رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدينة الدماء.. 100 يوم من التوحش تحت وطأة الاحتلال في غزة (ملف خاص)

مدينة الدماء
مدينة الدماء

طبيب فلسطيني: احتجاز الأطباء داخل سجون الاحتلال جريمة حرب

من بين النيران.. قصة مصري نجا من غزة وترك أمه وإخوته خلفه

شهادة أمين الهجين: نازح من غزة يروي معاناته وأمله

وزير الاتصالات الفلسطيني لـ"الدستور": الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي يغير خارطة الحرب 

أسيرة محررة: خرجنا من سجون الاحتلال لنموت في الحرب

هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال يخترق صفقة التبادل الأخيرة ويلاحق الأسرى المحررين

الاحتلال والمستعمرين يرتكبون 12 ألف اعتداء في الضفة الغربية خلال 2023

 

كانت ليلة السابع من أكتوبر 2023 ليلة لا تنسى في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حين انطلقت صافرات الإنذار في عدة مدن إسرائيلية، معلنة عن هجوم صاروخي كثيف من قطاع غزة، الذي يخضع لحكم حركة حماس الإسلامية، ولكن ذلك لم يكن كل شيء، ففي نفس الوقت، تمكنت مجموعات من المقاتلين الفلسطينيين من التسلل عبر الأنفاق والثغور إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، وشنوا هجمات مباغتة على عدة نقاط عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة، ما أحدث حالة من الفوضى والهلع في صفوف الجيش والمدنيين الإسرائيليين.

تمكنت المقاومة في ذلك الهجوم من الاستيلاء على بعض الأسلحة والمعدات العسكرية، واختطاف عدد من الجنود والمستوطنين والأجانب الذين كانوا في المنطقة، ثم العودة إلى غزة بسلام، بعد أن تركت وراءها مشاهد الدمار والقتلى والجرحى في الجانب الإسرائيلي، وكانت هذه العملية النوعية، التي أطلق عليها اسم "طوفان الأقصى"، هي الأكبر والأشمل من نوعها منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.

ولم تكن إسرائيل مستعدة لهذا الهجوم المفاجئ، الذي كشف عن ضعف استخباراتها وأمنها، وأثار غضبها وانتقامها، ففي اليوم التالي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة الطوارئ، وأمر بشن حرب شاملة على غزة، بهدف استعادة الرهائن والسيطرة على المناطق التي خسرتها، وتدمير قدرات حماس العسكرية والسياسية في القطاع، وبدأت الطائرات الحربية والمدفعية والدبابات الإسرائيلية بقصف غزة بلا رحمة، مستهدفة الأهداف المدنية والعسكرية على حد سواء، ومحاولة فتح ثغرات في السياج الحدودي للتوغل إلى القطاع.

قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر

لم تستسلم غزة، بل قاومت بكل ما أوتيت من قوة وشجاعة، فردت المقاومة بإطلاق المزيد من الصواريخ على إسرائيل، ومواجهة قوات الاحتلال التي حاولت الاقتحام، وتنفيذ عمليات استشهادية واغتيالات وتفجيرات في الخلفية الإسرائيلية، ما أجبر إسرائيل على إغلاق مطاراتها وموانئها ومحطاتها النووية والكهربائية، وإعلان حظر التجوال في بعض المناطق، وتعطيل المدارس والجامعات والمصالح العامة، وتحويل حياة الملايين من المواطنين الإسرائيليين إلى جحيم.

ولكن الحرب استمرت لمدة أكثر من ثلاثة أشهر، وكانت خسائرها بشرية ومادية فادحة في كلا الجانبين، فقد قُتل أكثر من 24000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب نحو 60000 آخرين، ونزح مليون ونصف المليون من سكان غزة، ودُمرت آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات والمساجد والمزارع والمصانع.

