رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الغراب كلمة السّر.. كيف لعب الطائر دورًا في الكشف عن زلزال اليابان الأخير؟

الغراب
الغراب

 

أبى عام 2023 الذي امتلأ بأحداث مأسوية، أن ينتهي دون أن يسلم راية أحداث لا تقل عنها ضخامة لـ عام 2024 الذي ما أن مرت الدقائق الأولى منه حتى وقع باليابان حدثًا جللًا،  تمثل فى زلزال مدمر أسفر عن مشاهد مروعة.

 

زلزال اليابان المدمر حدث قبالة ساحل إيشيكاوا من صباح الاثنين الأول من يناير 2024، وقد بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر.

 

ولا يعرف الكثيرون أنه كان هناك كائنًا لعب دور جرس الإنذار المسبق بوقوع الزلزال قبل لحظات من وقوعه بالفعل، ذلك هو طائر " الغراب".

إذ شهدت المدينة اليابانية قبل الزلزال بلحظات طير أسراب من الغراب بشكل غريب مما اعتبره الكثيرون بعد ذلك أنه كان إنذرًا بوقوع الزلزال، إذ كان قد وثَّقه أحد الأشخاص من خلال نشره مقطع فيديو للطيور أثناء تحليقها في السماء بشكل غير معتاد على مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدًا موقعX  "تويتر" سابقًا.

دراسات

وما يرجح علاقة الطيور بالزلازل والتنبؤ بها تلك الدراسة التي قام بها Wikelski في عام 2022، والتي تبين فيها أن الطيور تتمتع بحواس خارقة، مثل معرفة طريق الهجرة فوق البحار البعيدة عن اليابسة بفضل استشعار مغناطيسية الأرض.

 

كما تستطيع بعض الطيور شم الروائح على بعد، وتستطيع الرؤية بـ8 أضعاف معدلات رؤية الإنسان، إذ أن لديها في شبكيتها نقرتان مركزيتان مقابل نقرة واحدة عند الإنسان، وتقوم إحدى النقرتين بتوفير النظر إلى الأمام والثانية إلى الأسفل.

 

وللطيور حاسة في المناقير تستشعر الاهتزازات في التربة، خاصة ما يمتلكه طائر أبو منجل، والكيوي، والطيور الخواضة في الطين أو الشواطئ الرملية، إذ أن لها قوة سمع حادة، وسرعة في تحديد مكان الطرائد تحت الرمال أو تحت الثلج، بالإضافة إلى ذلك فهي تملك مستشعرات المناقير.

 

وهناك مستشعرات الريش أيضًا، وهي حساسة تجاه الحركة الزلزالية، وقد عرف العلماء منذ فترات بعيدة أن ريش الطائر يمكن أن يشعر بالاهتزازات، إذ أنها مقترنة بخلايا عصبية حساسة للاهتزازات، مما يسمح لها بالاستشعار في محيطها، وهذه من بين الآليات التي يتم البحث عنها بعد مشاهدة حيوانات وطيور تتحرك بصورة عشوائية قبيل حدوث الهزات الأرضية.

 

كما أنه وعلى مدى قرون، قصت العديد من الروايات التي توضح العلاقة بين الحيوانات والطيور وتنبؤها بالزلازل، حتى أكد أحد الباحثين من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان (Max-Planck-Gesellschaft)، في دراسة سابقة صدرت عام 2020 في دورية "إيثولوجي" أن الحيوانات تمتلك القدرة على التنبؤ بالزلازل بالفعل.

 

وكان قد استخدم هذا الفريق مزرعة إيطالية توجد في منطقة معرضة للزلازل، ثم قام بربط أجهزة في شكل أطواق تقيس تحركات الأبقار والأغنام والكلاب في المزرعة بشكل مستمر على مدى عدة أشهر، كما استخدمت أنماط إحصائية لدراسة النمط الطبيعي لسلوك تلك الحيوانات يوما بعد يوم، وخلال هذه الفترة، أبلغت السلطات الرسمية الإيطالية عن وقوع حوالي 18 ألف زلزال في هذه المنطقةكان منها الصغير في تأثيره وكان منها الظاهر.

 

وبحسب البيان الصحفي الصادر عن هذه الدراسة، فقد أفادت النتائج بأن الحيوانات في المزرعة أظهرت أنماطًا سلوكية غير معتادة، استمرت لمدة 45 دقيقة على الأقل، وبدأت قبل 20 ساعة كاملة من حدوث الزلزال، وأظهرت الدراسة كذلك أنه كلما اقتربت الحيوانات من مركز الزلزال الوشيك، غيّرت سلوكها في وقت أبكر، وذلك مقارنة بالحيوانات التي توجد على مسافات أبعد مما يرجح بالفعل علاقة الطيور والحيوانات بالزلازل والتنبؤبحدوثها.

 

وكان قد تسبب زلزال اليابان الأخير في حدوث موجات مد عالية بلغ ارتفاعها أكثر من متر، وهو ما جعل هيئة الأرصاد اليابانية في البداية تحذر من حدوث موجات تسونامي عالية للغاية قد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار، ثم أنها قد عدلت من هذا التحذير لاحقًا معلنة أنها تتوقع حدوث موجات تسونامي، ولكن بارتفاع قد لا يتجاوز ثلاثة أمتار.

 

وقد أتبع هذا الزلزال الذي ضرب منطقة وسط اليابان بحوالي 50 هزة أرضية خلال خمس ساعات فقط تراوحت في قوتها بين 3.4 و7.6 درجة، وهو  ما جعل هيئة الأرصاد اليابانية تحذر من وقوع المزيد من الهزات الأرضية الارتدادية خلال الأيام القليلة المقبلة، وطالبت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية جميع السكان في المناطق الساحلية بإخلاء منازلهم فورًا والتوجه إلى المرتفعات.