رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وباء الانهيار النفسي يضرب جيش الاحتلال والأطباء تهرب.. ما القصة؟

انهيار المنظومة النفسية
انهيار المنظومة النفسية في صفوف الاحتلال

إلى الجانب الدمار العسكري والاقتصادي المُفزع الذي وصلت إليه إسرائيل نتيجة حربها الغاشمة على قطاع غزة ومدنييها الفلسطنيين في الوقت الذي تؤكد كافة المؤشرات على فشلها في هذه الحرب، هناك منظومة أخرى تنهار لاتقل ضراوة وخطرًا في دولة الاحتلال، وهى منظومة الصحة النفسية لدى مواطنيها وفي صفوف جيشها بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

فوق هذا الأمر تأتي الكارثة بسبب هروب عشرات الأطباء العاملين في هذا المجال الذين غادروا البلاد إلى بريطانيا نتيجة انهيار تلك المنظومة.

إذ قالت صحيفة “هآرتس”: “غادر مؤخرا العشرات من الأطباء النفسيين الذين يعملون في منظومة الصحة العامة إلى بريطانيا، بحسب مصادر في المجال”، وحسب الصحيفة أيضًا فإنه "تأتي موجة المغادرة في وقت يتزايد فيه الطلب على المساعدة في مجال الصحة النفسية في البلاد في ظل الحرب، والآن يواجه نظام الصحة النفسية مشكلة حقيقية”.

وأوضحت أن “خطط رحيل الأطباء النفسيين بدأت حتى قبل الحرب” وذلك على خلفية خطة “الإصلاح القضائي” التي تتبناها الحكومة، وتصفها المعارضة بـ “الانقلاب”.، ولكن بعد معركة طوفان الأقصى جمد خططهم لبعض الوقت لكن في الأشهر الأخيرة، خضع العشرات من الأطباء النفسيين في نظام الصحة العامة لاختبارات الترخيص لمزاولة الطب في بريطانيا”.

وكانوا قد أكدوا أن هروبهم إلى بريطانيا ليس بسبب الأجور الأعلى ولكن بسبب التنظيم الأكثر والظرةف الأكثر راحة واستقرارًا على المستوى النفسي.

ووصف مدراء مستشفيات الصحة العقلية في إسرائيل في رسالة إلى هيئة التفتيش ما اعتبروها أوضاعًا غير إنسانية في مستشفياتهم، أن الوضع يحتاج إلى إعلان حالة الطوارئ بسبب ارتفاع نسب الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية وكذلك الانتحار، كما قال المديرون في رسالتهم: “أن أحداث 7 أكتوبر تسببت بوجود نحو 300 ألف مريض نفسي إضافي، سيحتاجون إلى العلاج على يد متخصص مدرب في إسرائيل”.

 

 طالبت 10 مستشفيات نفسية بإعلان حالة الطوارئ بعد العدوان على غزة.

  عانى 1600 جندي من الصدمات وأعراض التوتر.

سرح 90 جنديًا من الخدمة لأسباب نفسية.

تواصل 3000 جندي مع خط المساعدةالخاص بالصحة النفسية.

المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية

 

ووَفقًا لتقرير القوى العاملة الطبية الصادر عن وزارة الصحة في إسرائيل قبل عام، فإن عدد الأطباء النفسيين للفرد في إسرائيل انخفض بنسبة 19% خلال العقد الماضي، كذلك أظهرت الأرقام التي قدّمها المعهد الوطني للخدمات الصحية وأبحاث السياسة الصحية الماضي أنه يوجد في إسرائيل طبيب نفسي واحد في الخدمة العامة لكل 11 ألفًا و705 أشخاص. 

وفي هذا الصدد قال شموئيل هيرشمان – الذي يرأس مُنتدى مُديري مراكز الصحة النفسية – أن النظام ينقصه حاليًا حوالي 400 طبيب نفسي محذرًا أنه في غضون 5 سنوات سيتضاعف العدد، لأن العديد من العاملين الآن يقتربون من سن التقاعد، ولذا وجّه المُنتدى رسالةً إلى السلطة المُختصة قال فيها «نتوجّه إليكم يائسين بشأن الوضع الصعب لنظام الصحة العقلية في إسرائيل».

وكانت قد ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه وعلی الرغم من تواجد مراکز للعناية النفسية للجنود، إلا أنه أصبح من الواضح أن العديد من القوات لديهم سلوكيات غير عادية في حرب غزة، ويقال إن هذه السلوكيات هي علامة عدم التعادل النفسي والروحي بالنسبة لهم والتي هي ناتجة عن آثار الحرب.

كما ذكر موقع "واي نيت" العبري أنه منذ بداية "طوفان الأقصى" تم تحويل أكثر من 2800 جندي من جيش الاحتلال إلى قسم إعادة التأهيل في وزارة الدفاع، بينهم 3% من الجرحى في حالة خطيرة، و18% منهم يعانوا من مشاكل عقلية بسبب إجهاد ما بعد الصدمة.