رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسيقى أمريكى يكشف كيف قامت دولة الاحتلال الإسرائيلى على الإرهاب

غزة
غزة

يكشف الكاتب والموسيقي الأمريكي توماس سواريز، كيف تأسست دولة إسرائيل الحديثة علي الإرهاب، وكيف أن الحركة الصهيونية منذ بدء فكرتها كان هدفها الأول والأخير هو الاستيلاء على كل الأراضي الفلسطينية.

التصميم الصهيوني على الاستيلاء على فلسطين

يلفت الكاتب الأمريكي توماس سواريز، في كتابه "دولة الإرهاب"، إلى أن الصراع الدائر في فلسطين ويصور علي أنه صراع بين عدوين تاريخيين، في حقيقته هو أن تاريخ هذا الصراع المأساوي ليس سوي قصة واحدة للحركة الصهيونية وتصميمها على الاستيلاء على فلسطين كلها لكي يستوطن فيها شعب يهودي.

كان الاضطهاد هو الدافع المزعوم وراء مهندسي الصهيونية السياسية في أوائل عهدها، وتأسيس دولة يهودية كان هو الحل، وصار الهدف أن تؤسس دولة إسرائيل على الاستيطان، ومع اكتساب المشروع الصهيوني مزيدًا من الزخم ازداد الحرص على محو تاريخ فلسطين في التسامح الديني بالتدريج من الذاكرة.

ويوضح توماس سواريز: "كان دعاة الصهيونية يعترفون بأن هدفهم السياسي لا يمكن تحقيقه إلا باستخدام العنف ضد السكان، أو ما يعرف بالإرهاب، حتى قبل أن يرسل الكشافة الصهاينة برقية إلى فيينا سنة 1898 خيبت الآمال بتأكيدها أن فلسطين لم تكن خالية، بل كانت قد تزوجت الفلسطينيين. وليس ثمة فرق كبير بين أن تحقق ذلك عن طريق قتل السكان أو طردهم والاستيلاء على وسائل عيشهم وتجويعهم والسيطرة على مياههم الجوفية، بقوانين تصمم لذلك الهدف، أو بجعل حياتهم من الصعوبة بحيث يغادرون بمحض إرادتهم.

بزوغ دولة إسرائيل الإرهابية

يستعرض توماس سواريز، تاريخ الإرهاب الذي بنيت عليه دولة إسرائيل، تحديدًا في مايو من العام 1948، فقد تحول الإرهاب الصهيوني في تلك اللحظة إلى عمليات عسكرية إسرائيلية، وتحول الفلسطينيون الذين كانوا يحاولون العيش في بيوتهم وعلى أراضيهم إلي متسللين، بينما أصبح آلاف اليهود الذين نقلوا علي عجل إلى بيوت مسروقة "مواطنين"، واليوم لا يوصف الإسرائيليون المسلحون الذين يعتدون على الأراضي الفلسطينية، ويغتصبون بيوت غير اليهود، ويطردون أو يقتلون سكانها بأنهم إرهابيون أو متسللون، بل بأنهم مستوطنون، وهي عبارة تروق للأمريكيين على نحو خاص، لأنها تستدعى إلى ذاكرتهم الرواية الخاصة بنشأة الشعب الأمريكى، كما يتلقونها في كتب المدرسة، وهذا أمر كان قادة من أمثال بن جوريون يحبون استغلاله. 

صار هؤلاء "المستوطنون" يدعون "مواطنين"، ولذا فهم ضحايا لأي مقاومة، بينما يصبح أفراد العائلات التي يمارس المستوطنون التطهير العرقي ضدها متطرفين أو إرهابيين إذا ما حاولوا الدفاع عن عوائلهم وبيوتهم.

إرهاب العصابات الصهيونية   

كما يتطرق توماس سواريز، في كتابه الذي نقله للعربية محمد عصفور، إلى العصابات الصهيونية التي أثارت الرعب في قلوب أصحاب الأرض الفلسطينيين وكيف تلقت الدعم من المملكة المتحدة، مشيرًا إلى أن الميليشيات الصهيونية حصلت على دعم واسع من المستوطنات اليهودية، لا سيما من فئة الشباب الذين أدخلت المبادئ الصهيونية في أذهانهم، وكان البريطانيون عاجزين عن الحد من الدعم المادي الذي يغدق على تلك الميليشيات في فلسطين والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا. 

ويستدرك توماس سواريز، ومع أن اسم "الوكالة اليهودية" يرتبط، بأكثر ما يرتبط، بمنظمتي الإرجون وليهي وعصابة "شتيرن" الشهيرتين، فإن منظمة الهاجانا التابعة لها لم تكن تختلف عنهما كثيرًا، ومع حلول عام 1948 كانت المنظمة المسماة "البالماخ" ذات التدريب العالي، تثير الرعب في السكان غير اليهود بحملات التطهير العرقية الفظيعة، التي فاقت قدرات كل من الإرجون وليهي.