رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يستهدف الاحتلال الإسرائيلى مستشفى الإندونيسى فى غزة؟

محيط مستشفى الإندونيسي
محيط مستشفى الإندونيسي في غزة

بعد مرور أسبوع على اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمستشفى الشفاء الرئيسي في غزة، بدأت في إغلاق مستشفى آخر ويحاصره منذ 3 أيام، وهو  مستشفى الإندونيسي، الواقع أيضًا في شمال غزة

وقالت وزارة الصحة في القطاع المحاصر من قبل الاحتلال، إنها "تعتقد أن 12 شخصا قتلوا في القصف ليل الإثنين حتى نهار الإثنين، وأنها تخشى تكرار ما حدث في الشفاء".

واليوم الأربعاء، جدد جيش الاحتلال قصفه المستشفى، وأكد شهود عيان أن قوات الاحتلال نكّلت بالجرحى وأجبرتهم على الزحف، واعتقلت عددا منهم.

ما هو مستشفى الإندونيسي؟

بتمويل من إندونيسيا، تم افتتاح المستشفى الذي تبلغ تكلفته 9 ملايين دولار في عام 2016 خارج أكبر مخيم للاجئين في القطاع في جباليا، شمال مدينة غزة، على مساحة حوالي 1.4 هكتار (3.5 فدان) من الأرض.

وكان المستشفى الذي يضم 140 سريرًا، ويعمل به حوالي 400 فلسطيني وبعض المتطوعين الإندونيسيين، يعالج 250 مريضًا يوميًا عند افتتاحه لأول مرة، وفقًا لصندوق أوبك للتنمية الدولية، وهذا يجعله أصغر بكثير من مستشفى الشفاء الذي كان يضم حوالي 700 سرير.

وتضمنت خدمات المستشفى العيادات الخارجية والجراحة العامة وجراحة العظام وقسمًا متخصصًا لأمراض البطن وأحد أجهزة التصوير المقطعي الحديثة الوحيدة في المنطقة.

 

ماذا يحدث في المستشفى؟

بعد مداهمة مستشفى الشفاء الأسبوع الماضي، كان مستشفى الإندونيسي هو المنشأة الوحيدة في شمال غزة التي لا تزال تعالج المرضى، مع تدفق العشرات من القتلى والجرحى في الهجمات الإسرائيلية خلال الليل حتى يوم الإثنين، وفقًا للمسعفين، ولكن منذ يوم الإثنين، تم استهداف المستشفى من قبل القوات الإسرائيلية. 

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، لوكالة فرانس برس: إن "إسرائيل تفرض حصارا على المستشفى. ونخشى أن يحدث هناك نفس الشيء كما حدث في الشفاء".

وقال مروان عبدالله، وهو عامل طبي، في تصريحات لنفس الوكالة، إن "الدبابات كانت مرئية بوضوح من نوافذ المستشفى، على بعد حوالي 200 متر، وإن القناصة الإسرائيليين يمكن رؤيتهم على أسطح المنازل القريبة. النساء والأطفال مرعوبون. وهناك أصوات انفجارات وإطلاق نار متواصلة".

وقال عبدالله ووزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة: إن "قذيفة إسرائيلية سقطت على الطابق الثاني من المستشفى، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا يوم الإثنين".

ونفت إسرائيل قصف المستشفى، وادعت أن "قواتها ردت بإطلاق النار على المسلحين الذين استهدفوهم من داخل المجمع".

واستشهدت منظمة الصحة العالمية بتقارير تفيد بأن مرضى ومرافقيهم كانوا من بين القتلى وأن عشرات الأشخاص أصيبوا أيضًا، بعضهم في حالة خطيرة. 

وقالت أيضًا إن هناك تقارير تفيد بإطلاق النار على الأشخاص الذين حاولوا المغادرة، لكن لم يصب أحد.

وقالت وزارة الخارجية الإندونيسية إنها فقدت الاتصال بثلاثة متطوعين إندونيسيين كانوا ضمن المجموعة التي أنشأت المنشأة.

كم من الناس لا يزالون هناك؟

قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة: إنه "تم إجلاء نحو 200 مريض ونقلهم بالحافلة إلى مستشفى ناصر في بلدة خان يونس جنوبي البلاد بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

وقال: إنه "لا يزال هناك نحو 400 مريض في المستشفى وإن المسئولين يعملون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلائهم أيضا. وإن هناك أيضا نحو 2000 فلسطيني يحتمون في أرض المستشفى".

ولجأ العديد من الفلسطينيين إلى المستشفيات بعد أن شنت إسرائيل هجومها على غزة الشهر الماضي، معتقدين أن القوات الإسرائيلية لن تستهدفهم.

لماذا تستهدف قوات الاحتلال الإسرائيلية المستشفى؟

في مؤتمر صحفي في وقت سابق من هذا الشهر، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، أن لدى الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية عن شبكة أنفاق تحت المستشفى، بالإضافة إلى صور جوية تظهر قاذفات صواريخ على بعد عشرات الأمتار من المجمع.

وقال هاجاري، حسبما نقلت صحيفة التايمز أوف إسرائيل، إن "حماس قامت بشكل منهجي ببناء مستشفى الإندونيسي لإخفاء بنيتها التحتية الإرهابية تحت الأرض".

كما عرض تسجيلات ادعى أنها لمكالمات بين مسئولي حماس تصف استخدامهم لاحتياطيات الوقود التي يملكها مستشفى الإندونيسي. 

ماذا قال المجتمع الدولي؟

أدانت وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، الهجوم الإسرائيلي على المستشفى.

وقالت في بيان: "الهجوم انتهاك واضح للقوانين الإنسانية الدولية. ويجب على جميع الدول، خاصة تلك التي تربطها علاقات وثيقة مع إسرائيل، استخدام كل نفوذها وإمكاناتها لحث إسرائيل على وقف فظائعها".

وقال تيدروس أدهانوم جيبريسوس رئيس منظمة الصحة العالمية: إنه "فزع من الهجوم. ولا ينبغي أبدًا أن يتعرض العاملون في مجال الصحة والمدنيون لمثل هذا الرعب، خاصة أثناء وجودهم داخل المستشفى".