رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسائل المعبود للمصريين القدماء.. وما حكاية الأسرة المخصصة للأحلام؟

بردية الحلم
بردية الحلم

عرف المصريون القدماء العلوم والطب والهندسة، وغيرها، حتى علم النوم، أصبح المصريون في مصر القديمة، على دراية بتفسير الأحلام، كما عكف الخبراء منهم على تأليف الكتب التي تخص عالم الأحلام.

 

ونستعرض في السطور التالية: متى وكيف فسر المصريون القدماء أحلامهم؟

كانت الأحلام وسيلة من وسائل الكشف عن المستقبل للشخص الرائي، وكان يُنظر إليها على أنها علم من العلوم، لأنها كانت تحتوي في بعض الأحيان على معلومات في مجالات مختلفة مثل علم الفلك، والطب والسحر. 

ووفقًا لقطاع المتاحف بوزارة الآثار، فإنه ظهر في مصر القديمة ما يسمي بكتب الأحلام بداية من عصر الدولة الوسطي والحديثة وانتشرت في العصر المتأخر، ومن أشهرها بردية تنسَب للكاهن والكاتب "قِنِ حِر خِبِش إف" وتعتبر أول كتاب لتفسير الأحلام في العالم، وترجع لعصر الأسرة التاسعة عشرة ومحفوظة حاليًا في المتحف البريطاني وتحتوي على 108 أحلام وتفسيرها، تبدأ بالأحلام المبشرة التي فيها بُشرَى وفي الآخرى تذكر الأحلام المخيفة والتي فيها نذير سوء.

وفي هذه البرديات كانت تفهرس الأحلام ويتم تفسيرها ومن المعروف أن الذي كان يقوم بتفسير الحلم هو الكاهن بالمعبد، حيث اعتبروا الأحلام رسائل من المعبودات.

كما كان المصريون يزورون المعابد وينامون في أسرّة مخصصة للأحلام، على أمل أن تصلهم رسائل المعبودات، بينما كانت هناك أماكن لتفسير الأحلام بالمعابد الكبرى مثل معبد المعبود "مين" في مدينة "قفط" جنوب مصر، ومعبد فيله بأسوان.

إلى جانب وجود معابد مكرسة لحضانة الأحلام، أي صناعتها وإحداثها عمدًا، مع كهنة مقيمين بشكل دائم عرفوا بـ"سادة الأمور السرية"، لأغراض متعددة، منها تشخيص الأمراض وتحقيق هدف معين عبر استدعاء المعبود في الحلم.

 

لوحة الحلم

ومن أشهر ما وثقه المصريون القدماء عن الأحلام، لوحة أثرية شهيرة تسمى "الحلم" توجد أمام تمثال أبوالهول بمنطقة أهرامات الجيزة.

وكان الملك تحتمس الرابع، قد أمر بوضعها كلوحة تذكارية بين يدى تمثال أبوالهول، تخليدًا لحلم راوده قبل أن يعتلى عرش مصر عام 1401 ق.م، وفي الحلم ظهر أبو الهول لتحتمس الرابع فى المنام وبشره بأنه سوف يتبوأ عرش مصر، وطلب منه أن يزيل فيما بعد ما تراكم عليه من رمال.