وبعد مرور 100 يوم على بدء الحرب الظالمة، تعيش غزة كارثة إنسانية لا مثيل لها، وتواجه مجازر وجرائم حرب لا تنتهي، وفي هذا الملف الصحفي، نستعرض بعض المحاور الرئيسية التي تلخص حالة غزة في الوقت الراهن.

نقص الماء والغذاء في القطاع المحاصر

طبيب فلسطيني: احتجاز الأطباء داخل سجون الاحتلال جريمة حرب

في قطاع غزة المحاصر والمقصوف، يعيش الأطباء والمرضى حكاية من الصمود والتحدي، في مواجهة أزمة صحية لم يسبق لها مثيل، الدكتور علاء نعيم، أحد الأطباء المتخصصين في أمراض القلب، يشاركنا قصته الحية، التي تعكس معاناة القطاع الصحي في غزة، وكيف يحاول الأطباء الاستمرار في تقديم الخدمة الطبية رغم كل الصعوبات والمخاطر.

يقول الدكتور نعيم: "الوضع الصحي في غزة مأساوي ومحزن، لا توجد خدمة طبية كافية أو ملائمة لحجم الكارثة التي نعيشها، الأدوية والمستلزمات والأجهزة والفريق الطبي كلها ناقصة ومحدودة، والمنشآت الصحية والمستشفيات تعاني من الانهيار والفوضى، والمختبرات لا تعمل بشكل جيد بسبب نقص المستلزمات والكهرباء والوقود".

ويروي الطبيب تجربته اليومية في الوصول إلى مكان عمله في مستشفى رفح، بعد أن تم تدمير واقتحام مستشفى الشفاء الذي كان يعمل فيه سابقا: "أنا أعمل في قسم القلب في مستشفى رفح حاليا، ولكن الوصول إلى هناك ليس بالأمر السهل، أستخدم أربعة وسائل مواصلات مختلفة وعربة حصان لأتمكن من الوصول إلى المستشفى، وأحيانا أضطر للمشي لمسافات طويلة، وهذا كله في ظل القصف والحصار والمنع من الحركة".

ويتحدث "نعيم" عن الخطر الذي يتعرض له هو وزملاؤه الأطباء من قبل الاحتلال الإسرائيلي: "أكتب لكم الآن وأسمع صوت الطائرات الإسرائيلية في سماء غزة، وأنا لا أعلم ماذا سيحدث لي أو لزملائي أو لمرضانا، فالاحتلال يمنع الناس من الوصول إلى منازلهم ومكان عملهم في العديد من الأماكن، ويحتجز الأطباء والطاقم الطبي داخل المستشفيات، ويهدمها ويقتحمها، وهذا انتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني".

ويناشد الدكتور نعيم، المجتمع الدولي والعربي بالتدخل العاجل لإنقاذ غزة من الكارثة الإنسانية التي تواجهها، ويحذر من استغلال التبرعات التي تصل إلى غزة: "نحن بحاجة ماسة لكل الدعم والمساعدة من الدول الشقيقة والصديقة، ولكن يجب أن يتم ذلك بالطرق الرسمية عن طريق مصر، وأن لا يتم تحويل التبرعات إلى جهات أخرى غير موثوقة، فالوضع في غزة يتطلب الشفافية والمسؤولية، والحقيقة أن هناك نقص حاد في الماء والطعام، حتى أني شخصيا اشتريت كيلو الملح بسعر باهظ جدا".

قصة الدكتور علاء نعيم، هي قصة واحدة من بين الآلاف من قصص الأطباء والمرضى في غزة، الذين يعيشون في ظروف قاسية ومحفوفة بالمخاطر، ولكنهم يحافظون على إرادتهم وأملهم في الحياة، ويقدمون مثالا للتضحية والتفاني في خدمة شعبهم وأرضهم. 

