رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب غزة.. هل سيستأنف القتال بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار؟

غزة التي دمرها الاحتلال
غزة التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي

بينما ينتظر العالم دخول اتفاق الهدنة "وقف إطلاق النار المؤقت" في غزة، حيز التنفيذ غدا الخميس في الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، يتبادر إلى الأذهان تساؤلات تطلب تفسيرًا أو توضيحًا مثل: هل سيستأنف القتال بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار؟ وما الفائدة من الاتفاق إذا كان سيتجدد القتال مجددًا؟ وما أهمية المحتجزين الإسرائيليين الـ 240 مقابل آلاف الأروح التي سقطت في غزة منذ اندلاع القتال؟

في السطور القادمة تجيب "الدستور" على هذه التساؤلات في محاولة منها لتوضيح المشهد وفق تطورات الأحداث، ولكن قبل الإجابة على سؤال هل سيتجدد القتال، من المهم معرفة لماذا وافقت إسرائيل على الإتفاق؟ خاصة أنها تعهدت سابقًا بالقضاء على حماس.

 

 

لماذا تم التوصل إلى اتفاق الآن؟

تعرضت الحكومة الإسرائيلية لضغوط شديدة في الداخل لإحراز تقدم في إعادة المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، وشنت عائلاتهم حملة رفيعة المستوى تحت عنوان "أعيدوهم إلى الوطن"، واجتمعت بأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية مساء الإثنين، مطالبين بعودة أبنائهم فقط.. ودون الدخول في تفاصيل سياسية أو عسكرية  مع الحكومة الإسرائيلية فالأسر تريد فقط عودة الأبناء.  

فيما تزايدت الضغوط الدولية علي حكومة الإسرائيلية ردًا على الوضع الإنساني اليائس المتزايد في غزة، حيث تسبب القصف العسكري للاحتلال الإسرائيلي الذي أعقبه الغزو البري في السابع من أكتوبر الماضي حدوث أزمة مدنية؛ فهناك نقص شديد في الغذاء والمياه والوقود والأدوية، وتم تهجير 1.7 مليون شخص من أصل 2.3 مليون شخص، وفضلًا عن تدمير البنية الصحية بشكل كامل ومتعمد بما في ذلك سيارات الإسعاف.

وقال 68% من الأمريكيين الأسبوع الماضي، إنهم يؤيدون وقف إطلاق النار، مما يعكس مخاوف الولايات المتحدة من أن إسرائيل قد ذهبت أبعد من اللازم في ردها العسكري، حيث عملت واشنطن طوال الأزمة علي عدم تمدد الحرب لمناطق آخري حتى لا تتهدد المصالح الأمريكية في المنطقة والعالم، ووعدم رغبة واشنطن بأن تكون طرفا ولاعبًا في حرب غزة.

وعلى الأرض، تمكن جيش الاحتلال من الاستيلاء على أجزاء كبيرة من شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة. ويدعي أنه ألحق خسائر فادحة بعشر كتائب من أصل 24 كتيبة تابعة لحماس، ويعتقد أن قيادته انتقلت إلى الطرف الجنوبي من قطاع غزة. وهذا يأخذنا إلى الإجابة على السؤال الثاني:

هل سيستأنف القتال بمجرد انتهاء وقف إطلاق النار؟

بحسب صحيفة "الجارديان" وغيرها من الصحف الغربية، من المرجح أن ترغب حماس في استخدام أي وقف لإطلاق النار لإعادة تجميع صفوفها، ومن الممكن أن تسعى إلى تمديده من خلال عرض إطلاق سراح المزيد من "الرهائن" تدريجيًا. لقد تعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، لذا فإن بقائها كمجموعة سيمثل انتصارًا لها.

لدى إسرائيل دوافع أكبر للعودة إلى ساحة المعركة، ولم يحتل جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد كل شمال غزة، وحاصرت يوم الثلاثاء مدينة جباليا، التي تعتبرها معقلا لحماس، والمستشفى الإندونيسي القريب، وهو المرفق الطبي الكبير الوحيد الذي يعمل في الشمال.

ويركز القادة الإسرائيليون أيضًا على جنوب غزة، وخاصة مدينة خان يونس، حيث يعتقدون أن قيادة حماس تتمركز فيها وأن الرهائن المتبقين قد يتم احتجازهم. 

ويزعم البعض في مؤسسة الاحتلال العسكرية أن توجيه ضربة قاضية إلى حماس يتطلب مهاجمة المدينة، رغم أن ذلك من شأنه أن يقتل ويشرد المزيد من المدنيين.

وقد أوضحت الولايات المتحدة أنها لن تدعم هجومًا بريًا في الجنوب، ما لم تكن هناك ضمانات أكبر بكثير ضد سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لمجلس الوزراء، في تصريحات تم تصويرها وبثها أيضًا، إنه يتوقع استئناف القتال. وقال: "لن نتوقف بعد وقف إطلاق النار".

 

ما الذي تم الاتفاق عليه في "صفقة الرهائن" بين إسرائيل وحماس؟

من المقرر إطلاق سراح 50 امرأة وطفلًا محتجزين لدى حماس وجماعات أخرى في غزة منذ 7 أكتوبر، مقابل وقف إطلاق النار لمدة أربعة أيام في اتفاق توسطت فيه مصر وقطر بدعم من الولايات المتحدة.

وقال مسئول أمريكي إن ثلاثة أمريكيين سيكونون من بين المفرج عنهم، بينهم فتاة تبلغ الرابعة من عمرها هذا الأسبوع، وإن الإفراج الأول يجب أن يأتي بحلول الخميس.

ووفقًا لحماس، ستطلق إسرائيل سراح 150 سجينًا فلسطينيًا، جميعهم من النساء والأطفال، من السجون الإسرائيلية وستسمح لمئات شاحنات المساعدات يوميًا بعبور حدود رفح مع مصر، لتوفير الإمدادات الإنسانية للفلسطينيين في غزة.

ووفقا لحماس أيضا، ستوقف إسرائيل الطلعات الجوية في جنوب غزة وتقيدها بست ساعات يوميا في الشمال.

وينص الاتفاق أيضا على أن القوات الإسرائيلية لن تدخل مركبات عسكرية إلى غزة خلال وقف إطلاق النار، ولن تحاول اعتقال أي شخص..

وقالت حكومة الاحتلال الإسرائيلية: إنه سيتم تمديد وقف إطلاق النار يوما واحدا لكل 10 رهائن إضافيين يتم إطلاق سراحهم.

ويوقف الاتفاق مؤقتا الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أسابيع حتى الآن، والتي أودت في حصيلة غير نهائية إلى استشهاد 14.128 فلسطيني في غزة، وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، وأكثر من 1200 شخص في إسرائيل، وفق رواية الأخيرة، معظمهم كانوا ضحايا الهجوم المباغت، الذي شنته حماس على تل أبيب في 7 أكتوبر الماضي.