رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت الطبع.. "هل يمكن للمسلم أن يكون تطَوُّريا؟" ترجمة تصدرها "مصر العربية"

صفحة الغلاف
صفحة الغلاف

يصدر قريبًا عن دار "مصر العربية للنشر والتوزيع"، ترجمة ينجزها إسلام سعد لكتاب "هل يمكن للمسلم أن يَكونَ تَطَوُّريًّا؟"، للدكتور جانر تسلمان. 

مقدمة المترجم للكتاب

ويأتي في مقدمة المترجم للكتاب: "نجد الآن، وربما منذ عقود طويلة، هجومًا حادًا على العلم، يشنه مشايخ وناطقون رسميون باسم الوقوف ضد العلم في أثواب الملتحين المتدينين، ونجد منهم مَن يساير النمط الشكلي الحداثي بروحٍ مذهبية لا ترضى بأقل من كشف نفسها في لحظات الجدل الثقافي، ثَمَّة مؤتمرات ومجالس علمية ذائعة الصيت تنبري للدفاع عن الدين عبر تقويض العلم ودعم القول بعجزه عن هزيمة الدين، لكن مَن قال إن العلاقة بينهما يجب أن تكون هكذا بالضرورة؟، لا تزال أزمة التعامل مع العلم من منظور الدين والتعامل مع الدين من منظور العلم فعَّالة في عالَمنا العربي والإسلامي".

العلم والدين

ويتابع: “يبحث فلاسفة الدين عن العلاقة بين العلم والدين ونجدهم يضعون عدة علاقات بينهما، مثل: علاقة الفصل، وعلاقة الصراع، وعلاقة التكامل، وربما نجد عند بعضهم تصنيفات أكبر، لكن الفارق واضح: لا يخبرنا أصحاب التأثير الثقافي في عالَمنا الاستبدادي البائس عن أي موضوع من باب إيصال معرفة حقيقية عنه، وإنما من باب التفكير بالمصادرة؛ فيعرضون لنا، على سبيل المثال، علاقة واحدة فقط، وهي علاقة الصراع بالتأكيد، باعتبارها أصل الموضوع، ومبتدأ النظر. ومن هذه النقطة، تبدأ الصراعات الفكرية العنيفة التي تصل لدعاوى التكفير الضمنية والصريحة”.  

ويضيف: الممارسةُ بـ "التبشير" للعلم أو للدين ممارسةٌ دينية في جوهرها. وهنا نصل لاستنتاج أخطر: المبشرون بالعلم يعرضون للعلم بما هو دين، ووفق طرق خَطَابة دينية. وبهذه الطريقة، يفتحون الباب أمام منتقديهم لدحض رؤاهم باعتبارها دينًا بديلًا. هذا ما لا يدركه الكثيرون من المدافعين الجذريين عن العلم أو الدين عند تناول العلاقة بينهما، إذ لا يعون فداحة ما يرتكبونه من أفعال طالما كان السجالُ دائرًا، ولا يتصورون - من باب الأمانة المعرفية، إن وِجِدَت - ويلات هذه المقاربة للإشكاليات الثقافية الكبيرة، المهم في الحالتين الانتصار للنسق، لا للإنسان، الفرد، وهو الخاسر الأكبر دومًا.

الإسلام والتطور

ينشغل الكتاب بعلاقة الإسلام والتَّطَوُّر حصريًا، وهو في هذا الصدد يسعى لتجنُّب القول بمجازية اللغة القرآنية، أو اعتبارها تسويغًا لقبول التَّطَوُّر أو رفضه اتكاءً على تفسير القرآن الكريم، أو تعويم الدلالات كما يفعل أهل الإعجاز "العلمي" في القرآن الكريم أو مَن يتطرفون لأقصى مدى فينكرون قيمة العلم باستثناء منتجاته وفوائده المباشرة، هذه محاولة فيلسوف دين أكاديمي لوضع حَدٍّ للجدل العبثي الدائر الذي لا يرى في البشر إلا وقودًا يحافظ على اشتعال نيران المعركة الكلامية.