائها، موضحة أن الإلغاء جاء لأسباب أمنية إذ لا يتوافر الأمن داخل القطاع لأعضاء المنظمة من أجل تنفيذ المهمة، مؤكدة أن القطاع أصبح ينذر بانتشار أمراض معدية هناك قد تضر بأعضاء المنظمة.

 

وكان أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أعلن أن منظمة الصحة العالمية لاحظت زيادة في انتشار الأمراض المعدية في غزة، مثل التهابات الجهاز التنفسي الحادة والجرب واليرقان والإسهال والإسهال المصحوب بدم.

 

كما قال الدكتور ريتشارد برينان من المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، إن مسؤولي الصحة قلقون أيضا بشأن التهاب الكبد (هـ)، الذي يمكن أن ينتقل من شخص لآخر عن طريق المياه الملوثة وهو يشكل خطرًا بوجه خاص على النساء الحوامل.

آخر مهمة في 26 ديسمبر الماضي


وكانت آخر مهمة لمنظمة الصحة العالمية داخل قطاع غزة يوم 26 ديسمبر الماضي ومنذ حينها لم يذهب إلى القطاع أيًا من المهمات، وذلك حسب تصريح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، موضحًا أن السبب في ذلك هو عدم الموافقة على طلبات للزيارة أو توفير ضمانات أمنية منذ هذه الزيارة السابقة، وكان قد سبق وأن قال تيدروس: "صُدمت من حجم الاحتياجات الصحية والدمار في شمال غزة".

ألغيت 16 أو 17 مهمة مساعدة

وفي الوقت نفسه قال ريتشارد بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن نحو 16 أو 17 مهمة تقريبًا ألغيت من أصل 21 مهمة كانت تعتزمها الأمم المتحدة منذ بداية الشهر الجاري.

 

وفي حديثه عبر مؤتمر صحفي افتراضي من جنيف قال جيبريسوس "إن القصف المكثف والقيود على الحركة ونقص الوقود وكذلك انقطاع الاتصالات يجعل من المستحيل على منظمة الصحة العالمية وشركائنا الوصول إلى المحتاجين".

 

ودعا مدير المنظمة إلى السماح بتقديم مساعداتها إلى القطاع وأهله قائلًا: "ندعو إسرائيل إلى الموافقة على طلبات منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لتقديم المساعدات الإنسانية".

 

وحسب المنظمة الصحة العالمية أيضًا قال مايك رايان المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية، إن استعادة نظام الصحة العامة في غزة حتى مع وقف إطلاق النار ستكون مهمة "هائلة".

كما سبق وأن أكدت المنظمة أن قدرتها على مساعدة سكان قطاع غزة تتضاءل، فيما يشهد القطاع كارثة إنسانية، إذ كان قد أكد المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندماير، أن الوضع في قطاع غزة سيئ إلى أقصى حد وكل يوم الوضع يزداد سوءا، مشيرًا إلى انهيار النظام الصحي تماما وأن 85% من الفلسطينيين في القطاع نزحوا إلى الجنوب ويحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.

 

من جانب آخر سبق وأن أشار ممثل المنظمة شون كيسى منسق فرق الطوارئ الطبية في منظمة الصحة العالمية في غزة، إلى أن وصول الإمدادات الإنسانية لا يقتصر فقط على وصولها إلى القطاع ولكن يجب أن يصل إلى العاملين داخل غزة، وذلك لكي تتمكن المنظمة من الوصول إلى الأشخاص أينما كانوا، مؤكدًا أن الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء في أحياء المنطقة الوسطى وكذلك منطقة خان يونس بغزة تؤثر على إمكانية وصول المرضى وسيارات الإسعاف إلى المستشفيات وتجعل من الصعب للغاية على المنظمة الوصول إلى تلك المستشفيات لتوفير الإمدادات والوقود.

 

إذ أعربت المنظمة الدولية عن قلقها البالغ بشأن صحة وسلامة ما لا يقل عن 66 عاملًا صحيا ما زالوا محتجزين، وأنه ليس لدى وزارة الصحة أو منظمة الصحة العالمية وكذلك جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أي معلومات عن مكان وجودهم.

أوامر الإخلاء تسبب اضطراب إمدادات المنظمة

يُذكر أن أوامر الإخلاء من قبل جيش الاحتلال كانت قد تسببت بالفعل في اضطراب إمدادات منظمة الصحة العالمية داخل القطاع من قبل إذ صرحت المنظمة أنها اضطرت لنقل إمدادات من مستودع طبي تابع لها في جنوب قطاع غزة خلال 24 ساعة بعد تحذير من الجيش الإسرائيلي من أن العمليات البرية ستمنع الوصول إليه.