رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بقيادة محمد بن زايد.. جهود إماراتية مستمرة لدعم الشعب الفلسطيني

الشيخ محمد بن زايد
الشيخ محمد بن زايد

تتواصل جهود الإمارات من أجل إغاثة الأشقاء الفلسطينين في غزة  سواء من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية أو داخل أروقة مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بخلاف الجهود الدبلوماسية من أجل دعم الشعب الفلسطيني ووقف القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ شهر كامل.

الشيخ محمد بن زايد يدعم الشعب الفلسطيني

الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، دعم منذ اللحظات الأولى للحرب الشعب الفلسطيني سواء على المستوى السياسي أو الإغاثي، ففي العاشر من أكتوبر الماضي أمر بتقديم مساعدات عاجلة بقيمة عشرين مليون دولار للأشقاء الفلسطينيون وذلك في إطار مواقف الإمارات ونهجها تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف، ومد يد العون لهم.

وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد وصلت أمس الثلاثاء إلى مطار العريش خمس طائرات إماراتية قادمة من مطار أبو ظبي لتنفيذ أوامره بإقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل قطاع غزة من أجل تقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين.

المستشفى الإماراتي جاء ضمن ضمن عملية "الفارس الشهم 3" التي وجه رئيس الدولة بتنفيذها يوم الاثنين لتقديم كافة أوجه الدعم الانساني للشعب الفلسطيني امتدادا للمبادرات والمساعدات المستمرة منذ اليوم الأول للتصعيد.

ووجه محمد بن زايد ضمن عملية "الفارس الشهم 3" قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية بالتعاون والتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية والمؤسسات الإنسانية والخيرية في الإمارات لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.

كذلك ضمن التوجيه الرئاسي فتح باب التطوع للأطباء المسجلين في وزارة الصحة الإماراتية وللمتطوعين المسجلين لدى الهلال الأحمر والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية.

وكالة الأنباء الإماراتية قالت إن المستشفى الميداني الإماراتي الموجه لغزة سيضم 150 سريرًا ويتضمن أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام الأطفال والنساء، والتخدير والعناية حثيثة للأطفال والبالغين، بجانب عيادات الباطنة، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة بجانب خدمات طبية أخرى وتقديم الأدوية والعلاج اللازم للمصابين والمرضى، ليكون بذلك من أكبر المستشفيات الميدانية التي ستقدم الدعم العاجل للأشقاء في غزة.

وسبق عملية "الفارس الشهم3"، ما أعلنه وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد في في الثاني من نوفمبر الجاري توجيه رئيس الدولة باستضافة ألف طفل فلسطيني رفقة عائلاتهم من غزة لتقديم الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم لبلادهم مرة أخرى وذلك تجسيدًا لمواقف الإمارات الأصيلة ونهجها الراسخ تجاه دعم الأشقاء ومد يد العون لهم.

ودبلوماسيا، شارك الشيخ محمد بن زايد بشكل فاعل في "قمة القاهرة للسلام" التي دعا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي الشهر الماضي وشهدت حضورا دوليا فاعلا، وقد الرئيس الإماراتي عمل بلاده مع أشقائها وأصدقائها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية للمدنيين، وضمان ممرات إنسانية آمنة لدعم قطاع غزة وتفادي توسع الصراع ما يهدد الاستقرار والأمن الإقليميين، وإيجاد أفق للسلام الشامل.

الشيخ محمد بن زايد رحب أيضا بفتح معبر رفع لإدخال المساعدات إلى المدنيين  مشيدا بجهود الأمم المتحدة ومصر بهذا الشأن، كذلك شدد  على ضمان استدامة هذه العملية للتجاوب الآمن مع الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع.

وتعهد الشيخ محمد بن زايد بأن الإمارات لن تدخر جهدا من أجل دفع الأمور نحو السلام والاستقرار بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم،  مؤكدا أن منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية دينية واقتصادية واستراتيجية كبرى بالنسبة للعالم أجمع، لذلك فإن استقرارها مصلحة عالمية والعمل على تعزيز السلام فيها مسؤولية دولية كذلك.

