رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.. قادة الكنائس يوجهون رسائل مهمة

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى والرئيس السيسى

انطلقت في السابعة مساء أمس السبت احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد المجيد، فيسمى الأقباط الأرثوذكس احتفال عيد الميلاد المجيد بـ"قداس العيد".

 

وترأس البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، صلوات قداس عيد الميلاد، مساء أمس السبت، وسط أجواء من الفرحة والبهجة فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، بمشاركة واسعة من كبار رجال الدولة والنواب والمسئولين، وحضور للرئيس عبدالفتاح السيسى، لتقديم التهنئة.

 

ودقت أجراس كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الإدارية الجديدة، السابعة مساء السبت لتعلن بدء الاحتفال بعيد الميلاد، وتقدم البابا تواضروس الثانى موكب الشمامسة، الذى يقوده الأرشيدياكون إبراهيم عياد، كبير شمامسة الكاتدرائية، على أنغام ألحان العيد.

واستقبل شعب الكنيسة البابا تواضروس بالزغاريد والورود خلال دخوله الكاتدرائية مصطحبا موكب شمامسة الكاتدرائية وعددًا من اساقفة الكنيسة المشاركين البابا في قداس العيد.

 

وبالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد المجيد، وجه عددا من قادة الكنائس رسائل تهنئة

الأنبا باخوم النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك: "ما نراه وما لا نراه"

قال الأنبا باخوم النائب البطريركي للأقباط الكاثوليك، إن عيد الميلاد يُظهر لنا ما هو في المعتاد غير مرئي: الصراعات قد تطفئ بالتوافق، الأسلحة قد تحل محلها المغفرة، مكان الأنانية والمصالح الشخصية يحل محلها التضامن والأخوة، فلكي نرى عالم مختلف، ورؤية للأحداث مختلفة، نحن في احتياج للميلاد. 

وأضاف: "لكن السؤال هو: هل ما زالت البشرية في عصرنا تنتظر هذا الميلاد؟ أم أنها استكفت بأمور عديدة؟ الكثيرين يعتبرون الله خارج اهتماماتهم، ومن الواضح أنهم لا يحتاجون إليه؛ يحيون كما لو أنه غير موجود. وحتى بين المؤمنين فالبعض يسمحون لأنفسهم بالانجذاب إلى وهم مغري، طرق سريعة وأسهل للحصول على السعادة. 

وتابع: “غريب بالرغم من هذا التناقض،إلا وأن الكل ينتظر حل، الكل ينتظر حضور شخصي مختلف يغير الأحداث: الكل ينتظر مخلص، دون وعي أحيانًا، ليجدد مجتمعنا وعالمنا. الكل يبحث عن بطل، يضع عليه آماله وأحلامه”.

وواصل: “ها هو الميلاد، سر حب الله الذي يأخذ جسدا وبدون تدخل رجل من فتاة صغيرة، من بنت الناصرة تولد المعجزة. به الله يظهر حبه ورحمته ورغبته في تغيير العالم، يظهر مخلصا، ويصبح الله الذي معنا، ويبقى هيردوس الملك الذي يخاف على ملكه ويخشى من أن يملك هو عليه، فيرتعب ويقرر قتل الأطفال، قتل الرجاء. ويبقى الرعاة والمجوس منتظرين بروحانية صلاة ويقظة".

واستطرد: ها هو موضع الميلاد أينما لا نتوقع، هناك يولد في الذين يعانون من صعوبات أو يعانون جسديًا وروحيًا، المهمشين، الأضعف. هناك ينتظرنا الميلاد، فلنذهب إليه ونرى وجه الخلاص....نرى طفل  قادر أن يجمعنا".

وأوضح أن  زيارة الرئيس السيسي لتقديم التهنئة بعيد الميلاد المجيد أصبحت عادة وتقليد وكم هو جميل أن تظهر هذه الأخوة والمحبة والتضامن على أن الشعب المصري ظل وسيكون نسيجًا واحدًا يتنفس برئيتين مسيحية ومسلمة.

 

أما  القس رفعت فكري سعيد رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بسنودس النيل الإنجيلي، الأمين المشارك بمجلس كنائس الشرق الأوسط وجه رسالة العيد والتي جاءت تحت عنوان "المسيح رئيس السلام"، وجاء فيها

“جاء السيد المسيح إلى عالم كان العنف فيه وسيلة سياسية عادية للوصول إلى الأهداف ولقد شهد القرن الأول في فلسطين مهد السيد المسيح الكثير من العنف ولكنه رفض استخدام أسلوب العنف بكل أشكاله فقد تبعته جماهير كثيرة ومع أنه لم يكن محبوبًا من أصحاب السلطة إلا أنه كان محبوبًا من رجل الشارع ولو طلب المسيح من الجموع أن يتوجهوا إلى المعسكرات الرومانية في أورشليم لمحاربتها لما ترددوا في أن يطيعوه ولكنه اختار طريق السلام”.

وأضاف: “فهو لم يجد في العنف طريقه لتغيير قلوب الناس إننا نستطيع أن نغير الحدود الجغرافية بالعنف ويمكن أن نحصل على السلطة السياسية بالعنف ويمكن أن نأخذ مالًا بالعنف ولكن العنف لا يمكن أن يكسب ولاء القلوب وهذا ما جاء المسيح ليفعله فهو جاء ليملك على قلوب الناس ولما كان ملكوت الله روحيًا وليس جغرافيًا  فلم تكن هناك دوافع للحروب لأن المحبة الحقيقية لا تجبر أحدًا على شيء ولو أن هناك وقتًا كان العنف لازمًا فيه لكان ذلك وقت إلقاء القبض على المسيح فقد جاءت جماعة كبيرة بسيوف وعصي فاستل بطرس مقدام التلاميذ سيفه ليواجه الجماعة المعادية وأراد أن يرد الإرهاب بالإرهاب فضرب عبد رئيس الكهنة وقطع أذنه وكان هذا رد فعل طبيعيًا من تلميذ يريد أن يدافع عن معلمه”.
 

وواصل: “ولكن المسيح لم يقبل هذا التصرف وقال لبطرس رد سيفك إلى مكانه لأن الذين يأخذون بالسيف فبالسيف أيضا يهلكون  ولازالت تلك الكلمات العظيمة الخالدة يتردد صداها عبر العصوروالأزمنة فالعنف يجر المزيد من العنف والتاريخ يقول لنا أن حلول العنف لم تكن أبدًا نهاية المشكلات إن سبيل المسيح هو سبيل السلام الذي يأسر قلوب البشر وعقولهم بالمحبة إن السيد المسيح هو باعث كل رجاء وهو مصدر كل سلام لقد جاء إلى عالمنا ولم يعلن حربًا ولم يشكل جيشًا ولكنه حارب الظلم والفساد والشر والخطيئة لم يحمل سيفًا ولا عصا ولكن بمحبته ورحمته صار ملكًا على قلوب البشر لم يركب جوادًاَ ولم يرفع سيفًا ولا حتى صوتًا لقد كان سيفه الوداعة ورمحه المحبة وسلطانه سلطان الغفران والتسامح  لم يفتح مدينة ولكنه فتح أعين العميان وآذان الصم”.

 

 

واستكمل: “كما فتح أبواب الأمل أمام البائسين واليائسين والساقطين لم يثر مشاعر البغضة  ولم يحرض أحدًا على أحد لكنه حرض الجميع على الحب والتآخي والعطاء والغفران بلا حدود لذا قال عنه نابليون بونابرت إن الأسكندر الأكبر وأنا أقمنا الإمبراطوريات بقدرة وعبقرية وأسسناها على القوة والسلاح أما المسيح فقد أقام إمبراطوريته وأسسها على الحب”.

 

وتابع: “حقًا إن المسيح هو صانع السلام الأعظم فهو عاش عمليًا ما علمه نظريا وهو الذي طبق كل ما قدمه للناس من تعاليم ولم تختلف أعماله عن أقواله لقد كان السلام هو الركيزة الأساسية في كل حياته وتعاليمه فهو لم يدرب جنديًا ولم يطلق مدفعًا ولم يعلم أتباعه أن يحملوا سلاحًا أو سيفًا إنه رئيس السلام وهو وحده صاحب الحق في أن يقول طوبى لصانعي السلام”.

 

وحول  زيارة الرئيس السيسي لتقديم التهنئة بعيد الميلاد قال إنها تعتبر خطوة غير مسبوقة في أي عهد من العهود السابقة والحقيقة أن المسيحيين يظلوا ويكونوا مبسوطين بزيارته إلى الكاتدرائية وتقديم التهنئة بالإضافة إلى أن الشعب يظل منتظرًا تصريحاته وكلمته داخل الكاتدرائية ففي كل الزيارات السابقة أكد الرئيس السيسي على المواطنة وأن الكنيسة بيت من بيوت الله.

 

 

 كما أكد على ضرورة التنوع والتعددية واهتمامه بالمواطنة والمساواة بين جميع المواطنين وأنه لا يوجد تفرقة بين إنسان وآخر على حساب الدين والعقيدة، مؤكدًا أن السنوات الماضية كان يطلق الرئيس السيسي رسائل مهمة من داخل الكاتدرائية بالإضافة إلى اعتزازه وتقديره لقداسة البابا تواضروس الثاني وبالحقيقة أن زيارة الرئيس السيسي إلى الكاتدرائية زيارة مهمة والمسيحيين يتطلعون إلى زيارته وإلى الرسائل المهمة.