رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين.. كيف يمر هذا العام وسط حرب غزة؟

جريدة الدستور

منذ السابع من أكتوبر الماضي، يمرّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بمرحلة فاصلة وربما تعتبر الأخطر منذ حرب 1948، بسبب التصعيد العنيف الذي شنه الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية "حماس"، ضد الكيان الصهيوني.

وأدت هجمات الاحتلال إلى استشهاد 15 ألفًا و20 ألف مصاب، ما خلَّف أزمة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة؛ بسبب الإجراءات الإسرائيلية في الضفة والقدس.

وأصدر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، تقريرًا في اليوم الوطني الفلسطيني، يؤكد أن ما فعلته إسرائيل ولَّد ردود أفعال غاضبة على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية وأدى إلى التعاطف الكبير مع القضية الفلسطينية وزيادة الاهتمام بها، وصبَّ في مصلحة القضية، حيث زاد من أهميتها والتعاطي الإيجابي معها.

 ومع الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي يو افق 29 نوفمبر من كل عام، والذي يعد خطوة مهمة تؤكد أن الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة ويجب على العالم أجمع أن يتضامن معه من أجل الحصول على حقوقه المشروعة.

التضامن وحده لا يكفي 

لم يعُد التضامن وحده كافيًا، حيث إنه من الضروري أن يتحول هذا التضامن من مجرد احتفال وذكرى إلى حقيقة مؤكدة على الأرض، من خلال التحرك الدولي الجاد لوضع مقررات الشرعية الدولية موضع التنفيذ.

تأتي على رأس تلك التحركات ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما تتحرك نحوه الدولة المصرية وهي تحتفل بهذا اليوم العالمي تتحرك بفاعلية وإيجابية من أجل تخفيف المعاناة التي يعاني منها السكان الفلسطينيون في قطاع غزة.

وتتجه تحركات الدولة المصرية حول ضرورة إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح البري الذي لم يغلق مطلقًا، إضافة إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، والعمل على تمديد الهدنة الإنسانية في غزة تمهيدًا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

كما تتحرك القيادة السياسية المصرية خلال هذه المرحلة ليس فقط من أجل تجاوز الأحداث المأساوية في غزة، وإنما أيضًا بهدف وضع الأسس اللازمة للتوصل إلى رؤية شاملة، تؤدى في النهاية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي بدونها لن يكون هناك استقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وأصبح من الضروري الآن أن يتم استثمار هذا الاحتفال والتحرك بفاعلية من أجل استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، على أمل أن يأتي الاحتفال القادم باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتكون إقامة الدولة الفلسطينية ليست مجرد آمالًا ننشدها بل واقعا نراه ماثلًا أمامنا.

متى بدأ الاحتفال؟

في العام 1979 بدأ الاحتفال الأول باليوم الوطني الفلسطيني، حين تم اعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 نوفمبر وذلك للاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد لما ينطوي عليه من معان ودلالات بالنسبة للشعب الفلسطيني.

ومن بينها أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت في نفس هذا التاريخ في عام 1947 قرار تقسيم فلسطين والذي يُعرف باسم خطة تقسيم فلسطين أو قرار رقم 181، ويقضي بإنشاء دولتين على أرض فلسطين دولة عربية وأخرى يهودية.

ثم جاء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الفرصة للفت انتباه المجتمع الدولي على حقيقة أن القضية الفلسطينية لا تزال عالقة حتى يومنا هذا، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه غير القابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة.

ومنذ ذلك التاريخ، وتقوم الحكومات العربية والمجتمع المدني بأنشطة شتى احتفالًا باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتشمل هذه الأنشطة، فيما تشمل إصدار رسائل خاصة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني، وتنظيم عقد الاجتماعات، وتوزيع المطبوعات وغيرها من المواد الإعلامية، وعرض الأفلام.

حتى الأمم المتحدة نفسها تقوم بالاحتفال من خلال انعقاد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف جلسة خاصة سنويًا احتفالًا باليوم الدولي للتضامن.

ويحضرها عدد من الشخصيات العامة منها الأمين العام ورئيس الجمعية العامة ورئيس مجلس الأمن، وممثلو هيئات الأمم المتحدة ذات الصلة، والمنظمات الحكومية الدولية.

وتلقي تلك الشخصيات كلمة منها رسالة من رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية. وتدعى المنظمات غير الحكومية إلى الحضور كما يُدلي بكلمة في الجلسة المتحدث باسم المجتمع الدولي.

احتفالات 2023 باليوم التضامني

ويأتي اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين هذا العام وسط حرب قوية، حيث  أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عن فعاليات الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لعام 2023 من خلال تنظيم معرض بعنوان "فلسطين: أرض وشعب في 29 نوفمبر 2023 وسيظل معروضا في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في ردهة الزوار في نيويورك حتى 8 يناير 2023.

ويجسد المعرض إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية كحدث مؤلم وقع خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، عندما تم طرد وتهجير أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من منازلهم أو فروا منها ليصبحوا لاجئين.

كما أن المعرض يشمل المعرض صورًا ومقاطع فيديو وأعمالا فنية تصور حلقات مختلفة من الرحلة الفلسطينية قبل وأثناء وبعد النكبة، وهو بمثابة تذكير بأن ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني ما زالوا لاجئين حتى يومنا هذا، وهم منتشرون في جميع أنحاء المنطقة. 

كما توثق تلك الصور تعرض مئات الآلاف من هؤلاء اللاجئين لتهجير قسري إضافي، وقتل الآلاف منهم، خلال حرب غزة عام 2023، وسط وضع وصفه الأمين العام بـ "الكارثة الإنسانية"، وتخصيص وسم Palestine Day ليتفاعل معه المشاركون من كافة أنحاء العالم على منصات التواصل الاجتماعي.