رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بايدن يتحدى شعبه.. الداخل الأمريكي يرفض الدعم المطلق لإسرائيل

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

بالرغم من إصرار الإدارة الأمريكية على دعم إسرائيل في حربها على غزة، سواء بإرسال المساعدات الأمنية لقوات الاحتلال أو عبر شن الأكاذيب والادعاءات المزيفة في محاولة استمالة الجمهور الغربي للجانب الإسرائيلي، كان لدى الرأي العام للشعب الأمريكي وجهة نظر مختلفة ومعارضة لإداراته.

وخرجت مظاهرات متكررة خلال الأسبوع الماضي، في ولايات مختلفة ترفض دعم أمريكا لإسرائيل، وإدانة حرب الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون وكان آخر تلك التجمعات التظاهرات التي دعا لها عدد من نواب الكونجرس الأمريكي في العاصمة واشنطن، الجمعة الماضية.

تفنيد أكاذيب واشنطن وتل أبيب 

حتى إن بعض النشطاء الأمريكيين تصدوا لتزييف الحقائق المتعلقة بقصف مستشفى العربي المعمداني، والتي زعمت اسرائيل ومن بعدها الولايات المتحدة قصفها بواسطة صاروخ تابع لكتائب القسام، تعطل بعد عملية إطلاقه.

ونشر الممثل والإعلامي الأمريكي جاكسن هنكل، دليلا على قصف إسرائيل لمستشفى الأهلى العربي المعمداني بغزة.

وشارك هنكل فيديو عبر حسابه بموقع "إكس"، يوضح كذب الرواية الإسرائيلية ويثبت أن القذيفة تابعة للاحتلال وليس حماس.

وقارن هنكل بين قوة ونوع صوت الصاروخ الذي وقع على المستشفى، بالذي تحدثه الصواريخ التي ترسلها حماس إلى إسرائيل، داعيا المتابعين إلى اكتشاف الحقيقة بأنفسهم عن طريق التمييز بين قوة الصورتين:"المقطع الأول هو لصوت صاروخ صغير من حماس، أما الثاني فهو صوت قنبلة جي دي إيه إم (JDAM)، أما المقطع الثالث فهو صوت ما أصاب مستشفى غزة، إذا كان الصاروخ الذي قصف المشفى من طراز (جي دي إيه إم) فهو إسرائيلي بنسبة 100%".

فيما وقع اكثر من 2000 ممثل وفنان امريكي، على بيان يطالب الإدارة الأمريكية، بالتوقف عن دعم القصف الإسرائيلي لإبادة الأطفال، ومطالبًا بوقف إطلاق النار بشكل فوري، والضغط على المجتمع الدولي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.

الشباب الأكثر تصدي لسياسات الإدارة الأمريكية

في السياق، كشفت صحيفة npr الأمريكية أن هناك تباينا واضحا في موقف الرأي العام من دعم إدارة بايدن لإسرائيل في جرائمها التي تمارس بحق أهل غزة، وكانت المفاجأة أن أغلبية الشباب من هم دون سن الـ45، يرفضون السياسات الأمريكية الداعمة لإسرائيل، وأن الداعم الأكبر لتلك السياسات هم من كبار السن.

وكشف استطلاع الرأي، أن كبار السن هم من يشكلون الرأي العام في الولايات المتحدة، عبر تأثيرهم على الإعلام الأمريكي الخاضع معظمه لسيطرة جماعات دعم إسرائيل، عكس الشباب الذي تتعدد مصادر معلوماته مع استخدام التكنولوجية الحديثة. 

أصوات سياسية أمريكية ترفض دعم إسرائيل 

حتى على الصعيد السياسي، تعالت بعض الأصوات المنددة بدعم أمريكا لإسرائيل، حيث أثارت استقالة مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية، بسبب تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الصراع في غزة، اهتمامًا متزايدًا من وسائل الإعلام الأجنبية خلال الساعات الماضية، على وقع تزامنها مع الزيارة التي أجراها بايدن إلى إسرائيل.

قدم جوش بول، مدير مكتب شؤون الكونجرس والشؤون العامة في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية للشؤون العامة بالخارجية الأمريكية، والذي يتعامل مع عمليات نقل الأسلحة، استقالته، مرجعًا ذلك إلى أنه لا يستطيع دعم المزيد من المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، واصفًا موقف واشنطن بأنه "رد فعل اندفاعي" قائم على "الإفلاس الفكري".

أعضاء الكونجرس يرفضون تمويل إسرائيل 

فيما انضمت النائبة الأمريكية الديمقراطية، كوري بوش، إلى النشطاء المناهضين للحرب، معارضة قرار الرئيس جو بايدن، حيث طالب الأخير الكونجرس بتمويل الدعم لأوكرانيا وإسرائيل.

وذكرت كوري بوش بخطاب بايدن الذي أعلن فيه عن إرسال طلب طارئ إلى الكونجرس لمساعدة إسرائيل وأوكرانيا.

وقالت إن "هذا لن يؤدي إلا إلى مزيد من الوفيات والعنف.. قطعا لا، لن يحدث هذا في حياتنا".