الدكتور علاء نعيم، أحد الأطباء المتخصصين في أمراض القلب

من بين النيران.. قصة مصري نجا من غزة وترك أمه وإخوته خلفه

في ليلة مظلمة، لا ترى فيها سوى النار والدخان والدمار، يستيقظ أشرف محمد النخالة، أحد أعضاء فريق الجالية المصرية بفلسطين، على صوت الانفجارات القوية التي تهز منزله في حي التفاح شرق مدينة غزة، ينهض من سريره بسرعة، ويجري إلى غرفة أولاده الأربعة، الذين يبكون خوفا ورعبا، يحتضنهم بقوة، ويحاول تهدئتهم، ويقول لهم: "لا تخافوا، الله معنا، سنخرج من هذا الجحيم".

ينظر إلى زوجته، التي تقف على الباب، وتحمل في يدها حقيبة صغيرة، تحتوي على بعض الملابس والأوراق الثبوتية. تنظر إليه بعينين مليئتين بالدموع والقلق، وتقول له: "يا أشرف، لا يمكننا البقاء هنا، الاحتلال يقصف كل شيء، لا بد أن نهرب". يوافقها برأسه، ويأخذ منها الحقيبة، ويقود أسرته إلى الخارج، وسط الصراخ والهلع.

يصلون إلى الشارع، الذي أصبح مقبرة للمنازل والسيارات والأشخاص، يرون جثث الجيران والأصدقاء، الذين لم يسعفهم الحظ، يشعرون بالحزن والغضب، ولكنهم لا يملكون سوى الدعاء والاستغفار، يحاولون البحث عن مكان آمن، لكنهم لا يجدونه، يسمعون صوت الطائرات والدبابات والمدافع، التي تحاصرهم من كل جانب، يشعرون باليأس والعجز، ولكنهم لا يستسلمون.

بعد خمسة أيام من الجحيم، يتلقى أشرف رسالة نصية على هاتفه المحمول، تقول: "هذا الجيش الإسرائيلي، عليكم إخلاء المنطقة فورا، والتوجه إلى المناطق الآمنة جنوبا من وادي غزة حتى المناطق الوسطى، وإلا ستتحملون المسؤولية"، ينظر إلى الرسالة بدهشة، ويتساءل: "هل هذا مزحة، أم حقيقة؟"، يقرر أن يخاطر بحياته وحياة أسرته، ويتبع التعليمات.

يأخذهم إلى  إلى المنطقة العازلة بالوسطى، وسط الرصاص والقذائف، حيث يجدون مأوى متواضعا في أحد المدارس، التي تحولت إلى مركز إيواء للنازحين، يشعرون بالارتياح قليلا، لكنهم لا يزالون في خطر، لا يوجد هناك أي كهرباء أو إنترنت أو اتصال للتواصل مع العالم الخارجي.

أشرف وأولاده قبل العودة إلى مصر

كان أشرف من بين القلة القليلة التي حالفها الحظ وتمكنت من السفر إلى مصر بعد أن سجل على رابط الواتس الخاص بالسفارة المصرية برام الله، التي كانت تنسق عمليات الإجلاء للمصريين في فلسطين، موضحًا في حديثه لـ"الدستور"، إنه نزل مصر مع زوجته وأولاده، ولكنه ترك وراءه أمه وإخوته، الذين يحملون الجنسية المصرية، في غزة.

يذكر أشرف، أن أمه من أصل مصري، وتنتمي إلى عائلة الشعراوي من دمياط الجديدة، وأنه كان يتواصل مع الأخ زياد المصري، عضو مجلس إدارة المركز الثقافي للجالية المصرية برام الله، الذي كان يحاول قدر الإمكان مساعدة الأمهات المصريات وأبنائهن في غزة، وأوضحأنه فتح الإنترنت بعد وصوله إلى مصر، وبدأ في الرد على رسائلهم، التي كانت تستغرق أحيانا يوما كاملا لتصل إليه، بسبب قطع الاتصال والكهرباء في القطاع.

