رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من قبره.. السيد ياسين يحيي بطولات الشعب الفلسطيني ضد الهجمة الإسرائيلية

السيد ياسين
السيد ياسين

الكاتب والمحلل الإستراتيجي المفكر السيد ياسين، الذي يتزامن تاريخ اليوم، مع الذكري الثانية والتسعين لميلاده، حيث ولد في مدينة الإسكندرية في مثل هذا اليوم من العام 1931.

الأسطورة الصهيونية والانتفاضة الفلسطينية

على كثرة ما كتب المحلل السيد ياسين، من مؤلفات في السياسة والأدب والتاريخ، من بينها: التحليل الاجتناعي للأدب، مصر بين الأزمة والنهضة، صعود وسقوط حركات الإسلام السياسي، وغيرها، يبقي كتاب السيد ياسين، والمعنون بــ “الأسطورة الصهيونية والانتفاضة الفلسطينية”، والذي نشره علي خلفية اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، ونشر الكتاب في العام 2001، من أهم الكتابات العربية التي تناولت القضية الفلسطينية.

ويذهب السيد ياسين، في كتابه إلي أن الانتفاضة الفلسطينية بكل ما دار فيها من بطولة للشعب الفلسطيني رجالا ونساء وأطفالا في مواجهة الهمجية الإسرائيلية المعلنة التي شنتها إسرائيل، وقد أعادت طرح كل القضايا الرئيسية للصراع العربي الإسرائيلي. ولعل أبرز هذه القضايا أن المشروع الصهيوني في فلسطين ليس سوي صورة بارزة للاستعمار الاستيطاني الذي شهده القرن العشرين في مناطق متعددة من العالم، لعل أبرزها الاستعمار الاستيطاني الذي أسسه الببض في جنوب أفريقيا، والذي زال نتيجة نضال بطولي لأصحاب البلاد الأصليين مما أدي إلي أن يتحرروا من أثار هذا الاستعمار بقيادة “مانديلا” الذي سيظل اسمه يمثل أسطورة لنضال الشعوب المقهورة ضد المستعمرين.

 

الوجه القبيح للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي

 

ويلف السيد ياسين ، إلي أن الاستعمار  الاستيطاني الإسرائيلي، قد كشف عن وجهه القبيح فيما يتعلق أساسا بحق العودة للفلسطينيين الذين شردهم، حين دفعهم دفعا خارج وطنهم من خلال المذابح البشعة التي قامت بها العصابات الصهيونية، والتي أسهمت في دفعهم دفعا إلي بلاد المهاجر المتعددة. 

 

ويستدرك السيد ياسين: وبالرغم من أن التاريخ الرسمي الصهيوني قد حاول نشر الوعي الزائف لعقود متعددة، مقررا أن الفلسطينيين هم الذين غادروا أرض فلسطين مختارين، أو أن بعضهم باع أرضهم وفضلوا مغادرة البلاد، إلا أن المؤرخين الجدد الإسرائيليين الذين أعادوا كتابة التاريخ الصهيوني الحقيقي كشفوا بالاستناد إلي الوثائق الصهيونية الإسرائيلية ذاتها. إن العصابات الصهيونية التي مهدت الطريق لإعلان دولة إسرائيل عام 1948 هي التي نظمت المذابح الجماعية في القري والمدن الفلسطينية لإشاعة الفزع في قلوب الفلسطينيين ودفعهم دفعا خارج فلسطين.

يستشهد السيد ياسين، بدراسة “نيوبرجر”، عن الصهيونية والتاريخ والتعددية، وفيه يحلل الأصل التاريخي لكلمة “الصهيونية”، فيقرر أنها الكلمة التوراتية Zion والتي غالبا ما استخدمت كمرادف للقدس وأرض إسرائيل. ويضيف الكاتب الصهيوني أن الصهيونية هي إيديولوجية تعبر عن أشواق يهود العالم التي تركزت حول وطنهم التاريخي “زيون” أي أرض إسرائيل.

ويوضح السيد ياسين: وهذا الأمل في العودة إلي الوطن نجد التعبيرات الأولي عنه لدى اليهود الذين هاجروا إلي بابليون منذ 2500 سنة مضت، وهو الحلم الذي تحول من بعد إلي حقيقة، وهكذا فالصهيونية السياسية التي تبلورت في القرن التاسع عشر لم تخترع لا المفهوم ولا ممارسة العودة.  علي العكس فهي وضعت يدها علي فكرة قديمة، وحركة نشطة مستمرة، وكيفتها لكي تشبع حاجات اليهود المحدثين وتتفق مع روح الزمن.

ويدحض السيد ياسين، مزاعم الكاتب “نيوبرجر”، مشددا علي: ويمكن القول أن الكاتب حاول أن يغطي الأصول التاريخية لكلمة الصهيونية بناء علي علي صياغة أسطورية دينية وسياسية متكاملة، في ضوء اهتمام بتأكيد الاستمرارية التاريخية للصهيونية، وإن كان يعطي ثقلا خاصا للمذابح التي حدثت لليهود في بعض البلاد، بالإضافة إلي تيار مناهضة السامية.

ويضيف السيد ياسين: ومعالجة الكاتب الصهيوني تفتقد إلي الموضوعية في سرد الأحداث، فهو يحكي التطور التاريخي للصهيونية من وجهة نظر ذاتية، تعبر عن مفهوم الذات الصهيونية تبيرا بارزا، باعتباره يركز علي اليهود تاريخا وثقافة وسياسية، ويتجاهل الآخر، والذي هو هنا الشعب الفلسطيني المستقر علي أرضه منذ آلاف السنين.