ومع الساعات الأولى للتصعيد الاسرائيلي ضد غزة أجرى الشيخ محمد بن زايد اتصالات هاتفية مكثفة مع قادة ورؤساء دول المنطقة ودول العالم مثل اتصالاته في التاسع مع أكتوبر الماضي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو وآخرين بشأن تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.

وأكد خلال مباحثاته مع القادة على ضرورة وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم، وأهمية التحرك العاجل لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.

كانت آخر هذه المباحثات الاتصال الهاتفي الذي تلقاه اليخ محمد بن زايد، أول أمس، من كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، فقد بحثا خلاله الجهود المبذولة لتعزيز الاستجابة العاجلة للأوضاع الإنسانية في غزة وتكثيف المساعدات الإغاثية للمدنيين المتضررين في ظل استمرار التصعيد العسكري الذي يشهده القطاع.

كما أكد الرئيس الإماراتي على ضرورة الدفع باتجاه مسار واضح لتحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام الذي يضمن الحفاظ على استقرار المنطقة ويجنبها اتساع دائرة العنف ومزيدا من الأزمات.

الإمارات تدعم فلسطين داخل أروقة مجلس الامن

ومن خلال عضويتها غير الدائمة داخل مجلس الأمن الدولي خلال هذه الدورة، قادت الإمارات منذ اللحظات الأولى حراكا دبلوماسيا واسعا من أجل الدعوة لانعقاد المجلس لوقف إطلاق النار بشكل فوري وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، الأمر الذي شكل ضغطا دبلوماسيا قويا على الأطراف الغربية داخل المجلس الداعمة لإسرائيل ورفض وقف إطلاق النار.

وكان آخر هذه التحركات، أن دعت دولة الإمارات يوم الاثنين الماضي بالتعاون مع الصين إلى عقد جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن في ظل استمرار تدهور الأوضاع بالقطاع والهجوم على مستشفى الشفاء والاعتداءات المتكررة على مخيم جباليا للاجئين.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع المندوب الصيني عقب الجلسة المغلقة، استنكرت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة بصوت مدوي القصف الإسرائيلي الذي يستهدف العاملين والمدنيين والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة في غزة مطالبة يحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وكذلك حماية الشعب الفلسطيني.

المندوبة الإماراتية أكدت أمام الجميع أن عمليات قتل الاطفال واستهدافهم في غزة تمثل انتهاكات جسيمة وغيرهم، فقد دعت كذلك إلى ضرورة توفير الحماية الكاملة للصحفيين والموظفين الأمميين واحترام القانون الدولي، معربة عن أسف بلادها لعدم دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل كاف.

كذلك عبرت الإمارات عن دعمها الكامل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأنروا"، فقد جددت دعمها للوكالة والجهود التي تبذلها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في غزة، مشيرة إلى أنها انطلاقًا من نهج الإمارات الثابت، قدمت منذ وقت اندلاع الحرب في غزة 20 مليون دولار للوكالة لدعم استجابتها الإنسانية للمتضررين، وتقديم 35 مليون دولار آخرين للوكالة هذا العام لمساعدتها على الاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين ومنهم اللاجئين في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة.

كذلك طالبت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى مجلس الأمن، لانا نسيبة، يوم 31 أكتوبر الماضي، خلال جلسة لمجلس الأمن بطلب من بلادها بشأن الحرب في غزة بوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري.

نسيبة أكدت للمجلس وعلى الملأ أن 70 % من القتلى في غزة من النساء والأطفال وليسوا من حماس الأمر الذي يتطلب وقف إطلاق النار فورا، محذرة في الوقت ذاته من دعوات إسرائيل لاخلاء المستشفيات الغير واقعية.

مندوبة الإمارات شددت أيضا على  أن سكان الضفة الغربية يعانون من المستوطنين الإسرائيليين الذين صعدوا من هجماتهم، الأمر الذي أجبر الكثير من الفلسطينيين على النزوح، محذرة من مغبة هذا الأمر.

 الإمارات تقود خطابا دوليا ضد التصعيد الاسرائيلي

أيضا منذ اللحظات الأولى عبرت الإمارات من خلال مؤسساتها ودبلوماسيها عبر العالم عن رفض أي تصعيد إسرائيلي ضد القطاع ورفضها تصفية القضية الفلسطينية.

وضمن هذه التحركات أدانت الإمارات واستنكرت بشدة التصريحات المشينة وغير المقبولة لوزير التراث بالحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو حينما دعا إلى إلقاء قنبلة نووية على غزة، مؤكدة أن أن هذه التصريحات انتهاكا للقانون الدولي، وتحريضا على ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني وجرائم حرب كما تثير قلقا بالغا بشأن وجود نية لارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني.

وزارة الخارجية وفي بيان شديد اللهجة عبرت عن رفض الإمارات القاطع للتلويح بإستخدام السلاح النووي مطالبة بالحفاظ على أرواح المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية الضرورية لهم والوقف الفوري لإطلاق النار وحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية.

كذلك دانت دولة الإمارات على لسان وزارة الخارجية العمليات البرية التي تقوم بها إسرائيل في غزة، منذ الإعلان عنها معربة عن قلقها البالغ جراء التصعيد العسكري الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

وزارة الخارجية الإماراتية شددت بالفعل على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، وعدم استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية مؤكدة أهمية أن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي الإنساني، والمعاهدات الدولية التي تضمن حمايتهم وحقوق الإنسان وضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع.

وأكدت أهمية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي حظي بدعم دولي فقد دعا إلى "هدنة إنسانية" ووقف الأعمال العدائية في غزة، باعتباره خطوة هامة لوقف التصعيد والتهدئة وحماية المدنيين والحفاظ على أرواحهم.

ومع تصاعد العمليات البرية بالتزامن مع القصف الجوي أدانت الإمارات بشدة القصف الإسرائيلي يوم 1 نوفمبر على مخيم جباليا في قطاع غزة والذي أسفر عن سقوط مئات الضحايا والمصابين، محذرة  من أن استمرارية القصف العبثي سيقود المنطقة إلى تداعيات يصعب تداركها.

الخارجية الإماراتية شددت مجددا عقب قصف المخيم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء، مطالبة بتوفير الحماية الكاملة للمدنيين بموجب القانون الدولي الإنساني والمعاهدات الدولية وعلى ضرورة ألا يكونوا هدفا للصراع.

كذلك لعبت الامارات دورا مهما في قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة نهاية اكتوبر الماضي والذي يدعو إلى هدنة إنسانية يتم تطبيقها فورا بين إسرائيل وحماس، كما دعا إلى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وحماية المدنيين.

وقالت مندوبة الإمارات لدى الأمم المتحدة وقتها إن تصويت 120 دولة لاعتماد قرار الجمعية العمومية بشأن الهدنة في غزة وإدخال المساعدات رفض صريح للوضع الراهن في غزة، مطالبة بتوصيل المساعدات الإنسانية ووقف لإطلاق النار أو هدنة إنسانية تتيح توفير المساعدة الطبية للمصابين والجرحى.

 جهود شعبية إماراتية لإغاثة الشعب الفلسطيني

وضمن الجهود الشعبية الاماراتية بجانب الدعم الحكومي للشعب الفلسطيني أطلق المواطنين والمقيمين في الإمارات حملة "تراحم من أجل غزة"، والتي شهدت مشاركة كبيرة من كافة الفئات.

ومنذ بداية الحرب، شهدت الحملة مشاركة أكثر من 5000 متطوع  بالتعاون مع مؤسسات الإغاثة الإماراتية، فقد نجح المتطوعون في تجهيز 20000 حزمة إغاثية حث نجحت الحملة في جمع مئات الأطنان من المواد والمستلزمات الإغاثية.

الحملة لاقت صدى شعبيا واسعا، ومن أجل سرعة توصيل تبرعاتها وجهودها إلى الأشقاء في غزة شاركت وزارة الخارجية بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية بجانب منصات التطوع الوطنية في توصيل المساعدات إلى الشعب الفلسطيني عبر نقلها إلى مطار العريش ومن ثم إدخالها إلى القطاع من خلال معبر رفح البري.

وتشكل الحملة امتدادا لجهود دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني، والإسهام في رفع المعاناة عنه والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها عبر توفير الاحتياجات الأساسية مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفًا وخاصة الأطفال الذين يشكلون نحو نصف سكان قطاع غزة.