ويختتم حديثه بالتأكيد على تضامنه مع شعب غزة الصامد، وتقديره للدور الذي تلعبه مصر في دعم القضية الفلسطينية، وتمنيه بأن ينتهي الصراع ويعود السلام والأمن إلى المنطقة.

أشرف محمد النخالة، أحد أعضاء فريق الجالية المصرية بفلسطين

شهادة أمين الهجين: نازح من غزة يروي معاناته وأمله

في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، يعاني الآلاف من النازحين من تشتت أسرهم وفقدان بيوتهم ومعيليهم. أمين الهجين، أحد هؤلاء النازحين، يحكي لنا قصته المؤلمة والملهمة في آن واحد.

يقول أمين: "كنت أعيش في شمال غزة مع عائلتي الكبيرة، لكن القصف العشوائي من قبل الاحتلال دمر منزلنا وأجبرنا على الفرار. حاولنا العودة لاستعادة بعض ممتلكاتنا، لكننا وجدنا النار تنهال علينا من كل جانب. شاهدت بعيني كيف سقط بعض الشباب الذين كانوا يرافقوننا شهداء وجرحى". يضيف: "لم نجد مكانا آمنا للإيواء، فتفرقنا عن بعضنا البعض. أنا الآن في دير البلح، أسكن في منزل أقاربي، ولكن والدي في خانيونس، وإخوتي في معسكر جباليا في الشمال. لا أعرف عنهم شيئا، فالاتصالات مقطوعة، والطرق مغلقة، والخوف يسيطر على الجميع".

ويصف حالته: "أنا محظوظ بالمقارنة مع كثير من الناس الذين يعيشون في مأساة حقيقية. بعضهم لا يجدون مأوى، وينامون في العراء، ويتعرضون للبرد والمطر والحرارة. بعضهم لا يجدون طعاما أو شرابا، ويشربون من المياه الملوثة، ويصابون بالأمراض والعدوى. بعضهم يفقدون أحبائهم وأصدقائهم وجيرانهم بسبب القصف والقنص والاعتقال. بعضهم يشهدون مشاهد لا تنسى من الدمار والقتل والتشويه.

هذه هي الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بقيادة نتنياهو ضد أهلنا العزل في غزة". ولكن أمين لا يفقد الأمل، ويقول: "نحن لا نيأس، ولا نستسلم، فثقتنا بالله عالية، وأملنا بالنصر أو الشهادة كبير. نحن الفلسطينيون لا نعرف الهزيمة، ولا نقبل الذل. نحن نقاوم بكل ما نملك، بالحجارة والصواريخ والكلمات والدعاء. نحن نثق بأن الله معنا، وأن الحق سينتصر، وأن الظلم لن يدوم".

شهادة أمين الهجين، تروي لنا معاناته وأمله، وتمثل صوت الآلاف من النازحين الذين ينتظرون الحرية والعدالة والسلام.

أمين الهجين، أحد النازحين في غزة

وزير الاتصالات الفلسطيني لـ"الدستور": الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي يغير خارطة الحرب 

في حواره مع “الدستور”، أعلن الدكتور إسحاق سدر، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني، عن الخطوات التي اتبعتها الوزارة لمواجهة الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه الاحتلال الإسرائيلي في الحرب على غزة، وأوضح أن الاحتلال نفذ هجمات سيبرانية عدة منذ اندلاع الحرب، وركز على استهداف المواقع الإلكترونية الفلسطينية والقطاع المالي في القطاع، إلى جانب استعماله الذكاء الاصطناعي لتجميع وتحليل البيانات والصور لتحقيق أغراضه الحربية.

وأضاف الوزير الفلسطيني أن الذكاء الاصطناعي يمثل عاملا مهما في الحرب السيبرانية، حيث يحلل كميات هائلة من البيانات من مصادر متباينة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، ويستطيع العثور على المحتوى المطلوب، أو التعرف على الأنماط السيبرانية، مثل محاولات الاقتحام أو التغييرات غير الاعتيادية في تدفق البيانات، أو التنبؤ بالهجمات المحتملة استنادا إلى البيانات السابقة.

