"المصرى للدراسات": قمة العقبة تسلسل طبيعى للتنسيق الثلاثى بين مصر والأردن وفلسطين

أصدر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، ورقة حول القمة المصرية الأردنية الفلسطينية في العقبة، اليوم الأربعاء، أكد فيها حرص القاهرة على عقد لقاءات ثلاثية مع البلدين للتباحث والتشاور حول تطورات القضية الفلسطينية، سواء الطارئ منها أو ما يتعلق بمسار التسوية السلمية وكيفية تنسيق الرؤى والمواقف للتعامل مع التحديات القائمة حيال هذه القضية بشكل عام، لافتًا إلى أن عقد هذه القمم على فترات متقاربة يهدف لإعطاء الزخم المطلوب للقضية، مع الحرص على أن تكون دائمًا في دائرة الضوء، وأن تحظى بالاهتمام الإقليمي والدولي.

وذكر المركز أن هذه القمة الثلاثية في مدينة العقبة والتي جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني والرئيس الفلسطيني، تأتي في إطار الحرص على توثيق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين مصر والأردن وفلسطين، وانطلاقًا من الإرادة المشتركة لتكثيف مستوى التنسيق المستمر بين الدول الثلاث إزاء المستجدات والتحديات القائمة، في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة.

واستعرض المركز القمم السابقة التي عقدتها مصر في هذا الإطار الثلاثي، خلال العام الماضي، والتي كان أولها في يناير 2023، والتي جرى خلالها التأكيد على ضرورة الحفاظ على الحقوق الفلسطينية المشروعة، واستمرار الجهود المشتركة لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم على أساس حل الدولتين، كما تم التشديد على الدعم الكامل لجهود الرئيس الفلسطيني في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به القضية الفلسطينية وسط تحديات إقليمية ودولية متزايدة.

وأكد ضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة وتكاتف الجهود لإيجاد أفق سياسي حقيقي يعيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مع ضرورة وجود الأفق السياسي الواعي لخطورة تداعيات الأمر على الأمن والاستقرار.

وأشار المركز إلى أن مدينة العلمين استضافت القمة الثانية في أغسطس الماضي، بعد اجتماع بحضور الرئيس الفلسطيني وفصائل المقاومة لبحث إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني واستعادة الوحدة الوطنية.

وأوضح أن أهمية هذه القمم الثلاثية تؤتي ثمارها خلال أوقات الأزمات، مثل الضربات الإسرائيلية للقطاع في أغسطس 2021، حيث انعقدت الشهر التالي قمة ثلاثية احتضنتها القاهرة استهدفت تنسيق المواقف قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وشدد المركز على أن القمة الأخيرة في العقبة تمثل أهمية كبيرة، نظرًا لتزامنها مع الظروف الراهنة من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يسعى القادة الثلاثة إلى تنسيق مواقفهم حيال التطورات الأخيرة في القطاع، والتأكيد على المواقف السابقة من القضية الفلسطينية، وعلى الموقف الراهن برفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية.