رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى نصر "أكتوبر".. كيف وثق المصريون القدماء انتصاراتهم؟

صلاية نعرمر
صلاية نعرمر

في ذكرى انتصارات أكتوبر، لم يكل الجيش المصري على مر العصور، عن المحاربة لأجل بلاده، وقد حظى بمكانة عظيمة، لدوره الوطني القوي وأصالته، فلم يكن الجيش يومًا مجرد أداة للحروب فقط، بل دومًا كانت قوة مصر وشعبها من قوة وعزة جيشها.

وبالعودة إلى مصر القديمة، نجد محاربون وحكامًا، حققوا انتصارات غير مسبوقة، ووثقوا انتصاراتهم على جدران المقابر والمعابد.

ووفقًا لقطاع المتاحف بوزارة الآثار، اعتمد ملوك مصر منذ الأسرة الأولى على جيوشهم فى تأديب الأعداء التي كانت تعرقل سير العمل في مناجم الفيروز بسيناء، وتذكارًا لتلك الحملات قاموا بنحت تلك المناظر على الجدران الموجودة بوادي مغارة بسيناء؛ وهكذا أصبح الجيش المصري أقوى الجيوش في المنطقة، ومشاركًا أساسيًا في تحديد مستقبل شعبه، حيث استطاع أن يثبت بحق أنه خير أجناد الأرض.

الملك نى- وسر- رع يؤدب الأعداء

وتصور جدارية بالمتحف المصري، الملك نى- وسر- رع وهو يرتدي التاج الأبيض تاج الجنوب، ويمسك بمقمعة في الوضع التقليدي للملك ويقوم بتأديب  الأعداء، وتعود الجدارية إلى الأسرة الخامسة (نى - وسر - رع) - حوالي 2420 - 2489 ق.م.

انتصارات الملك مرنبتاح

ووثق المصريون القدماء انتصارات الملك مرنبتاح عبر لوحة تصور قوة جيش مصر وبأسه وتفانيه فى الدفاع عن أراضيه منذ أقدم العصور، وأقيمت هذه اللوحة في المعبد الجنائزى للملك مرنبتاح فى طيبة، ويتضح من النقش الموجود عليها أنها ترجع إلى العام الخامس من حكم الملك. 

وتوثق لوحة الملك مرنبتاح قصة انتصار مصر على أعدائها الليبيين الذين هاجموا الدلتا بمساعدة شعوب البحر القادمين من جزر البحر المتوسط، وفي نهاية النص بأسفل اللوحة توجد قائمة ببعض أعداء مصر.

الملك نعرمر يوحد قوة مصر 

وفي صلاية الملك نعرمر، نجد الحاكم وهو يقوم بإخضاع الشمال للجنوب تأكيدًا على قوة مصر ووحدتها، وقد صور وهو يرتدى تاجى الشمال والجنوب كما كُتب اسمه بالهيروغليفية على وجهي الصلاية.

وقد وثق الملك، من خلال الصلاية قوة وعظمة ملوك مصر منذ بدء التاريخ، كما يعد هذا الأثر أقدم الآثار التي تصور حاكمًا مصريًا وهو يؤدب الأعداء، وهى دلالة على أن مصر هى أول من يؤسس حكومة مركزية فى التاريخ.

وكان أيضًا الغرض منها تخليد ذكرى توحيد القطرين على يد الملك نعرمر فهى تعود إلى عصر بداية الأسرات مما يؤكد أن ملوك مصر وحُكامها لا يقبلون سوى بالنصر منذ فجر التاريخ.