وشدد "سدر" على أهمية تطوير برامج الأمن السيبراني التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الهجمات والتصدي لها بسرعة، وتجديد البروتوكولات الأمنية باستمرار، وتأهيل الأفراد على أحدث التقنيات في هذا المجال.

وذكر أيضا أن الذكاء الاصطناعي يساعد في توجيه وتحليل استراتيجيات الأمن السيبراني، لأنه يقدر على معالجة وتحليل مجموعات بيانات كبيرة من مصادر مختلفة، مثل الإشارات الراديوية وصور الأقمار الصناعية، مما يسهل على تحديد التهديدات الأمنية بدقة وسرعة أكبر.

الدكتور إسحاق سدر، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني

وقال: "هذا يشمل التعرف على التغييرات المفاجئة في التضاريس أو البنية التحتية التي قد تشير إلى نشاطات عسكرية، ومتابعة أنماط الاتصالات التي تدل على التخطيط لعمليات قصف، وهذه البيانات تساعد على تحديد الأهداف للقصف".

وفيما يتعلق بالإجراءات والسياسات التي تنفذها الوزارة لحماية الشبكات والمواقع والبنية التحتية الإلكترونية للسلطة الفلسطينية والمنظمات والمواطنين من الهجمات السيبرانية، أكد أنه بالإضافة إلى الجدران النارية والحمايات من قبل الحاسوب الحكومي، يتم رصد جميع الأحداث الأمنية السيبرانية من خلال نظام مراقبة الأحداث الأمنية وتحليلها والإبلاغ عنها عند حدوثها، وكذلك الاعتماد على سياسة أمن المعلومات.

وأوضح: "تعمل الوزارة على ضمان تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية للمواطنين والمستفيدين على مدار الساعة وعدم توقف الخدمة ومنع الهجمات السيبرانية بجميع أنواعها والإبلاغ عنها لمدراء الأنظمة، بالإضافة إلى تطبيق نظام إدارة أمن المعلومات ISMS على جميع المؤسسات التي تقدم خدماتها إلكترونيا".

الذكاء الاصطناعي الإسرائيلي يغير خارطة الحرب 

وحول التحديات التي تواجه الوزارة في مواجهة الحرب السيبرانية، بين "سدر" أن التداخل الجغرافي مع الاحتلال يمكن أن يضر بفلسطين في حالة حدوث هجوم سيبراني على الاحتلال، وهناك تدمير كبير لمقار الشركات الاتصالات سواء الثابتة أو المتنقلة أو الشركات المزودة لخدمات الإنترنت مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية ومكوناتها من أجهزة حماية وغيرها، ويعرض المواطنين للخطر وانتهاك خصوصيتهم على شبكة الإنترنت.

وعند سؤاله عن الفرص والموارد التي تحصل عليها وزارة الاتصالات من الجهات الدولية والإقليمية لتطوير وتحسين وتقوية قدراتها في مجال التكنولوجيا السيبرانية، قال: "في الغالب يكون الدعم على شكل بناء قدرات من خلال الدورات وتبادل المعرفة فقط".

وفي نهاية الحديث، وجه "سدر" رسالته بأن الوزارة تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة اتجاه الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لهذه التقنيات،وتتمثل رسالتها في توظيف هذه التقنيات لتعزيز الأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مع التأكيد على احترام الخصوصية وحقوق الإنسان، كما تلتزم الوزارة بتطوير بنية تحتية تكنولوجية قوية تخدم السلم والاستقرار.

