رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ورطة بايدن.. لماذا يخشى الرئيس الأمريكى استمرار التصعيد الإسرائيلى ضد غزة؟

بايدن
بايدن

تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء اليوم، الثلاثاء، ونائبته كامالا هاريس، مع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، حول التصعيد الإسرائيلي الحالي مع الفصائل الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر.

وتعد هذه المحادثة الهاتفية هي الثالثة بين نتنياهو بايدن منذ اندلاع موجة التصعيد الحالية، فبعد أن كان الرئيس الأمريكي يحجم عن التواصل المباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي على مدار نحو عشرة أشهر- إلا حينما اضطرته مجريات الأوضاع- دفعته التطورات الحالية إلى محادثته ثلاث مرات خلال 4 أيام فقط.

مخاوف بايدن من التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي 

التطورات المتسارعة للتصعيد العسكري بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في غزة، وضعت إدارة بايدن في مأزق يهددها، حيث إن زادت الاضطرابات في المنطقة، ومن ثم هي أسوأ كابوس يواجه سياسية بايدن الخارجية.

وتخشى إدارة بايدن التصعيد الحالي يتوسع لحرب متعددة الجبهات ضد إسرائيل، ويمتد الصراع للحدود مع لبنان حيث يمكن لحزب الله أن يشتبك، وهو ما يؤجج الأوضاع نظرًا لأن التقديرات في إسرائيل تتعامل على أن إيران هي من دفعت الفصائل الفلسطينية تجاه هذا التصعيد.

في ذلك السياق، يقول مسئولون أمريكيون سابقون في عدة أجهزة أمنية، منها المخابرات والدفاع، إن احتمالات توسيع التصعيد الفلسطيني الإسرائيلي الحالي يعتمد على التأكد من أي دور لعبته إيران في التصعيد، وذلك رغم أن الإدارة الأمريكية تشير إلى أنه لا توجد أدلى تثبت تورط طهران في التصعيد حتى الآن، حسبما نشرت مجلة "نيوز ويك" الأمريكية.

مصير الرهائن الأمريكيين في غزة يهدد الإدارة الأمريكية 

قال مايكل ليتر، المدير السابق للمركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، لمجلة نيوزويك: "إذا أثبت الإسرائيليون بالفعل اعتقادا راسخا بأن إيران كان لها دور أكبر في ذلك، فإن الضربات الإسرائيلية على إيران ستصبح احتمالا حقيقيا".

التطورات المتسارعة في التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين فاجأت إدارة بايدن، حيث عقد اجتماعًا عاجلًا مع إدارته، وسط مخاوف حول مصير الأمريكيين المفقودين جراء ذلك التصعيد، خاصةً أنه تم التأكد من أن بعضهم وقعوا كأسرى في أيدي حماس، وهو ما يجبر البيت الأبيض على التحرك السريع من أجل حلحلة الأوضاع وضمان سلامة الأمريكيين هناك.

ويواجه بايدن ضغوطًا عدة بأهمية إنهاء أسر الأمريكيين على يد حماس في أسرع وقت، في ظل المقارنة مع أزمة الرهائن مع إيران والتي كانت طويلة الأمد، حين احتجزوا نحو 52 أمريكيًا لنحو 13 شهرًا، بعد استيلاء النظام الإيراني على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، وهو ما أدى لانهيار إدارة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر. 

تحدٍ اقتصادي وفشل السياسة الأمريكية

لعل أبرز التحديات التي ستلقي بظلالها على إدارة بايدن نتيجة ذلك الصراع هو التأثير الاقتصادي لها، لا سيما على أسعار النفط العالمية، وهو ما يؤرق الرئيس الأمريكي.
وكذلك، فإن عجز إدارة بايدن عن تحقيق أي تقدم يذكر فيما يخص قضية السلام في الشرق الأوسط، يمثل فشل سياستها الخارجية، وعدم نجاح محاولاتها لإعادة تشكيل الشرق الأوسط عبر اتفاقيات التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل. 

وحسب تقديرات أمريكية، نشرتها مجلة "نيوزويك"، فلا يمكن أن تحقق أي إدارة السلام في المنطقة دون أن يكون لديها رؤية وخطوات فعلية للتعامل بإيجابية مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.