رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واجهت انحرافات السلطة.. ما هي أسس القضاء في مصر القديمة؟

القضاء المصري
القضاء المصري

بحلول شهر أكتوبر من كل عام، تحتفل الهيئات القضائية بيوم القضاء المصري وتؤكد على استقلاليته والمساواة بين الرجل والمرأة في تولى وظائفه بجميع الجهات والهيئات القضائية.

ومنذ فجر التاريخ، قامت الحضارة المصرية القديمة على أسس من العدالة كميثاق لها، وفي السطور التالية نستعرض أسس القضاء في مصر القديمة.

ما حكاية "ماعت" معبودة العدالة؟

"ماعت" معبودة العدالة.. صورها المصريين القدماء على هيئة سيدة يعلو رأسها ريشة النعام، وجسدت مفهوم وفلسفة العدالة إلى جانب الحق والصدق والتوازن الكوني.

واعتقد المصريون القدماء، أنه عند حساب المتوفى في العالم السفلى، يوضع قلب الميت على الميزان في كفة وريشة الإله "ماعت" في الأخرى، فإذا رجحت كفة قلب المتوفى يدخل الفردوس، وإذا رجحت كفة الريشة؛ دخل الجحيم.

وكان المصريون القدماء أول من وضعوا أسس العدالة والقضاء، وأسسوا أول محكمة في التاريخ كما وضعوا شروطًا صارمة لمن يتولى منصب القضاء.

وتوضح تشريعات الملك "حور محب" العديد من القواعد التنظيمية للمحاكم والحكم في قضايا الشعب، كذلك أوردت صفات القضاة ومنفذي القوانين بأنهم "مشهود لهم بالنزاهة وحُسن الخلق يعرفون كيف يزنون الآراء، مطلعين على توجيهات القصر والتعليمات الإدارية".

ووفقًا لكتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، اهتم “حور محب” بإصدار العديد من القوانين التى تنظم العلاقة بين الفرد والسلطة الحاكمة، وبدأ حور محب سلسلة شاملة من الإصلاحات الداخلية لمنع سوء إساءة استخدام السلطة، كما قضى على الامتيازات التى كانت فى أيدى عدد قليل من المسئولين، التي كانت قد بدأت فى عهد أخناتون.

وأعاد “حور محب” المركزية والهيبة للدولة والانضباط للإدارة الحكومية، وعين القضاة وأعاد السلطات الدينية المحلية، وقسم السلطة فى حكم الصعيد والدلتا بين وزراء من طيبة ومنف على التوالى.

ما هي صفات القاضي العادل في مصر القديمة؟

فيما أرسى الحكيم أمنموبي، صفات القاضي العادل لولده حيث قال "أنه لا يتأثر برأي الأخرين، وأن يكون ذا علم وثقافة، والا يجعل أهوائه الشخصية تُسيطر على حكمه".

وتمتع القضاء المصري القديم بمكانة عظيمة حتي يتمكن من تحقيق المساواة وتطبيق القانون، وكان لكل إقليم محكمته الخاصة وكان الملك هو صاحب السلطة القضائية العليا وكان يتولي بعض القضايا الهامة بوصفه رئيسا للمحكمة وحرص الملك علي تحقيق العداله ورفع الظلم.

ومنذ القدم كان النظام القضائي المصري شامخًا، لأن المصريين القدماء كانوا يقدسون العدالة حينما جسدوها على هيئة "ماعت"، التي كانت لها فعل السحر على أفراد الشعب وعلى العاملين بالمنظومة القضائية في مصرالفرعونية.

وأسهم اختراع الكتابة وإتقانها، في غزارة الإنتاج الفكري المصري في العصور القديمة وتنوعه في مجالات شتى ومن أهمها القانون والقضاء، والعلوم والطب والهندسة وغيرها.