الاحتلال يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحديد مواقع المدنيين

أسيرة محررة: خرجنا من سجون الاحتلال لنموت في الحرب

إسراء جعابيص، سيدة من سكان القدس، تربطها صلة قرابة بحي جبل المكبر، كانت متزوجة ولها ابن وحيد اسمه معتصم، الذي كان في الثامنة من عمره عندما انقطعت عنه أمه بسبب الاعتقال، وهي إحدى الأسرى الذين أطلقت إسرائيل سراحهم في نوفمبر الماضي، ضمن الدفعة الثانية لصفقة تبادل الأسرى مع حماس، بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة.

في الحادي عشر من أكتوبر عام 2015، أوقفت إسراء على أحد الحواجز العسكرية في أثناء طريقها إلى القدس، بعد أن تفجرت اسطوانة غاز داخل السيارة في حادث مفاجئ، وأدى اشتعال النار إلى إصابتها بحروق بليغة، شملت 60% من جسدها، مما تسبب في تشوه وجهها ويديها وذاب ثمانية أصابع من يديها، كما اندمجت أذنها مع رأسها ووجهها، واتهمتها السلطات الإسرائيلية حينها بمحاولة تنفيذ عملية فدائية ضد الجيش الإسرائيلي، وأصدرت ضدها حكما بالسجن الفعلي لمدة 11 عاما، قضت منهم ثمانية.

وفي الوقت الذي كانت تحتاج فيه إسراء إلى ست عمليات جراحية وتجميلية لإنقاذ حالتها الصحية، تعرضت للكثير من المعاناة خلال مدة الأسر؛ بسبب عدم توفير الرعاية الصحية الكافية لها، كما رفضت السلطات الإسرائيلية عن طريق إدارة السجون إجراء هذه العمليات الضرورية لصحتها الجسدية والنفسية والعقلية.

الأسيرة المحررة إسراء جعابيص أثناء محاكمتها

وصفت إسراء شعورها بعد لقاء ابنها معتصم بعد 8 سنوات من الفراق، بأنه "شعور غريب، اشتياق عميق مختلف تماما عن الإنسان العادي خارج السجن"، مشيرة إلى أنها كانت تعاني كثيرًا؛ لأنه كان يتمنى طوال حقبة الاعتقال أن يزورها ويحتضنها، وهذا ما منعته إدارة السجون الإسرائيلية كإجراء عقابي وانتقامي.

وبخصوص رد فعلها على خبر صفقة تبادل الأسرى، قالت في حديثها لـ "الدستور": "لم يكن خبرا سعيدا، لأنك تخرج من السجن بعد أن تضرر الكثيرون، سواء البيوت أو البشر، فلا يزال هناك الكثيرون تحت ركام البيوت، ولا يمكن انتشالهم (جثثهم)"، مؤكدة أن هناك العديد من الأسيرات الشابات داخل سجون الاحتلال يتعرضن يوميا للتعذيب المبرح بشكل متواصل، ولا سيما بعد اندلاع الحرب على غزة".

معتصم في حضن والدته جعابيص بعد تحريرها

هيئة شؤون الأسرى: الاحتلال يخترق صفقة التبادل الأخيرة ويلاحق الأسرى المحررين

"نحن في شؤون الأسرى والمحررين نعمل على كشف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون، وإبراز الانتهاكات التي يتعرضون لها، التي تتنافى مع جميع القواعد والقوانين الدولية"، هذا ما قاله المتحدث الإعلامي باسم الهيئة، ثائر شريتح، لـ "الدستور"، مؤكدًا أن عدد الأسرى الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر الماضي بلغ 5810 أسرى، منهم 355 طفلا، 35 صحفيا، و7 معتقلين ارتقوا شهداء داخل السجون خلال الفترة الراهنة.

وقال: "نجتهد في متابعة كل ما يحدث داخل السجون الإسرائيلية عن طريق فريق محامين من هيئة شؤون الأسرى، ونحاول التغلب على العقبات التي تحول دون زيارة الأهالي للأسرى"، وأشار إلى أن محامي الهيئةخالد محاجنة حاول منذ أيام قليلة زيارة أسرى سجن النقب، ولكنه فشل في ذلك بسبب حالة الطوارئ المصطنعة".

