رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وول ستريت جورنال: الفيدرالى الأمريكى فى حالة عدم يقين حيال خفض سعر الفائدة

الفيدرالي الأمريكي
الفيدرالي الأمريكي

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن حالة من عدم اليقين لدى مسئولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي في الولايات المتحدة) حول موعد خفض سعر الفائدة.

وأشارت الصحيفة إلى محضر الاجتماع الذي انعقد يومي 12 و13 ديسمبر الماضي، والذي أظهر زيادة في عدم اليقين بآليات التحرك بعد السياسات النقدية التي ستعقب أسرع عملية زيادات لأسعار الفائدة خلال أربعة عقود.

وذكرت أن بعض صناع السياسات عبَّروا عن عدم ارتياحهم بشأن ترك أسعار الفائدة مرتفعة للغاية لفترة طويلة، وأشاروا إلى المخاطر السلبية التي يتعرض لها الاقتصاد، والتي قد ترتبط بموقف تقييدي مفرط، مضيفة أن "الظروف قد تبرر إبقاء المعدل المستهدف عند قيمته الحالية لفترة أطول مما كانوا متوقعين حاليًا".

ووفقًا لمحضر الاجتماع، قال توم باركين رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إن ذلك قد يكون ضروريًا إذا استقر التضخم أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 بالمئة.

وذكرت الصحيفة أن المحضر أشار إلى زيادة الارتياح بأن زيادات أسعار الفائدة التي أقرها الاحتياطي الفيدرالي تعمل، ولم يتم تضمين الإشارات إلى التضخم "المرتفع بشكل غير مقبول" الذي ظهر في المحاضر السابقة في الحساب الأخير.

وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة قد تحسنت في الأشهر الأخيرة بسبب تباطؤ التضخم ونمو الأجور، مضيفة أن هذا من شأنه أن يمنح الاحتياطي الفيدرالي مساحة أكبر لخفض أسعار الفائدة بسرعة.

من جانبها، ذكرت وكالة "بلومبيرج" أن صناع السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي اتفقوا في اجتماعهم الأخير على أنه سيكون من المناسب الحفاظ على موقف تقييدي لبعض الوقت فيما يتعلق بالسياسة النقدية حتى يتحرك التضخم بشكل واضح نحو الانخفاض بشكل مستدام، مع الإقرار بأنهم ربما بلغوا ذروة أسعار الفائدة، وأنهم اعتبارًا من العام الحالي 2024 سيتم التخفيض.

وأردفت "بلومبيرج"، نقلًا عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية، أنه كانت هناك زيادة في التفاؤل بين المشاركين في الاجتماع حول مسار التضخم، وأشار المحضر إلى أن هناك "تقدمًا واضحًا".

وشدد المحضر على أن اللجنة عبَّرت عن استعدادها لخفض سعر الإقراض القياسي في العام الجاري 2024 إذا استمر هذا الاتجاه، على الرغم من أن توقيت مثل هذه الخطوة لا يزال غير مؤكد.

وذكرت "بلومبيرج" أن التوقعات الفصلية (توقعات كل 3 أشهر) تشير ضمنًا إلى ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في العام الجاري 2024، أو حوالي 75 نقطة أساس من التخفيضات، مضيفة أن التوقعات المحدثة، مقترنة بتعليقات جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي عقب الاجتماع، أشعلت ارتفاعًا في الأسهم والسندات، مما أدى إلى تيسير أوسع نطاقًا في الظروف المالية.

وحول ذلك ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن المحضر يشير إلى أن المسئولين قد يشعرون بالتوتر إذا ارتفعت الأسواق أكثر من اللازم من خلال تخفيف الظروف المالية بطريقة قد تجعل من الصعب إبطاء الاقتصاد والحفاظ على انخفاض التضخم.

وصوت المشاركون في الاجتماع بالإجماع على إبقاء سعر الإقراض القياسي ثابتًا في نطاق يتراوح بين 5.25 بالمئة إلى 5.5 بالمئة للمرة الثالثة على التوالي.

وذكرت "بلومبيرج" أنه بينما ترك بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الباب مفتوحًا لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، أشارت توقعات المسئولين إلى نهاية دورة التشديد في السياسة النقدية.

وأوضحت "بلومبيرج" أن التوقعات الفردية للمسئولين بشأن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في نهاية عام 2024 تباينت بصورة واسعة، حيث إن ثمانية مسئولين توقعوا تخفيضين بمقدار ربع نقطة مئوية أو أقل، في حين توقع 11 مسئولًا ثلاثة تخفيضات أو أكثر.

وجاء في المحضر أن "المشاركين بشكل عام ينظرون إلى درجة عالية من عدم اليقين المحيط بالتوقعات الاقتصادية".

ولفتت "بلومبيرج" إلى أن تعديلًا في بيان الاحتياطي الفيدرالي بعد الاجتماع سلط الضوء على التحول في اللهجة، حيث أشار المسئولون إلى أنهم سيراقبون مجموعة من البيانات والتطورات لمعرفة ما إذا كان "أي" تثبيت إضافي للسياسة مناسبًا.

وأشارت إلى أن أسواق العقود الآجلة تتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ست مرات هذا العام، بدءًا بتخفيض مرجح بمقدار ربع نقطة في مارس، مضيفة أنه ومع ذلك فقد عارض العديد من مسئولي الاحتياطي الفيدرالي التوقعات بشأن تحرك وشيك في السياسة.

وذكرت أن المشاركين في الاجتماع أشاروا إلى قراءات التضخم لستة أشهر، فضلًا عن تزايد علامات الطلب والعرض على تحقيق توازن أفضل.

وبدوره، قال جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، إنه من السابق لأوانه إعلان الانتصار على التضخم، على الرغم من إقراره بمناقشة مسألة متى يجب البدء في "التراجع" عن سياسة التشديد التي ينتهجها البنك المركزي في الولايات المتحدة.

من جانبها، ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أمس، أن محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي لشهر ديسمبر فشل في التخلص من الفوضى التي تسيطر على الأسواق المالية، حيث أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية على انخفاض في ثاني جلسات التداول في العام الجديد وسط عمليات بيع لجني الأرباح بعد ختام قوي لعام 2023.

وأضافت أن المستثمرين ترقبوا صدور المحضر، بالإضافة لبيانات الوظائف الأمريكية بحثًا عن المزيد من الوضوح بشأن أي تخفيضات محتملة لأسعار الفائدة.

يشير محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن رفع أسعار الفائدة قد انتهى، لكنه لا يقدم جدولًا زمنيًا للتخفيضات.