رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اهتمام الدولة بتحويلها إلى منطقة عالمية.. "شق الثعبان" في عيون الخبراء

مدينة شق الثعبان
مدينة شق الثعبان

تحظى منطقة شق الثعبان باهتمام كبير من الدولة وأجهزتها في إطار السعي إلى تنميتها وجعلها منطقة واعدة في مجال صناعة الرخام والجرانيت في الشرق الأوسط، وذلك بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويرى عدد من خبراء التنمية والاقتصاد أن مدينة "شق الثعبان" سيكون لها أهمية كبرى على المستوى الاقتصادي المصري، وستضع مصر في مكانة مميزة وسط الخريطة الاقتصادية العالمية، لأهميتها الكبرى. 

محمود السعيد: مصر غنية بالرخام والجرانيت وهذه ميزة لابد من استغلالها

ففي البداية أوضح الدكتور محمود السعيد عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة في حديثه لـ"الدستور"، أهمية مشروع تنمية منطقة شق الثعبان أنه على الدولة الاهتمام بفكرة توطين الصناعة بشكل عام وبمثل هذه الصناعات الهامة بشكل خاص مثل صناعة الرخام والجرانيت، وهو الأمر الذي يجعلها قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي وكذلك المنافسة العالمية، مشيرًا إلى أن ذلك لابد أن يتم من خلال التطور في هذه الصناعات ذات الطلب العالمي ووفق أعلى معايير الجودة لتحقيق هذه المنافسة وضمان استمراريتها.

وتابع محمود أن فكرة إنشاء مناطق صناعية مثل منطقة شق الثعبان يساعد على تحقق هذا الأمر كما أنه يجعل الدولة على دراية كاملة بكافة تفاصيل كافة الصناعات، وذلك من خلال الوعي بمدخلات ومخرجات الورش الصغيرة التي تعمل فيها، ويمكنها بذلك إحكام السيطرة عليها وفي الوقت نفسه مساعدتها على الإنتاج وتقديم كافة التسهيلات لها، وهو ما يكون له مردودًا هائلًا على هذه الصناعة، وبالتالي على اقتصاد الدولة.

ولفت السعيد إلى أن مصر دولة غنية بالرخام والجرانيت والذي يتوافر في جبالها العديدة، وتعتبر هذه ميزة اقتصادية كبيرة يجب استغلالها من خلال إقامة مثل هذه المدن الصناعية التي يقوم نشاطها على هذه المواد مشيدًا بإرادة الرئيس السيسي منذ بداية توليه الحكم على إنشاء العديد من المدن الصناعية مثل مدينة الروبيكي للجلود وغيرها من المدن التي كان لها أثرًا قويًا على الاقتصاد المصري.

أحمد أبو علي: "شق الثعبان" عانت العشوائية كثيرًا قبل الرئيس السيسي

الأمر نفسه أكده الخبير الاقتصادي أحمد أبو علي في حديثه لـ"الدستور" موضحًا أن منطقة "شق الثعبان" هي واحدة من أهم المناطق الرائدة في الشرق الأوسط في إنتاج الرخام والجرانيت مشيرًا إلى أنها كانت تعاني قبل تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي من العشوائية وتفتقد التنظيم مما كان يجعل من الصعب حصر كل مدخلاتها من عدد العاملين فيها، والوقوف عند مشكلاتهم.

 وأشار أبو علي في حديثه مع "الدستور" إلى أن العاملين في هذه المنطقة كانوا يعانوا الكثير من المشكلات نظرًا لعملهم حينها بعيدًا عن أعين الدولة وحمايتها، وهو ما كان يقع بسوء الأثر على كل من العمال والصناعة.

وتابع الخبير الاقتصادي أن العشوائية في هذه المنطقة أيضًا كانت عائقًا أمام الاستثمارات القوية في تلك المنطقة، وذلك لأن الاستثمار يحتاج إلى توافر قدر كاف من المعلومات حول الصناعة في المنطقة المستهدف الاستثمار فيها، كما  يحتاج إلى تقديم التسهيلات الكافية، وهو ما كان يتعذر في هذه المنطقة بسبب الطرق الصعبة والورش العشوائية وغيرها من العوائق التي كانت تعاني منها منطقة "شق الثعبان" تجعل من الصعب الاستثمار فيها.

وأكمل أنه على الرغم من هذه العشوائية التي عانت منها مصر كثيرًا في هذه الصناعة بشكل عام، وفي منطقة شق الثعبان التي تعتبر مصدرًا  لإنتاجها بشكل خاص إلا أن مصر استطاعت أن تصبح من الدول الأولى في الشرق الأوسط المصدرة للرخام والجرانيت، وهو الأمر الذي يبشّر بنتائج هائلة في حال تحقق تطور وتنمية هذه المنطقة، كما هو مخطط لها.

الحسين حسّان: كانت تعاني سوء المرافق لسنوات

ومن جانبه أكد الخبير التنموي الدكتور الحسين حسّان في حديثه لـ"الدستور" أن منطقة شق الثعبان هي من المناطق التي عانت التهميش والإهمال على مدار عصور طويلة، مشيرًا إلى أنه وبهذه التنمية التي توليها لها الدولة حاليًا فهي تعمل على إحيائها من جديد وتقدير أهميتها خاصة أنها منطقة تتميز بكبر المساحة وعمقها والذي يصل إلى خمسة كيلو متر.

وتابع "حسان" أنها تضم قوى عاملة لا تقل عن 50 ألف شخص يعمل بهذه الصناعة، كما تتضمن حوالي 300 مصنع، وهو ما يوضح مدى تأثيرها على الاقتصاد المصري.

في الوقت نفسه أكد استشاري التنمية المستدامة وتطوير العشوائيات على أن واحدة من أكثر المشكلات التي كانت تعاني منها منطقة شق الثعبان والتي أعاقت الكثير من أعمال التنمية فيها على مدار السنوات السابقة هي افتقارها إلى المرافق الأساسية وأولها مياه الصرف الصحي مما كان يجعلها بيئة غير آمنة لكافة أعمال التطويروالتنمية بل والعمل أيضًا.

وأكد خبير التنمية أن الدولة مهتمة بإقامة منطقة لوجيسيتية كاملة في هذه المنطقة، تتوافر بها كافة التسهيلات الكاملة من مناطق للشحن والتفريغ، وتحويلها إلى منطقة تجارية حية كاملة وجاذبة للمستثمرين المهتمين بهذا المجال ومن بينهم المستثمرين الصينين الذين يهتمون بهذا المجال بشكل ملحوظ.

وتابع أن الدولة تعمل على توجيه المحافظين ورؤساء الأحياء لمتابعة توصيل المرافق والخدمات في هذه المنطقة بالإضافة إلى إنشاء شبكة طرق تيسر نقل عربات الرخام من وإلى الورش مما يكون له أثره في تقليل التكلفة على المستهلك والمستثمر، وفي الوقت نفسه زيادة الدخل الناتج عن هذه الصناعة مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يدخل لمصر على أقل تقدير أكتر من مليار دولار سنويًا نتيجة أعمال التنمية بهذا المنطقة.

حسن مهدي: الدولة تسعى لتصنيع الرخام بدلًا من تصديره مادة خام  

ومن جانبه أوضح الدكتور حسن مهدي أستاذ النقل والطرق بجامعة عين شمس أن الدولة تعمل على تنمية البنية الأساسية لدفع مشروعات التنمية المستدامة في العديد من المناطق سواءًا كانت صناعية مثل منطقة  شق الثعبان وغيرها من المناطق أو المشروعات الزراعية مثل مشروع توشكى، أو مشروعات تخدم القطاع السياحي مثل طريق شرم الشيخ.

وأكد "مهدي" في حديثه مع "السدتور" أنه فيما يخص صناعة الرخام فقد اتخذت الدولة العديد من الخطوات للارتقاء بهذه الصناعة من بينها دخولها في شراكة مع العديد من الشركات الأجنبية لإنشاء مصانع للرخام بدلًا من تصديره كمادة خام وبالتالي تصديره بأسعار أكثر ارتفاعًا عن التصدير وهو في مادته الخام.

وتابع أن تنمية منطقة شق الثعبان يعد واحدًا من أهم الخطوات الأخرى التي اتخذتها الدولة للارتقاء بهذه الصناعة فهي ستوفر العديد من الماكينات والمعدات الحديثة التي تعمل على تصنيع الرخام مما يكون له أكبر الأثر في ارتفاع جودته وبالتالي ارتفاع منافسته في السوق الخارجية.

وأضاف أن متابعة رئيس الوزراء لمنطقة شق الثعبان هي دليلًا قويًا ورسالة من الدولة على اهتمامها بهذه المنطقة وتنميتها وهو ما يبشّر بمستقبل متطور لهذه المنطقة لافتًا إلى أن أي منطقة تتوجه إليها الدولة بالاهتمام فإنها تحل كافة المشكلات بها جذريًا.

كما لفت إلى الفارق الكبير الذي حدث بها حتى الأن على الرغم من أن أعمال التطوير بها لم تنتتهي بعد، موضحًا أن منطقة  شق الثعبان كانت تعاني من أوضاع غير آدمية للعمل وذلك من عدم وجود مرافق ومشكلات بالطرق تعيق تحرك عربات الرخام مما كان يتسبب في العديد من المشكلات التي تهدد هذه الصناعة.