رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى سودانى لـ"الدستور": استمرار التصعيد فى السودان ينذر بحرب أهلية 

محمد الاسباط السياسي
محمد الاسباط السياسي السوداني

أكد الكاتب والسياسي السوداني محمد الأسباط، أنه من المتوقع استمرار التصعيد في السودان ما ينذر بذهاب الدولة إلى سيناريو الحرب الأهلية، في ظل إصرار قوات الدعم السريع، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، على دخول مناطق جديدة بعد دخولها إلى ولاية الجزيرة والسيطرة على مدينة "ود مدني".

وأوضح محمد الأسباط، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن الاشتباكات لم تتوقف في الخرطوم أو دارفور، بعد فشل الاجتماع، الذي كان مخطط له في 28 ديسمبر 2023، بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقائد الدعم السريع حميدتي.

سبب فشل لقاء البرهان وحميدتى فى جيبوتى

وقال محمد الأسباط إنه بعد ظهور حميدتي في جولة إفريقية، تصاعدت حدة الصراع في الخرطوم ودارفور. وبالنسبة للخرطوم، حاول الجيش استعادة المواقع التي استولت عليها قوات الدعم السريع. أما في دارفور، فقد تمت السيطرة الكاملة من قبل قوات الدعم السريع. وقد حاول الجيش أن يخرج الدعم السريع، لكنه واجه خسائر موجعة. لذا، من المتوقع أن تستمر هذه الصراعات بعد فشل الطرفين في التوصل إلى تفاوض.

وأوضح محمد الأسباط، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السبب الرئيسي الذي أفشل لقاء البرهان وحميدتي، يوم الخميس الماضي، هو أن حميدتي كان يروج بأن له مكاسب على الأرض ويريد أن يحقق المزيد من المكاسب قبل الوصول إلى إطار التفاوض وإضافة المزيد من الأهداف على الطاولة.

وتابع قائلاً: "لذا فإن فشل اللقاء بالتأكيد سيؤدي إلى مزيد من التصعيد، خصوصًا كما هو واضح بعد الاستيلاء على ولاية الجزيرة، والآن يقود اشتباكات مختلفة في ولاية سنار. كما أن هناك حديثا حول استعدادات لدخول بعض الولايات الأخرى، ومن المتوقع أن تنطلق قوات النيل الأبيض على سبيل المثال. وبالتأكيد سيحاول قادة الدعم السريع تحقيق انتصارات، لأنه من المتوقع تمددهم إلى ولاية شمال كردفان".

خريطة انتشار الصراع فى السودان بعد "ود مدنى"

وأشار السياسي السوداني إلى أنه من المتوقع أن تمتد العمليات العسكرية إلى مناطق أخرى، وحتى تحقق قوات الدعم السريع مكاسب على الأرض لتكون أوراق ضغط يستعين بها في المفاوضات. وطبعًا، بكل أسف، يسرّع استمرار التصعيد من توقعات الانزلاق إلى الحرب الأهلية في السودان. وهذا الأمر بدأ الآن وأصبح واضحًا من خلال نشاط وإطلاق السوشيال ميديا خطاب الكراهية والتمييز، وأيضًا من خلال خطابات يطلقها المؤثرون والفاعلون، بالإضافة إلى دعوات لطرد مواطنين من غرب السودان من بعض ولايات الوسط والشمال، وكذلك التقارير التي تحدثت عن تعذيب وإعدام بعض أبناء غرب السودان في ولاية الجزيرة.

وأكد الكاتب السوداني أن المؤشرات الأولية لانزلاق البلد إلى حرب أهلية تتضح من خلال بعض الممارسات التي تمت خلال بعض المعارك الحربية في ولايات مختلفة في السودان، خصوصًا في الخرطوم وولاية الجزيرة. ويأتي ذلك في إطار تسليح المواطنين تحت مظلة مواجهة الدعم السريع. ومع ذلك، فإن التحشيد الذي يتمدد حاليًا، والخطاب المعلن، سواء رسميًا أو غير رسمي، ووسائل التواصل الاجتماعي، هى دعوة لتسليح عناصر تمييزية. ومن المؤكد أن التمييز والكراهية سيواجهان القوى الأخرى بشكل خاص، وبعد ذلك يمكن أن يدخل السودان بلا شك نحو الحرب الأهلية.