رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحتفل بذكرى القديس إدوارد المعترف ملك إنجلترا

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية، بذكرى القديس إدوارد المعترف ملك إنجلترا، وبهذه المناسبة طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها: ولد إدوارد عام 1004م بمدينة إسليب- أكسفورد في إنجلترا، وعكف منذ نعومة أظفاره على التقوى والعبادة وخوف الله. وتبين منذ حينئذ أن الله قد اصطفاه ليكون ناصرًا ومحاميًا لبلاده ومنقذًا لها من البؤس والشقاء.

صفاته

 كان إدوارد هادئ الطبع عاقلًا حليمًا وديعًا متدينًا يكثر من التردد إلى الكنائس ومخالطة الإكليروس. وكان الدانيون أعني أهل الدنمارك في تلك الأيام قد غزوا بلاد الإنكليز وضبطوها وهدموا كنائسها وأديرتها. وقتلوا كهنتها ورهبانها. وأفسدوا جميع ما فيها من الدينيات والدنيويات وخربوها وبقيت تلك البلاد مدة واقعة تحت هذه البلايا. وذات يوم بينما كان أسقف المدينة يصلى بخشوع طالبا من الله أن يمن عليهم بالسلام.

رأى القديس بطرس قدامه إدوارد وعليه حلة الملك وهو يضحك مبتسمًا. فأقبل القديس بطرس ومسح إدوارد ملكًا وأودعه وصايا جليلة نفيسة. وقال له بأنه مزمع أن يصير ملكًا لخير أمته. ثم اضطربت أحوال بلاد الإنكليز وساءت أمورها وأفضت إلى قتل الملك إيمنـد أخو إدوارد فجعل إدوارد حينئذ يطلب إلى الله ويستمد منه الرحمة لتلك المملكة وأهاليها وأن ينجيهم من يد الأعداء. واستشفع بالقديس بطرس.

 ونذر أن يحج إلى قبره في روما إن بلغ أربه فاستجاب الله دعاء إدوارد. وعما قليل طرد الدانيون من تلك البلاد. واستراحت المملكة من بغيهم ومساوئهم. ثم بويع إدوارد بالملك ففرح به جميع الناس ونهض إدوارد وأزال بأنوار فضائله الساطعة تلك الظلمات المكتنفة بها تلك البلاد من كل ناحية. 

وجعل يحمل الناس بعلمه وقوله على الصلاح والمعروف، كان متواضعًا مع الكهنة وديعًا مع الرعية رحومًا مع الفقراء والمحتاجين. وملجأ للمظلومين وناصرًا للأرامل وأبًا للأيتام. وفى قليل من الزمان عاد السلام والراحة والأمان فى المملكة، ثم ألحت عليه الأمة بأن يتزوج لكى يخلد للمملكة بذريته النجاح والأقبال. فوقع إدوارد فى حيرة عظيمة. 

وذلك لأنه كان قد نذر فى قلبه أن يبقى بتولًا. فجعل يتفكر ويتأمل فى الأمر ويكثر الصلوات طالبًا الرشد من الله. وأخيرًا تزوج بأوديثـة ابنه غـودوين أحد شرفاء المملكة. وقصد بذلك إرضاء الأمة واستمالتها إليه لمجد الله ولخير البلاد. ولكنه أعلم قرينته بنذره. وطلب إليها أن توافقه على حفظ البتولية فرضيت. فلبثا على الدوام متمسكين بالعفة. وجازاهما الله عن ذلك بأفضل النعم. وزادهما نجاحًا وإقبالًا. من جملتها أن الدانيين ولو أنهم كانوا قد طردوا ونفوا من بلاد الإنكليز. أغاروا بعد ذلك عليها ثانية، لكنهم بادوا قاطبة في البحر. 

ثم قصد الملك أن يحج بمقتضى نذره إلى روما ودعا عظماء المملكة ووزراءها وخاطبهم فى ذلك. ثم كتب إلى البابا أيضًا. واستشاره فى هذا الأمر. لأنه كان يخاف على المملكة فى حين غيابه. فكتب إليه البابا بأن يبقى فى المملكة. وفسح له هذا النذر لأجل خير الأمة. وجزم عليه بدل ذلك أن يوزع نفقات السفر على الفقراء ويقيم ديرًا على اسم القديس بطرس. وأيد له الرب ذلك بواسطة وحي أيضًا. فشيد الدير بمدينة لندن. واتخذ مقبرة لملوك الأنكليز منذ ذلك اليوم. 

ومن الله على الملك إدوارد بكرامات كثيرة فى حياته وبعد مماته. وحضر بين يديه يومًا أحد الإيرلنديين وهو لا يطيق المشي. فقال له قد طلبت من القديس بطرس ست مرات أن يشفينى. فأشار إلي بأن آتيـك واستشفعك لذلك. فشفاه الملك، وكان له إكرام خاص للقديس بطرس الرسول ومار يوحنا وينال منهما المواهب العظيمة. ثم وقع مريضًا وبقى يومين غائبًا عن حسه. ورقد فى الرب فى  يناير عام 1066م. وقد ملك ثلاثا وعشرين سنة. وجرت من بعد موته كرامات عظيمة وآيات باهرة سماوية. وفتح قبره بعد ست وثلاثين سنة، فوجد جسده صحيحًا سالمًا من الفساد. وأعلن قداسته البابا إسكندر الثالث يوم 7 فبراير عام 1161م.