وأوضح أن الزيارة كانت للتأكد من حالة الأسرى، والاطلاع على ظروفهم الصحية والمعيشية داخل السجن ومتابعة قضاياهم القانونية، ولكن للأسف وبعد أن سافر لساعات وقبل أن يصل إلى السجن بدقائق قليلة تلقى اتصالا سلبيا ومزعجا من إدارة سجن النقب أبلغوه فيه بإلغاء الزيارة المخططة له لمقابلة الأسرى، والسبب حالة الطوارئ داخل السجن.

ثائر شريتح، المتحدث باسم هيئة  شؤون الأسرى والمحررين

واعتبر أن حالة الطوارئ المصطنعة هي طريقة عنصرية تهدف إلى منع المحامين من مقابلة الأسرى، والاستمرار في عزل الأسرى عن العالم الخارجي والاستحواذ عليهم، كما عبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررينعن قلقها من أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي وأجهزتها تنتهك شروط صفقات التبادل الأخيرة، التي تمت بوساطة دولية، وذلك بملاحقة الأسيرة المقدسية المحررةفدوى حمادة.

وذكر أن استدعاء الأسيرة حمادة جاء بزعم قاضي محكمة الاحتلال أنها ارتكبت ما سماه تجاوزات ضد إدارة وشرطة السجون خلال مدة اعتقالها، دون أن يعطي أي اعتبار لكونها أُفرج عنها في صفقة تبادل رسمية تمت تحت ضمانات دولية.

وأضاف أن ما حدث في ما يسمى محكمة الصلح التابعة لدولة الاحتلال في حيفا، هو انتهاك قانوني واضح لحق جميع الأسرى المفرج عنهم في صفقات التبادل، وهذا يدل على أن قضاياهم وملفاتهم لا تزل مفتوحة ومطروحة في محاكم الاحتلال.

الحياة في غزة أصبحت معدومة

الاحتلال والمستعمرين يرتكبون 12 ألف اعتداء في الضفة الغربية خلال 2023

الحرب الغاشمة لا تقتصر على قطاع غزة فقط، فقد أفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بأن العام الماضي شهد تصاعدا غير مسبوق في عدد وحدة الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته في الضفة الغربية، وقالت الهيئة في تقرير لها إنها رصدت 12161 حالة اعتداء خلال عام 2023، منها 5308 حالات وقعت بعد السابع من أكتوبر، ما يعني أن معدل الاعتداءات ارتفع بشكل كبير في الربع الأخير من العام.

وأشار التقرير إلى أن الاعتداءات التي نفذها جيش الاحتلال بلغت 9751 حالة، بينما بلغت الاعتداءات التي نفذها المستعمرون 2410 حالة، إضافة إلى 206 حالات تعاون بين الطرفين في الاعتداء على الفلسطينيين، وأكد أن هذه الاعتداءات أدت إلى استشهاد 22 فلسطينيًا على يد المستعمرين، من بينهم 10 استشهدوا بعد السابع من أكتوبر.

وحذرت الهيئة من أن الاحتلال يستغل الظروف الدولية والإقليمية، وخاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لتنفيذ مشاريع استيطانية واستعمارية في الضفة الغربية، تهدف إلى تغيير واقعها الجغرافي والديموغرافي والتاريخي، وأوضحت أن الاحتلال يمارس سياسات عنصرية وإجرامية ضد الفلسطينيين، مثل التهجير القسري والإعدامات الميدانية والتدمير الواسع للمنشآت والمرافق، بالإضافة إلى فرض نظام الفصل العنصري والحصار الشامل على الضفة الغربية، ما يشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.‬

غزة بعد 100 يوم على الحرب الغاشمة

 

"جميع الصور التعبيرية المُستخدمة في الملف تم توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي".